البارت 18

20.7K 279 4
                                    

وذات يوم اثناء جلوس نور تتصفح الانترنت عبر هاتفها فوجئت بإتصال من اسامة
سقط هاتفها من بين اناملها من هول المفاجأه ووقفت تتأمله دون تستطع ان تقدم نحوه خطوه بل ظلت متجمدة الهيئة و العقل ايضا , لا تستطيع ان تفكر فيما يجب ان تفعله حتي,واكتفت بأن تابع الهاتف بنظرها حتي انتهت المكالمة و همد صوت الرنين
استطاعت بصعوبه ان تخرج من صدمتها و اقدمت نحوه بخطي مترنحه و فكر مغيب , انحت والتقطته بأنامل مرتعشة
جلست علي طرف السرير و هي تمسك به و تتأمل شاشته , استنشقت اكبر كميه ممكنه من الهواء المنتشر بالغرفه ثم قالت بنبره مشجعه : كفايه قوي بعد و حرمان من بعض لحد كده يا نور , بجد مش هقدر علي انه يتعذب زيادة , لما يتصل تاني انا لازم اتشجع و أرد علشان ميضعش مني و أرجع اندم
اعتدلت في جلستها و أمسكت بالهاتف تتفحصه بإنتظار مكالمة تالية من اسامة
ولكن انتظارها طال , حتي بدأ القلق يتخلل قلبها , وبدأ عقلها ينشغل في عد الدقائق و الثواني بشوق بإنتظار ظهور اسمه ثانية أمام عينيها
ولكن يبدو ان وضعها هذا سيطول كثيرا كثيرا و عقلها سيظل يعد الثواني حتي ينفذ طاقته و يرفع راية الاستسلام في وجه هذا الانتظار
وعندما مر ساعات و لم يعاود اسامة الاتصال و أيقنت نور بأنه لن يتصل , تملكها الندم و الحسرة علي عنادها معه و بدأت تعاتب نفسها عنلي عدم اسراعها في نجدة قلبها المكلوم الذي عاني كثيرا علي يد حبيبها و هاهي تأتي الآن و تكمل تعذيبها له
كادت تهم بالإتصال عليه و لكنها وجدت الوقت تأخر كثيرا و أوشك الفجر ان يرفع اذانه , فدخلت لفراشها و بدأت في ري و سادتها بدموع الحسرة , وقلبها ينزف دما من أجلها و من اجل حبيبها الذي ظنته يعاني اهمالها و بعدها عنه و عدم مسامحته و بقيت تنهر نفسها من أجله و لا تعلم أي شئ عن ذلك الدخان الذي يخرج من فمه بغيظ و هو يقف في شرفة منزله يفرغ غضبه منها في سيجارته المسكينه التي يخنقها بعصبية بين أصبعيه المتشنجين مثل باقي جسده
كان يقف يتأمل السماء شديدة السواد مثل قلبه تماما وعقله يحيك بداخل افظ انواع الوعيد لتلك التي اعلنت ان تعبث معه بسفاهتها و سخافة عقلها و قد غيب عنها مدي علمه بكل تفاصيل شخصيتها و كيف درس بجد كل نقاط ضعفها و اتقن كيفية تعذيبها و التعامل معها بشكل يجبرها علي الركوع امام قدميه وطاعة جميع اوامره
سحب محتويات سيجارته بعمق وهو يغمض نصف عينيه , ثم ابعدها وبدأ في نفث دخانها ببطء بعدها قال بتوعد منذر : مش من عادتك يا ست نور التقل ده , فاكره هتلوي دراعي , علي اساس اني مثلا هصدقك انك بدأتي تستغني عني , اومال لو مكنتش انا اللي مربيكي علي ايدي , خليكي مبسوطه بتقلك عليا لحد ما تندمي , ....اممم بس انا عارف هتصرف معاكي ازاي يا بتاعة انتي , بتتقلي طيب انا بقي مش هبعت رسايل و لا هتصل و اخليكي تعيطي بدل الدموع دم و انتي اللي تترجيني و تبوسي جزمتي و اوعدك يا عبود انا اللي هكسب الرهان , دي نور و عارفهها وحفظها عن ظهر قلب كمان ...صبرا صبرا
.................................................. ......
مرت الساعات الليلية متسارعه بشوق لظهور شمس جديده تبعث الأمل في القلوب و تبدد الظلام الذي غلف العالم ,
انهت حسناء صلاة الفجر و جلست مكانها تردد الاذكار الصباحية بخشوع , جال بعقلها الايام االسالفه و التي ملئها الامل بسبب المواقف المتكرره مع حازم بل و تحوله من شخص جامد في تعامله معها ,وكأنه مجرد رفيق لسائقها في ذهابها و ايابها من الشركة و من يحضر لها الطعام ولا يتعامل معها نهائيا سوي بغض البصر و كلمات مقتضبه و كيفيه تحوله لشخص طبيعي تربطه بينه و بينها علاقه عمل بحدود الاحترام المتبادل و الادب و الالتزام الديني
كان دائم الاتصال بها بشكل يومي , يخبرها بما تم انجازه في شركته الجديده و يطلب منها البحث عن بعض الاشياء عبر الانترنت بالاضافه لأخذ رأيها في بعض الأمور
حقا كانت متعجبه من ذلك فدائما ما كانت تسمع عنه من نرمين انه غامض و لا يحب ان يطلع اي شخص بما بخاطره و لا اي شئ يتعلق بعمله ولا يحب استشارة احد بأي شئ خاصة في مجال عمله او يطلب المساعده ويعتبر ذلك من علامات الفشل ولكن هو الان يخبرها بأدق تفاصيل شركته الجديدة و يطلب دائما منها دعمه بأفكارها و رأيها و بحثها عبر الانترنت في تجميع الافكار التي تجعله ينشأ شركة فريدة من نوعها
ابتسمت برضا يغمر قلبها و سعادة تدغدغ جميع ذرات جسدها و فرحه تسمو بقلبها مع ذلك الخاطر
قالت بصوت محتقن من شدة الفرحة : النهارده الاربعاء , يعني هشوف حازم , اووووه , هقوم بقي اخلص اللي ورايا علشان اكون جاهزة
لم تلحظ من عقلها معارضة كما كان يحدث من قبل و لا اصوات صفارت الانذار و الوعيد و التهديد التي عهدتها منه بل شعرت و كأنه يشاركها الفرحة و يتسابق مع قلبها في التفكير بمن سكن روحها و اصبح الجزء الافضل في عالمها و مصدر نشوة قلبها و فرحة أيامها و سعادة اوقاتها
.................................................. ..
كان يجلس علي ارتفاع اربعة مترات من مستوي الأرض , علي كرسي خشبي و بيده كوبا من الشاي يرتشفه بشرود و هو يضع ساقا فوق اخري
كان يجلس في الطابق الثاني من المبني الجديد الذي مازال تحت الإنشاء ليكون مقر شركته او بالاحري مؤسسته الجديده , ذهنه شارد بعيد في احلام عظيمة و نجاحا كبير رغم عينيه التي لم تتوقف عن التجول بين الماره و السيارات و لكنها لم تكن تري شيئا مطلقا او ربما كانت تري و تبعث بما تراه لعقله و لكنه كان عاجز عن تفسير اي شئ مما يري او استقبال اي شئ يرسل اليه بسبب كثرة انشغاله
وقعت عينيه علي المكان الذي وقفت فيه حسناء بصرامة تلح عليه في طلبها ان يذهب و يسأل عن تلك الارض و يبتاعها لتكون اول درجه في درجات تحقيق حلمه
انفرج ثغره تلقائيا من مجرد تذكره للموقف و رسم طيف حسناء بعقله و ظل يسرد علي نفسه موقفها الحسن معه و مدي اهتمامها بمستقبله و تحفيزها له , حقا انها لإنسانة رائعه من وجهة نظره , يبدو ان كلما مر الوقت كلما ستبهره اكثربأدبها و شخصيتها
قال بنفسه : ربنا يصلح حالك يا حسناء و يكرمك و يقدرني و اردلك الجميل ده
عاد ثنية بعقله للشرود لكن تلك المره كان شروده بها, تعجب رغبته الشديده في اشراكها في نجاحه و فرحته , فرغم انه لم يسمح لأحد بالتدخل في تفاصيل عمله من قبل و لكن بما انها صاحبة الفكرة شعر ان من حقها ان تشاركه فرحة نجاح فكرتها بالإضافة لأفكارها الجيده التي تساعده و ربما ايضا هو بحاجة لدعمها و تحفيزها في ذلك الوقت الحساس من حياته بسب معارضة الجميع له
رفع هاتفه علي اذنه بعد ان قام بالاتصال عليها حتي سمع صوتها الملئ بالحماسة
حسناء : السلام عليكم
حازم و: وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته , ازيك يا حسناء
حسناء وهي تحاول تبدو هادئه حتي لا يصل اليه صوت دقات قلبها المتسارعه من شدة لهفتها: الحمد لله , وجبتلك اللي طلبته من النت
حازم بإمتنان : شكرا , ربنا يجازيكي خير, معلشي تعبك معايا بس انا مش هقدر الاقي حد اعتمد عليه في الموضوع ده غيرك , وكمان ماشاء الله ذوقك جميل و بتختاري حاجات مميزة
حسناء بفرحة و كأنه ألقي علي مسامعها قصيدة غزل : دي حاجه بسيطه يا بشمهندس , انت تأمرني
حازم : طيب اجهزي علي الساعة واحده علشان هروح اجيب نور من البيت و نيجي تخدك علشان متتأخروش علي المسجد
حسناء: خلاص ماشي هقوم اطبع التصميمات علشان منسهاش
حازم : ماشي يا حسناء , سلام
أغلقت حسناء الخط ثم وضعت يدها علي جانب صدرها الايسر تحاول تهدأة دقات قلبها و إلا سيلفظ قلبها من مكانه من شدة ضرباته الفرحة
ثم قامت كطفله صغيرة تجهز طبع بعض الأوراق ثم جهزت من لباسها و جلست تنظر فارسها الذي سجنها ببيته ثم سجنته هي بقلبها , فكما تدين تدان
لم تفتر عن رفع عينيها تجاه الساعه التي المثبته علي الحائط و كأنها تحفزها علي الاسراع كي تكحل عينيها بمن اشتاقت له و تروي ظمئها له فهي لم تعد تطيق بعده ولو دقائق فما بالك تبقي ليلتين تعاني احتياجها قربه و تناضل بقلبها الضعيف شوقها له
واخيرا سمعت صوت السياره بالخارج , قفزت بفرحه وقالت و هي تسرع للخارج : اخيرا
اتجهت نحو السياره , وجدت حازم يقف أمام السياره ينظر لها بابتسامة عذبه و نظره تحمل شئ من الامتنان
اصطدمت عيونهم فأسفرت عن ابتسامة مشتركه بينهم قبل ان يغض حازم بصره للجهه الاخري , ضغطت حسناء علي اسنانها و قالت بنفسها : ما هو احترامك ده هو اللي مخليني احتقر نفسي
اضطرت هي الاخري ان تنظر ارضا حتي بلغلت السيارة , فرغم اشتياقها الشديد له و تتوقها لرؤية وجهه و لكنه اجبرها بأدبه ان تعود لرشدها و تراقب افعالها و تراعي ربها
وصلت للسيارة فألقت عليه التحيه كي تخطف نظره له عن قرب : السلام عليكم
فرد : وعليكم السلا م اتفضلي يا حسناء
ركبت السيارة فوجدت نور تجلس بالخلف وبيدها المصحف و وجهها ملئ بالحزن و اليأس والألم و ربما ارهاق سهر او تعب جسدي
سلمت عليها حسناء وو كالعادة تصافحها نور ثم تبقي صامته , فهي حتي الآن لم تشترك معها في حوارات جانبية او مواضيع خاصة و حديثهم دائما ما يكون مقتصر علي درس القرآن ولكن علي الأقل افضل من معاملتها السابقه لحسناء والتي كانت توضح مدي حنقها لها و عدم استساغتها لشخصها
انطلقت السيارة بهم , استشقت حسناء الهواء بقوة فقد كان محملا بعطر حازم المميز , ظلت تستشق بقوه و كأنها تريد ان تملأ مخزون كافي لرئتيها تكفيها لليوم التالي الذي لن ستري به حازم , كانت غارقه في خاطرها المحشو بكل تفاصيل الشخص الذي يجلس امامها , صوته , عطره , عبقه , كل شئ
لكن نور , كانت هي الاخري غارقه في شرودها ولكن كان مزاجها عكر باللون الاسود القاتم بسبب الليلة الماضية و ما حدث بها وسبب لها الندم و الحسره
كان قلبها مثقل بالهموم , احست انها تريد ان تفضفض لاي شخص كي تخفف القليل من الحمل الثقيل الذي يقبع علي صدرها , نظرت لحسناء و قالت بنفسها: يا تري لو قلت لحسناء هتخفف عني ولا هتقولي حرام و ابعدي عنه و متسمعيش كلامه
ردت علي نفسها بيأس و خيبة امل: اكيد هتقول حرام و عيب و ابعدي, هي اللي زيها عمره ما يحس بيا , دي مش هيفرق معاها اي راجل , زمانها واثقه ان لو واحد ضاع منها هتلاقي آلاف غيره يتمني ولو اشارة من صابعها ,
اختطفت نظره حاسدة تجاه حسناء التي تتظاهر بانها منشغله بالطريق حولهم , ثم قالت بغيظ: لا مش هقولها حاجه, انتي فين يا نسرين ملبوخه في ابن خالتك وسيباني تايه لوحدي , حتي مي و هبه محدش فاضيلي غير اني متأكده انهم مش هيحسوا بيا و هيحاولوا يبعدوني عن اسامة
فضلت نور الصمت و كبت همومها داخلها و تعايشها مع عذابها الداخلي وحدها وألا تفصح لحسناء بأي شئ رغم احتياجها الشديد لمن تحكي له و تفرغ نار صدرها المشتعل
وصلوا للمسجد و قضوا درسهم كما اعتادوا ثم خرجوا لحازم الذي كان ينتظرهم عند البوابة
حازم : قبل ما انسي , هاتي يا حسناء التصاميم اللي طبعتيها
اخرجتها حسناء من حقيبتها و قدمتها له و هي تغض بصرها فهو دائما ما يجبرها علي الحرمان منه و زيادة شوقها له مع كل مره يتقابلون بها بسبب غض بصره و بدلا من ان تكون لقاءاتهم لكبت نار الشوق كانت تزيدها استعارا و شده ولا تروي ظمئها له ولو بقطره واحده
التقطتها حازم و ظل يتفحها واحده تلو الاخري ثم انتقي منهم اثنين و قال لحسناء بإهتمام : التصميمين دول عجبوني , حاولي تشوفي مميزات كل واحد و ختاري الافضل و بكره هكلمك
حسناء: خلاص حاضر
حازم : طيب يلا علشان تروحوا
حسناء بتساؤل : هو انا مش هطلع الشركه
حازم : لا انا خلصت اللي ورايا وانتوا في المسجد و مش هرجع هناك النهارده , ورايا شغل كتير في الشركة الجديده
حسناء بخيبة أمل و صوت هادئ رغم نواح قلبها داخل صدرها : ماشي
حازم : معلش يا حسناء الاسبوع ده مش هفضي خالص فمش هجيلك غير يوم الاتنين الجاي
صعقت حسناء من كلامه ولم تستطع الرد بل نظرت له نظرة مبهمة فوضح لها عذره قائلا : انا ورايا شغل كتير في الشركة الجديده , هبدأ اشطب في الأدوار اللي اتبنت مع الادوار اللي لسه هتتبني و هيكون في عمال كتير و عاوز الاسبوع ده ابدأ ابعت رسايل للشركات و اتابع الردود
لم تستطع حسناء الاعتراض ولو بكلمة واحده و انقاذ قلبها المحتضر بعد استقباله لتلك الكلمات و شعورها بالاختناق وكأن الاكسجين سحب من حولها
قالت بداخلها و هي تتبعه نحو السياره: انت ظالم يا حازم هيبقي اسبوع صعب قوي
.................................................. ...............
بدأ الاسبوع المشؤوم في المرور بأيامه الفارغه و ليالية الموحشه و ساعات القاسية و دقائق ايامة التي تشبه الدهور من شدة بطئها , لم يكن سهل بالمره علي كلا من حسناء و نور التعايش بطبيعيه مع تلك الايام , كلاهما أمرهما متشابه , ايامهم ممثاله لبعضهما , الاثنتين يعانون ألم الوحده و نار الشوق , يعيشان حياه اشبه بحياة الاموات , وكأنهم جسدين مسلوبين الروح او كظل أشخاص يعيشون محملين بالهموم
حتي انقضي ذلك الاسبوع العصيب و الذي لم يتذواقوا اصعب من ايامه مراره و أتي يوم الأثنين , اليوم المنتظر , التي كثيرا تطلعت حسناء لقدومه بفارغ الصبر , وعندما قاربت الساعه الثانيه قامت و ارتدت اسدالها و ظلت بإنتظار حازم
قالت بقلق ... بس هو مكلمنيش وقالي انه هيجي , اتصل عليه جايز يكون نسي
قامت مسرعه و وجلبت هاتفها ثم اتصلت عليه
حازم : السلام عليكم
حسناء و قلبها يعزف سيمفونية الاشتياق: وعليكم السلام , ايوا يا بشمهندس مش هتيجي تاخدني علشان درس القرآن
حازم وكأنه تذكر للتو: اووووه درس القران , انا كنت ناسي خالص, اممم طيب معلش يا حسناء انا هعتذرلك النهارد والله مشغول جداا جدا ومش هقدر اجيلك خليني لبعد يكره
استشاطت حسناء غضبا منه , الا يفهم ذلك الرجل ما يحدث لها في بعده و ما يعانيه قلبها من اجله , أليس ذلك ارجل يمتلك بصدره قلب ليشعر بها ويرأف لحال صديقه الذي يقاني مراره البعد
وعندما لم يسمع منها حازم ردا , كأنه رساله رفض عما قال لها فعلم مدي مللها من الوحده, شعر بمدي قسوته معها ولكن ليس باليد حيله فقال لها كي تشغل نفسها بشئ يقلل وحشة وحدتها : ومعلشي يا حسناء هتعبك معايا , عاوزك تدخلي علي النت تشوفيلي افضل لون للوجهات الزجاج
حسناء بفتور : حاضر
حازم : معلش يا حسناء , اول ما ربنا يكرم و افضي شويه هعوضك الحبسه دي
حسناء بنبره اكثر فتور: طيب
أغلقت الهاتف ثم ضربت الارض بقدمها بغيظ و هي تلقي بالهاتف علي السرير وقالت بحنق: ايه ده لسه هفضل محبوسه كمان كام يوم و لا بيقولي لما بفضي الله اعلم كمان كام شهر , علي اساس اني قادره استحمل اسبوع علشان يقولي لما افضي و يفضل يأجل فيا لحد ما يفضي , لا انا هشوف حل للموضوع ده
ظلت تقلب الافكار برأسها علها تجد مخرج من ذلك المأزق و تنقذ قلبها الضعيف
قالت بفرحه : لقيتها
قامت مسرعه و التقطت الهاتف الملقي بعشوائيه علي السرير و اتصلت علي نور و هي تقول: اكيد لما نور تقوله عاوزه تروح المسجد هيوافق , هو اساسا ما صدق ان ربنا هداها و وافقت تدخل المسجد
وبعد دقيقه اتاه الرد : السلام عليكم
حسناء: وعليكم السلام ازيك يا نور
نور بصوت يحمل الكثير من الحزن : الحمد لله
حسناء: مش هتروحي النهارده المسجد
نور : معلش يا حسناء مزاجي النهارده مش تمام مش هقدر اجي , سامحيني روحي لوحدك النهارده
حسناء بخيبة امل تخيم علي نبرة صوتها: ماشي يا نور , مش عاوزة حاجه
نور : شكرا مع السلامة
حسناء : الله يسلمكك
اغلقت الهاتف و اارتمت علي السرير بتذمر و هي تقول : وبعدين هي الحكايه معقدة كده ليه
بقيت مكانها تتأمل سقف الغرفة بملل , لم تكن تعاني الملل و الحبس اكثر مما كانت تعاني علة قلبها من كثرة الشوق لحازم ولكن ليس لديها خيار غير التحمل و البقاء بالانتظار
وبعد مرور ساعات قامت و بدلت اسدالها بملابس منزلية و ادت صلاة المغرب و اتجهت لجاز الحاسوب و فتحته بملل وهي تقول: لما نشوف الوجهات بتاعتك يا سي حازم
ولكنها لم تكن بحالة نفسية تسمح لها بالبحث و التصفح فأغلقت نافذة الانترنت و قبل ان تغلق الجهاز بأكمله قالت : لما افتح كده الملفات الللي علي الجهاز جايز ألاقي حاجه تسليني ولو اني مليت الدنيا كلها
ضغطت علي احد الملفات ويالحظها وجدت شئ يعد بالنسبه لها كطاقة النور الذي انقذت قلبها الذي كاد يلفظ آخر انفاسه , وجدت ملفا مكتوب عليه " صوري"
رغم ضميرها الذي بدأ يعلو صوته ولكنها تجاهلته و اسرعت تفتح الملف
قالت بفرحه ممزوجه بدهشه ... واااااو صور حازم
شرعت تفتح واحدة تلو الاخري , تفتح صورة و تظل تحدق بها تتأمل تفاصيل ذلك الوجه الذي كادت تموت من اجل رؤيته , رغم عدم قدرتها من النظر بوجهه بشكل مباشر فما بالك الآن فهي تستطيع ان تتامل و تطيل النظر و تشبع عينيها و تروي ظمأ قلبها منه
بقيت ساعات تشاهد الصور و ما ان تنتهي حتي تعيد فتحهم مره اضافيه حتي قاربت المائة مره , تعبت عينيها من كثرة التحديق بالشاشة و لكن شوقها لم يقل و قلبها لم يشبع
أغلقت عينيها بقوة و ضغطت علي رأسها بألم , ثم قالت برجاء لنفسها : هتفرج كمان مره واحده و هقفل الكمبيوتر
حركت اناملها و بدأت في سرد الصور مره اخري حتي توقفت عند صوره مكونه من وجه حازم فقط تزينه ضحكه تكشف عن اسنانه
ثبتتها ثم ظلت تتأمل تفاصيلها , كادت تنهض و تحتضن شاشة الجهاز من كثره انجذابها لتلك الضحكه التي تحدث صدي نغمة حب عذبه داخل قلبها كلما نظرت لها
قالت فجأه و هي تنهض ... جاتلي فكره
اتجهت للمكتبه و اتتت بورقه ووضعتها بالطابعه ثم ضغطت علي ""طباعه""" و وقفت تستقبل الورقه المطبوع عليها وجهه بنهم
أمسكتها بأناملها و هي تكاد تأكلها بعينها الفرحتين ثم دارت كالأطفال بسعاده و هي تهلل بصوت عالي : ياااااااااااااااااااي
أغلقت الكمبيوتر و اسرعت للفراش لتريح رأسها من الألم الذي يأكل في رأسها بعنف و هي ممسكة بوجه حبيبها تحفظ ملامحة و تدرس جمال ضحكته و تذاكر نظرته وكأنها لديها اختبار حازم صباح الغد , حتي آتاه النوم يداعب جفونها بلطف فقالت بهيام للورقة : تصبح علي خير يا حازم
ثم مدت يدها تحت الوسادة ووضعته تحت رأسهاا علي أمل ان يزورها بأرض الأحلام ليعوض بعده عنها كل تلك المده
............................................
كانت نور تتصفح الانترنت بملل علها تشغل قلبها قليلا لتخفف عنها كم الهموم الذي اصبحت اشبه بتل كبير من الهموم التي تكفي لجميع مخلوقات الارض
وفجأه
.
.
.
. ظهر أمامها أسم حبيبها في اتصال , لم تنتظر لحظة وضغطت بلهفة و سرعه علي زر الاستجابه
قالت بهمس و نبره باكيه ألو
اسامة : ............
أعادت : ألو
أسامة: ..............
قالت بصوت مرتفع نسبيا : ألو
اسامة : ........
قالت بقلق : أسامة , الو , ايوا يا اسامة
اسامة : ..........
وبعدها انقطع الاتصال , نظرت للهاتف بأعصاب متفكه و مشاعر متخبطه ثم قالت بقلق شديد : ماله مش بيرد ليكون حصله حاجه
وبعد تردد طال للحظات اسرعت تعاود الاتصال عليه , وظلت تتنظر رده ولم تعلم شئ عما يحدث علي الجهة الاخري من الاتصال شئ
أسامه و هو ينظر لصديقة المتراهن معه : شوفت أدي اول مره اتصل عليها اهو , مقدرتش تستحمل و اتصلت هي جري و هغسلك بكرامتها الارض دلوقتي و هي هتتحايل عليا اسامحها
ثم ضغط علي زر الاستجابه ثم علي مكبر الصوت فسمع صوتها الذي يبدي مدي خوفها من أجله : ألو
اسامة : ..........
نور : ألو ..أسامة ...
أسامة و هو ينظر بمكر لصديقة و يغمز له بعينيه : وحشتنيني يا جزمه
لم تستطع نور التماسك اكثر فإنفجرت باكيه تفرغ النيران التي تكبتها داخل قلبها حتي كادت تقتلها من شدة حرارتها
صمت اسامة وهي يحاول تمثيل دور من يبكي هو الأخر و هو يضحك بصمت لصديقه
وبعد دقائق قال بصوت يحاول تصنع فيه نبرة البكاء و الحزن : خلاص يا حببتي اهدي
ولكن لم تستجيب نور لرجاءه الكاذب و ظلت تفرغ كل ينابيع الدموع التي بعينهيا تصحبها آهاتتها و نهنهتها و اوجاعها
أسامة : انتي اللي عملتي فينا كده و حكمتي علينا بالموت و احنا احياء
خرج صوتها من بين بكائها : اسفه
اسامة : شوفي مع انك انتي اللي غلطانه يا زباله و دمرتينا بس انا طلعت احسن منك و كلمتك انا
أعادها اسفها بعمق : اسفه
قال لها : لا أسفه دي مش هتنفع , انتي ظلمتيني جامد
قالت بصوت ملبد : معلش
قال لها : اصرفها فين دي , انا مش هرضي عنك الا لما تيجي تتأسفي علي أرض الواقع
قالت : حاضر
اسامة : امتي
نور: بعد بكره
اسامة بغيظ: وبعد ليه ما تخليها بكره بس
نور: مش هينفع بكره
قال بغضب: يعني مش عارفه تيجي علي نفسك برضه علشاني
نور بلهفة : معلش يا اسامة انا تعبانه علي مااقدر افوق شويه
اسامة : تعالي ولما هتشوفيني هتشفي علطول
نور: اكيد
اسامة : يعني بكره
نور: معلش يا اسامة استحمل لبعد بكره
اسامة بنفاذ صبر: بس بشرط , تيجيلي زي ما انا عاوزك و تزعلنيش منك تاني و تعانديني و تيجي بالشوال الاسود
نور بتردد : حاضر
اسامة بتهليل و هو ينظر لصديقه بإنتصار : مشتااااق انااااا مشتااااق
ابتسمت نور و هي ترتشف بقايا دموعها داخل عينيها فمن اللحظة لا مزيد من الدموع , كفاها ألما , فقد تشبع قلبها وجعا و علت روحها عذابا و هاهي الآن علي مشارف مرحله جديده من عمرها لن تسنح لأي شئ في الوجود تعكيرها ثانيه
فاقت من شرودها علي صوته .. طيب يا بيبي اسيبك تريحي بقي و في انتظارك
قالت له : مش هسمع صوتك بكره
اسامة : لا انا لسه زعلان و مش هروق ولا اسمعك صوتي إلا لما تيجي تصالحيني الاول , علشان كده قلتلك بكره بس انتي اللي مصممه تعذبينا
نور : اسفه يا اسامة غصب عني
اسامة : ماشي في انتظارك الساعه كام
نور : اذان الظهر
اسامة : ماشي يلا اسيبك بقي تريحي من كتر العياط
نور : لا برتاح لما اسمع صوتك
اسامة بفرحه لهذا الانتصار العظيم .. وانا مش هريحك الا لما تصالحيني
نور.. حاضر
اسامة : يلا سلام
نور... مع السلامة , هتوحشني
اسامة .. مش هصدق
نور.. لا صدقني
اسامة ..بعد بكره هبدأ اصدق
نور .. ماشي
اسامة ...مع السلامة
ثم اغلق الخط حتي لا يعطيها فرصه للمزيد من استدراجه في الحديث حتي يترك نار قلبها مشتعله كي لا تتأخر عليه
انهي اتصاله و بدأ في هيستيريا ضحك ساخرا منها و من صديقه الذي وقف يصفعه بنظرات غيظ لأنه سيخسر الرهان
أما نور فظلت تحتضن الهاتف لصدرها و هي مغمضه العينين تاركه قلبها يستشعر لذه فرحتها بعودة حبيبها
ثم قامت وقالت ... انا اقوم من دلوقتي اخطط هلبس ايه تحت الاسدال علشان اخلعه في الجامعه و هاخد الميك اب في شنتطي و اقوم من دلوقتي اظبط مسكات و شويه روشنه كده لوشي و هروح بكره الكوافير يااااه وحشني قوي

حبيسه قصر الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن