ماري الدموية

744 47 14
                                    

طبعًا كُلكم سمعتوا عن ماري الدموية قبل كدا ؟ ، هتقف أدام مراية الحمّام في الظلام و تقول يا ماري الدموية 3 مرات و هيّ هتظهر لك في المراية ! ، حاجة مُخيفة .. صح ؟
طبعًا لا .. أنا مش المؤمنين بالخرافات دي ، طبعًا مش مؤمن بوجود ماري الدموية و مش خايف منها !
اللي هحكيهولكم دا حصل من 6 شهور و غير وجهة نظري في كُل حاجة ، بقيت مؤمن بالرعب و الماورائيات أكتر ما تتخيلوا
إتصلت بصديقي كريس في يوم من الأيام و قُلتله بدل الملل اللي إحنا فيه دا ييجي عشان نجرب لعبة ماري الدموية ، طبعًا هو زيي كان مُشكك في وجودها و بعد شوية جدل قدرت أقنعه إنه ييجي عشان نجرب
تاني يوم جالي الساعة 8 بالليل ، هنقعد نتعشي سوا و نتفرج علي فيلم و مع مُنتصف الليل تمامًا هنجرب ماري الدموية ، كريس كان بيضحك و هو بيقولي إن شقتي الصُغيّرة دي هتخلينا نموت فورًا لو ماري الدموية طلعت لنا عشان الشقة ضيقة و مفيهاش مكان للهروب أو الإختباء
لمّا الساعة دقت 12 تمامًا ، دخلنا الحمام و قفلنا النور ، أشعلنا شمعة و قفلنا باب الحمام ورانا ، أخيرًا جت فرصتنا عشان نثبت لنفسنا إن ماري الدموية مش حقيقية ، لهب الشمعة بيرقص من الهوا فعامل ظلال مُخيفة ، بدأنا نتوتر لكن خلاص مفيش مجال للتراجع
( يا ماري الدموية ... يا ماري الدموية ... يا ماري الدموية ... أنا اللي قتلت إبنك ! )
.
مر 10 ثواني و محصلش أي حاجة ...
20 ثانية و مفيش حاجة إتغيّرت ...
30 ثانية و الأمور زي ما هيّ ...
بدأنا نضحك و إحنا بنبص لبعض ، كُنا مُتأكدين إن دي مُجرد خرافات و أساطير مالهاش أي أساس من الصحة ، كريس راح عشان يفتح النور و رغم إنه ضغط علي الزرار إلا إن النور مجاش ، حاول كريس مرة تانية لكن برضه لسّه الظلام مُسيطر علي الحمّام ، المُشكلة إن كريس ساكت و هادي جدًا ، سألته بعصبية : " هتفتح النور و لا لا ؟ "
لفيت وشي و لقيته بيبص علي حاجة بذهول ، بصيت ناحيتها و قلبي توقف عن النبض تمامًا و أنا سامعه بيسألني : " إيه .. دا .. بالظبط ! "
مرديتش عليه و أنا شايفها ، ست مُبتسمة واقفة أدام باب الحمام في الظلام بهدوء ، بس دخلت إمتي ؟ ، كُنا هنسمعها لو باب الحمّام أو باب الشقة إتفتح ، كريس شاورلي بإيد مُرتعشة ناحية مراية الحمّام ، إستجمعت شجاعتي  بصيت و فوجئت إن الست المُبتسمة دي مالهاش أي إنعكاس في المراية ! ... أبدًا !!
.
كريس سألها بصوت مليان خوف : " إنتي مين ؟ "
فتحت فمها و بدل ما تجاوب عليه فوجئنا بأقوي صرخة وحشية مُمكن حد يتخيلها في يوم من الأيام ، كريس جري بخوف و هو بيفتح باب الحمّام من وراها و بيخرج جري ، جريت وراه بخوف بدون ما أبُص ورايا ، قبل ما نوصل لغرفة المعيشة كريس وقف فجأة و بالتالي خبطت فيه و وقعنا علي الأرض ، قبل ما ألومه فهمت هو ليه وقف ، فهمت و أنا بتفرج علي حيطان البيت كُلها بعدم تصديق
الحيطان و السقف مليانين دم بطريقة مش طبيعية ، دم بكمية كبيرة زي ما يكون حد إرتكب مذبحة في غرفة المعيشة بتاعتي ، و وسط الدم مكتوب رسالة بخط مهزوز
( ماري الدموية هنا عشان تنتقم لإبنها ! )
سمعنا الصرخة الوحشية من ورانا مرة تانية ، كريس شاور علي باب الشقة و هو بيصرُخ بخوف : " يلا نهرب "
حسيت بحاجة باردة بتمر من جنبي و قبل ما أحذره فوجئت بيها واقفة أدام باب الشقة مُبتسمة و مستنية كريس اللي باصص وراه و هو بيجري ، ملحقتش أحذره ، مسكته و رفعته في الهوا قبل ما ترميه علي الحائط المقابل بقوة مش طبيعية ، راسه إتخبطت في الحائط و إتجرح جروح بالغة و هو بيقع علي الأرض بتهالك
.
بدأت تبصلي و تقرب مني و هيّ مُبتسمة ، حاولت أكون لطيف و مؤدب معاها ، بصوت بيترعش من الخوف سألتها : " حضرتك ماري ؟ "
مردتش عليّا ، كانت بتقرب أكتر و إبتسامتها بتبقي أكبر ، سألتها تاني بصوت شبه مبحوح من الخوف : " حضرتك ماري الدموية ؟ "
إبتسمت أكتر كأنها بتتلذذ بخوفي و هي بتقرّب ببطء ، جسمي كُله بدأ يترعش من الخوف ، قلتلها بعصبية : " كفاية .. متقربيش أكتر من كدا "
وقفت مكانها أخيرًا و هي مازالت بصالي بصة مُخيفة و مُبتسمة أكتر إبتسامة مُرعبة شُفتها في حياتي ، محتاج أتطمن علي صديق عمري هل هو لسّه حي و لا ميت ، غمضت عينيّا و أخدت خطوة للجنب ناحية جسم كريس ، فتحت عينيا عشان ألاقيها واقفة مكانها بتراقبني ، بدأت أتحرك خطوة بخطوة ناحية كريس
ورا الكنبة دي المفروض كُنت ألاقي جسم كريس لكن ملقيتش أي حاجة ، قلت بدهشة : " إيه اللي بيحصل ؟ "
.
حسيت فجأة إن كُل حاجة بتختفي و بتبقي شاحبة ، حتي الدم اللي علي الحيطان بيختفي ببطء ، فجأة حسيت بحركة من ورايا ، بصيت بسُرعة عشان ألاقي كريس واقف ساند علي الحائط و مغمض عينيه ، قربت منه و أنا بسأله بقلق : " كريس .. إنت كويس ؟ "
فتح عينيه و بصلي بصة مُرعبة و هو بيقولي : " هنا "
سألته بخوف : " هنا إيه ؟ "
إبتسم و هو بيقول : " ماري الدموية هنا .. هنا عشان تنتقم ! "
جريت علي باب الشقة و حاولت أفتحه لكنه كان مقفول بقوة أكتر كتير من قوتي مقدرتش أفتحه أو أحركه حتي من مكانه ، وقعت علي الأرض و أنا براقبهم بيقربوا مني ، كريس و ماري بيقربوا ، مبتسمين و بيبصولي بصات مُرعبة ، غمضت عينيّا و بدأت أعيّط و أنا بهمس : " أنا آسف .. أنا آسف "
بعد شوية حسيت بهدوء ، فتحت عيني عشان ألاقي كُل حاجة إختفت ، فتحت باب الشقة و خرجت و أنا بجري ، وصلت قسم الشُرطة و هناك قُلتلهم كُل حاجة حصلت ، قرروا يبعتوا معايا ظابط عشان يشوف إيه اللي أنا بقوله دا !
.
في شقتي لقوا كريس في الحمام ، عريان و جمسه مليان جروح وحشية و بين الحياة و الموت ، قدروا ينقذوه لكنه في مستشفي أمراض نفسية من يومها و مش بيقول غير : " ماري الدموية حقيقية "
سبت الشقة
بس أنا بحكيلكم دا النهاردة عشان أقولكم ماري الدموية حقيقية .. مش لعبة .. محدش يستهتر بيها عشان لو طلعت هتدمر كُل حياتكم زي ما دمرت حياة كريس و كانت علي وشك تدمر حياتي
.
.
.

حدث بالفعلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن