لم تستطع منع نفسها من التركيز معه , ليس بأذنيها و عينيها , بل بكل جوارحها , شعرت بكلمات الاغنيه تتسرب داخل قلبها تمحو ظلمة الخوف التي تمكنت منه في الايام السابقه , تضيء داخلها نور الأمن و الأمل و تحي حباً كاد يموت , حبا يحتضر بعدما اخمدت صوته بعنف و شدة
وعندما وصل حازم للمقطع الاخير وجدته ينزل ..... ويقترب منها ......حتي وصل لها
كاد عقلها يجن و قلبها يتوقف عن العمل و هو يتابع صوته الذي يخرج من قلبه و ليس من حنجرته و يمسك بيدها و يصطحبها عائدا إلي الكوشه تحت تصفيق الجميع و زغاريد مرتفعه و تهليل عال
تفاجئت بأن اليوم يوم سعدها , يوم خطبتها التي دعي لها الجميع مسبقا ... عدا العروس...عدا هي
وجدت نرمين تفتح علبه بها خاتم زفافها و ...... سلسلتها االتي باعتها لتفريج ضيقتها ..... ذكري والدها...... التي اوصاها حازم بأن تحتفظ بها مدي الحياه
ألبسها لها حازم و هي تترك دموعها تنساب بصمت علي وجنتيها
لا تعلم أدموع فرح ......... أم دموع خوف .....أم ماذا
همس لها حازم بأذنها / مبروك يا حببتي
ثم قبل رأسها و ضمه صدره ثواني
ابعده ثانيه و ظل يمسح دموعها و اصوات الزغارييد تعلوا بشده حولهم
سلمت عليها سناء و ضمتها بشدة و قالت لها / مبروك يا حببتي
و تبعتها نور ونرمين , قال حازم / طيب هخرج انا عند الرجاله بقي
أمسكت نرمين يد حسناء و ظلت تمر بين اقاربهم لتصافحهم حسناء , التي تلقت كما هائل من الاعجاب و عبارات المدح في تلك الليله
وبعد ان انتهي الحفل , خرج الجميع بعدما أتي محمد و اصطحب عروسته , وعندا خرجت حسناء وجدت عريسها بإنتظارها هي الاخري
قالت سناء / انا هركب مع نرمين و ابراهيم
ابتسم حازم لكلام و الدته و قال لحسناء / طيب يلا بينا يا حسناء
تبعته و ركبت بجواره السياره
كانت تنتظر ان يتحدث و لكنه لم يفعل , ظل صامتا طوال الطريق , لم تقوي هي علي النطق بحرف واحد فبالأضافه لصدمتها مما حدث فكانت محرجه خائفه بسبب عصبيتها معه و نهرها له منذ ايام
ظلا بصمتهما حتي وصلوا منزلها و قبل ان تترجل من السياره قال لها حازم و هو ينظر أمامها / فكري و منتظر ردك
شعرت حسناء بدمائها تتدفق لرأسها فجأه و قلبها يتوقف عن النبض
قالت بصوت منخفض/ حاضر ثم تركته و اتجهت للداخل
......................
وبعد ان تركها حازم , بدلت ملابسها و جلست علي فراشها , لم تجد عينيها طريقا للنوم بسبب شدة انشغال عقلها
كان موقف حازم معلق برأسها
نظرت للخاتم الذي بيدها , قالت بحيره / مش عارفه افرح و لا اخاف و لا ا ايه
شردت قليلا , تذكرت ضمته لرأسها و اسكانه بين ضلوعه , رغم انها مجرد ثواني ولكن , لن تستطيع ان تنسي تلك اللحظات طوال حياتها
لحظات كشفت لها مكانها الحقيقي بالحياه , اكتشنفت ان يوجد مكان بالحياه لا يمنع وجوده به , بل حقا انه المكان الذي يلائمها , ربما صنع خصيصا لها , مناسب لمقاسها , حقا شعرت أخير بمكانها الذي يحق لها
ابتسمت و هي تستعيد تلك اللحظة أمام عينيها للمره الألف تلك الليله , لمسته , همسته , دفء قربه , عطره
قامت واحضرت عطره الذي تحتفظ به , نثرت بعض قطراته علي كفها , وظلت تستنشقه كي تستشعر وجوده معها
جلست علي طرف السرير وقالت وهي محتفظة بإبتسامتها / حازم , انا خايفه انك تعرف وتكون نهايتي علي ايدك بس بعترفلك ان الحياه من غيرك اصعب من الموت .... انا اخترت انتظار الموت علي ايدك يا حازم , يكفي اني استمتع بقربك في الباقيلي من عمري , وهيكون اخر شئ اشوفه في حياتي وجهك
حازم , انا بحبك و أوعدك اني هدفي في باقي حياتي هو اسعادك , واني اشوف بسمتك دايمة علي و وشك
ثم استلقت علي سريرها للاستعداد لبدء حياة جديدة , حياه متوجه بإكليل زهور السعادة , معطره بشذي قرب حبيبها حازم
................
استيقظت حسناء علي صوت هاتفها
انتفضت بسرعه تلتقطه ظنا منها أن المتصل حازم و لكنها وجدته شوقي , وضعته علي اذنها و هي تجلس ثانية علي طرف السرير
ردت عليه / السلام عليكم
شوقي/ وعليكم السلام , انتي لسه نايمة و لا ايه
حسناء/ لا خلاص صحيت
شوقي / انا هشرب شاي مع البواب علي ما تجهزي و تنزليلي عاوزك في كلمتين
حسناء / حاضر
أغلقت الهاتف و مسحت وجهها بكلتا يديها وقالت / يارب , أنا عاوزة ابدأ صفحة جديده في حياتي , يارب ميجيش الاستاذ شوقي بحاجه تبوظلي الدنيا تاني
غسلت وجهها و ارتدت اسدالها و اتجهت للاسفل
اقبل نحوها شوقي بإبتسامة عريضه وقال لها / ألف مبروك يا حسناء
نظرت له حسناء بتعجب و قالت له / الله يبارك فيكي هو حضرتك عرفت
شوقي بلهجه ساخره / ده انا عارف من شهر , يعني قبلك بكتير و كنت موجود امبارح في القاعه و باركت لحازم
نظرت له بتعجب فقال لها / تعالي نقعد بس علي الكراسي دي و نتكلم
اتجها نحو كرسيان بحديقة الفيلا وكان أول من تحدث هو شوقي/ بصي يا حسناء , انا جاي علشان اباركلك و كمان اوضحلك كل حاجه و اقولك انا هعمل ايه
أومأت له حسناء بإهتمام لتخبره انها كلها أذن صاغية
تابع قائلا / بصي يا حسناء , انتي اول حاجه زعلانه منها اني معرفتكيش من البدايه ان حازم ابن بيومي , اولا حازم انسان بمعني الكلمة , شئ نادر في الزمن ده , فكنت هبقي مطمن عليكي معاه , خاصة اني كنت لسه راجع من الحج و عندي شغل متراكم و اكيد كنت هتشغل عنك في الوقت ده , و زي ما اانتي عارفه كنت بتابعك باستمرار علشان اطمن عليكي ... خاصة ان زوج امك ربنا ينتقم منه لما انتي مشيتي معرفش مامتك ويقولها انك مشغوله في الشغل لحد ماخرجت من المستشفي و ملقتكيش فعرفها انك مشيتي بمزاجك وقلتي مش هترجعي البيت تاني و انه عمل بلاغ في الشرطه يبحثوا عنك , مامتك مصدقتش و دخلت تدور في اوضتك لقيت صور ليكي – طبعا بيومي ربنا ينتقم منه هو اللي مركبها علي الكمبيوتر , صور يا حسناء .... يلا حسبي الله ونعم الوكيل , كفيل ينتقم ليكم منه سواء ليكي انتي و لا اسرة حازم , طبعا قالها انه عرف انك شغاله في بيوت مشبوهه و هو كان عاوز يخبي عنها علشان متزعلش بس هي اكتشفت بنفسها و طبعا كل اصحابه شهدوا معاه , مامتك قعدت تصرخ و تلطم , حاولت اقنعها لكن هي قعدت تقول انها هتكدب عنيها ازاي و بعدها تعبت جامد و طبعا هو كان دايما يضخم العمل في دماغها ليل و نهار بكلامه المسموم , فكل ما اجي اتكلم معاها تصرخ و تقولي انت دايما واقف في صفها و ازاي تكذب الصور و كل الناس اللي شهدوا بإنهم شافوكي ...فعلشان كده انا كل ما تسأليني اقولك لا مترجعيش و اتمسكي بأسرة حازم , خاصة لما لقيتك بدأت تفكري بشكل عملي و تفصلي و تعتمدي علي نفسك
تاني حاجه ليه مش عاوز اعرف حازم دلوقتي ... حازم مفيش منه مشكله , حازم لو عرف دلوقتي مش هيتغير فيه حاجه ,وانا اتأكدت من كده من موقف هروبك , كان هيموت و هيتجنن ...وطبعا عرفت يومها انه عاوز يخطبك , وقالي أول ما هيلاقيكي هيخطبك بس لما اتصلت أسئله قالي انك زعلتيه و رافضه تتكلمي معاه و مصممه انك تمشي , وانه هيسيبك تفكري شويه .. وهقولك كمان سر ..هو اتصل عليا دلوقتي علشان احاول مع مامتك تاني واتفاهم معاها و نجيبها تكتبوا الكتاب و أول ما الفيلا تخلص هتتجوزا ... وانا قلت أعدي عليكي أباركلك و أوضحلك الصوره علشان تقدري تاخدي قرارك
كانت ملامح حسناء تتفاعل مع كلام شوقي و انفعلاته وجهها تزداد, وبعد ان انتهي قالت / طيب ليه حضرتك معرفتنيش انه عاوز يخطبني
شوقي/ اولا حازم قالي معرفكيش , ثانيا دي حياتكم الخاصه مينفعش ادخل فيها , يعرفك في الوقت اللي هو حابه و بالطريقه اللي عاوزها
حسناء/ طيب ما حضرتك عرفتني تسريبات اهو وانه عاوز يجيب ماما علشان يكتب الكتاب
شوقي/ الامر مختلف يا حسناء, اولا لازم تعرفي ان الامر هيكون بمعرفة مامتك علشان تاخدي قرار لأن حازم بيقولي انه مستني منك رد او رد فعل ياخد علي اساسه رفضك او موافتك , هو لسه خايف من رفضك و رغم انه قالي مقولش لمامتك الا لما يتأكد من موافقتك بس انا استعجلت ورايح دلوقتي و عاوز اقولك يا بنتي نصيحه ... صدقيني حازم مش هتلاقي له مثيل , رغم عصبيته لكن صدقيني متخسرهوش ولا تضيعيه من ايدك لأنه كويس بالاضافه انه بيحبك ومستعد يخسر العالم كله الا انتي, يعني حازم اللي مفيش قدامه طول عمره الا شغله بس , ساب شركته اللي لسه هتقف علي رجليها علشان يدور عليكي , انتي ربنا عوضك عن تعبك و صبرك بأجمل حاجه في الدنيا يا حسناء و هي الزوج الصالح
صمتت حسناء و هي تتنهد بهدوء , فتابع شوقي/ طبعا دي نصيحه مش اجبار يا حسناء, وفكري كده و اتصلي علي خطيبك يا بنتي و اديله ردك و انا هروح احايل مامتك كده , وان شاء الله بالليل مني مراتي و بناتي هجيبهم يباركولك
حسناء / بس انا لازم اعرف حازم قبل ما اتجوز علشان ميبقاش بخدعه
شوقي / لا خدعه ولا حاجه يا حسناء , انا لو مش متأكد انه هيتقبل كنت عرفتوا قبل ما تتخطبوا خالص , لكن انا عاوزك تتجوزا و ربنا يكرمكم بطفل بحيث لما مامته تعرف ميهنش عليها ابن ابنها
حسناء/ نعم , لا حضرتك عاوزني اخبي عليه لحد ما اتجوز و اخلف كمان , لا انا لازم اعرفه قبل ما اتجوز
شوقي/ انتي حره يا حسناء , انتي دماغك ناشفه , بس اكدي عليه ميعرفش مامته و اخواته
زمت حسناء علي شفتيها بقلق و قالت بحيره / ربنا يستر
شوقي /انا همشي بقي و هتصل عليكي أعرفك برد مامتك و متقلقيش أنا معاكي يا حسناء في كل حاجه , بس عاوزك تفكري بعقلانيه كده مش تركبي دماغك