البارت 28

25.7K 352 9
                                    

اتجه حازم مع ابراهيم للمشفي وملامحه تكاد تنطق بالحزن وعيونه بها دموع حبيسه يحاول تمالكها
ما ان رأته سناء حتي شعرت بما يحزنه فقالت بقلق/ مالك يا حازم
قال/ مامة حسناء ماتت
نرمين / يا حببتي يا حسناء
سناء / لا حو ل ولا قوة الا بالله , طيب روح يا ابني هاتها معانا علشان مش هقدر اسيب اختك و هي لسه والده , زمانها هتنهار
حازم / طيب نروح بس الفيلا و هروحلها
ابراهيم و هو يقبل من خارج الغرفه / خلصت يا جماعه الاوراق و دفعت الحساب ,ها نروح ولا تستنوا شويه
سناء / لا يلا نروح علشان حازم يروح يجيب حسناء معانا
.....................................
كانت حسناء تجلس علي سجادتها بعد ان صلت الفجر , كان القلق يأكل قلبها بشدة , تشعر ان فرصتها في رؤية والدتها انعدمت , واثناء جلوسها شعرت بسيارة حازم بالخارج
قامت من مكانها بسرعه وقالت / يارب استر و متكنش ماما ماتت
هرولت للأسفل تفتح له البوابه , وبعد ان قرع الجرس فتحت الباب
نظرت له , وما ان رأت ملامحه حتي علمت الخبر الذي يحمله لها قالت بحروف مبعثره خائفه / ماما ماتت يا حازم
لم يرد حازم و لكنه اقترب منها بعيني دامعتين و لكن قبل ان يصل لها كان ملقيه أمامه علي الأرض
فزع حازم و انحني سريعا بقلق , حملها بين ذراعيه وهو يناديها ببكاء و صعد مهرولا للأعلي بعد ان اغلق البوابه
وضعها برفق علي الفراش و لسانه لم يفتر عن منادتها وشهقات الخوف تملأ الغرفة حوله
جري نحو المطبخ يجلب بعض الماء , و هو ينادي ببكاء/ حسناء , حببتي , حسناء اوعي تروحي مني , ارجوكي يا حسناء خليكي معايا , يارب استر
لم تفيق حسناء من المياه فأسرع و جلب قنية عطر و نثره حولها انفها , بدأت تستفيق
ظل يربت علي وجهها و يناديها برجاء و خوف , جاء بخاطره ان يأتي لها ببعض المياه المحلاه بالسكر فأسرع للمطبخ ثانية
ظل يبحث مثل المجنون عن السكر , أعد لها كوبا من المياه المحلاه و جري نحوها سريعا
وضعه علي المنضدة التي بجوار السرير و جلس بجوارها , سحب جسدها الذي يشبه قطعه من القماش
أسند رأسها علي ذراعه و قال لها بحنان والخوف يملأ نبرته / حسناء , اشربي حببتي
لم ترد حسناء سوي بموع صامته و عينين غائبتين
اعاد حازم كلامه و لكن خرج صوته تلك المره مختنق بالدموع / حسناء , ارجوكي و غلاوتي عندك اشربي , حسناء ارجوكي اشربي
اغمضت حسناء عينيها بقهر و ازداد اهتزاز جسدها بين يديه , ترك حزم الكوب بجواره , ثم طوقها بذراعه الاخري , اعتصرها بين ذراعيه و صدره بشده و بدأ يشاركها بكائها و هو يقول / حببتي , انا معاكي , انا جوزك و امك و ابوكي , انا هكفيكي عن العالم ,
ظلت مستكينه في أدفئ مكان بالعالم , مصدر الحنان و العطف والحب و الأمان حتي امتصت صدمتها
تفلتت من بين ذراعيه بعد مده كبيرة و هو مازال يحتضنها بعينيه الحانيتين و قالت ببكاء/ عاوز احضر الدفنه
حازم / ماشي , الدفنه لسه عليها ساعه ونصف
قامت و هي تقول/ طيب يلا بينا ,
ولكنها عندما همت بالوقوف جلست ثانية و وضعت يدها علي رأسها
أسرع حازم يساندها , واسندها علي الوسادة ثم قال / خليكي قاعده , فين الاسدال
أشارت له علي مكانه داخل خزانة الملابس ففتحها و احضر الاسدال و النقاب
ساعدها في ارتدائه ثم ساندها و خرج من المنزل و هي تواصل بكائها
انطلقا بالسياره و اتجهوا للمقابر , ظلت حسناء بالسياره تبكي و نزل حازم أدي صلاة الجنازه علي والدتها و لكنه كان حريص ألا يراه والده
وبعد ان انتهي الدفن عاد لزوجته التي كادت تموت من كثرة البكاء
ظل يربت علي ظهرها و يقول لها / حببتي ادعيلها
وظلوا بجوار المقابر يدعون لها بالرحمة بعض الوقت
ثم عادوا ادراجهم نحو فيلا حازم , كانت حسناء توصل بكاءها دون توقف حتي وصلوا , اعترضت في بادئ الأمر و لكن استسلمت امام اصراره خوفا عليها
نزل حازم و أسندها للداخل , قابلتهم سناء و نور التي أتت لتواسيها , جلست معهم قليلا و بعد قليل قالت سناء/ تعالي لنرمين جوه معلش احسن ولدت امبارح
قامت حسناء برفقتهم و دخلت لنرمين , نرمين / معلش يا حسناء , البقاء لله
حسناء ببكاء / البقاء لله , مبروك الولاده
نرمين / الله يخليكي
جلست حسناء و هم يلتفون حولها
قامت سناء لتجهز الطعام و لكن حازم اخبرها انه سيأتي بطعام من احد المطاعم
حضر الطعام بعد قليل , وضعته سناء بمساعدة نور علي الطاوله ثم دعوا حسناء و لكنها رفضت وقالت / مش جعانه
حازم / لا يا حسناء انتي مكلتيش حاجه من الصبح
حسناء / والله مش جعانه , بس عاوزة انام
حازم / طيب كلي ولو حاجه بسيطة
حسناء / انام شويه و هبقي اقوم أكل
حازم / طيب تعالي نامي في اوضتي و انا هنام في الوضه اللي تحت
لم تعترض حسناء و تبعته للأعلي, دخلت قلعة حبيبها , المليئه بكل شئ يخصه , يبث عبقه و تشعرها بوجوده يلفها من كل ناحيه عله يخفف شئ من ألمها و حزنها
...........................
دخلت حسناء واستلقت علي الفراش , رغم ان موقف وفاة والدتها كان يملأ رأسها ولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من استمتاعها لوجودها في ذلك المكان
استشقت هواء الغرفه بعمق وهي تغمض عينيها و قالت باطمئنان / الحمد لله يا حازم انك معايا , ربنا ما يحرمني منك
ثم وضعت كفها تتحس الفراش و تدفن نفسها داخله لتزيد احساسها بالأمان
......................................
مرت خمسة ايام , وحسناء قائمة مع اسرة حازم , تلفها سناء بالرعايه و الحنان طوال الوقت , ونور تاتي يوميا بعض الوقت للجلوس معها , نرمين تلازمها طوال الوقت يتبادلون اطراف الحديث كي تحاول تغير مزاجها
كان حازم يأتي خصيصا من شركته ليتناول معهم وجباتهم كي يتأكد من حسناء تناولت طعامهم و يجلس معها بعض الوقت , يعود باكرا من عمله يصطحبها معه بالسياره ليخفف عنها
وفي ذلك اليوم و اثناء تجولهم بالسياره , توقفا عند كورنيش النيل و وقفا يستشقون هوائه البارد
قال حازم لحسناء / حسناء , معلش انا عارف انك لسه زعلانه بس عاوزين نتجوز
التفتت له بتعجب فأكمل / يا حسناء لو ماما و اخواتي عرفوا هتبقي مشكله كبيرة و مش هتعدي علي خير, لازم نتجوز في أسرع وقت علشان فكرة الطلاق هتبقي صعبه , غير ان كفايه قاعده لوحدك في البيت , وعلشان نبقي مع بعض يا حسناء
نظرت حسناء امامها و دموعها بدأت تتجمع داخل عينيها , ربت حازم علي كتفها وقال / معلش يا حببتي , أمر الله ونفذ , مينفعش نعترض , وبعدين مامتك هتفرح في قبرها لما تعرف انك اتجوزتي و بقيتي في بيت جوزك
أومأت حسناء بصمت استسلام لكلامه , فأكمل / انا استغليت انك مش في البيت و جبت العمال يخلصوا الفيلا و تقريبا انتهوا منها , لسه حاجات بسيطه مش هتاخد اسبوع , نحدد معاد الفرح كمان عشر أيام ؟
قالت حسناء / بس مش هعمل فرح
حازم بحزن / اللي تحبيه يا حسناء , بس انا نفسي تفرحي و تتعايشي الواقع , تاخدي حقك في الفرح في الدنيا , الحزن في القلب يا حسناء
صمت بإنتظار ردها و لكنها لم تفعل فقال لها / عامة فكري كده و اعطيني رأيك في الوقت اللي تحبي فيه
.......................................
كان حازم يجلس بالشركة , ينظر من وقت لأخر للشاشة هاتفه , يتمني ان يستقبل اتصالا من حسناء تخبره بموافقته علي تحديد موعد زفافهما
ارتفع صوت هاتفه , التقطه بلهفه ولكن وجد المتصل شوقي
حازم / السلام عليكم
شوقي / وعليكم السلام , ازيك يا حازم و ازي حسناء
حازم / الحمد لله بخير
شوقي / بنات عمها اتصلوا عليا و حكيتلهم علي بعض حياه حسناء وقالولي انهم هينزلوا يقعدوا معاها و لازم تخرج من فيلتهم يوم فرحها
حازم / ياريت والله يبقي افضل علشان شكل حسناء قدام العيله ومحدش يسأل ليه و مش ليه او هي تسمع كلمة من حد و تضايق
شوقي/ انا قلت كده برضه , كنت هكلم حد من اخوالها لكن انت شايف موقفهم سلبي جدا جدا
حازم / ربنا يغنيها عنهم , انا هتصل عليها اعرفها
شوقي / انتوا هتعملواالفرح امتي
حازم / لسه بنفكر كده
شوقي / تمام
....................................
كانت حسناء تجلس مقابل نرمين وتحمل مولودها الصغير بين كفيها تهدهده بإبتسامه , سمعت صوت هاتفها فقامت تعطي الطفل لنرمين و هي تقول/ دي رنه حازم , هروح ارد عليه
ثم خرجت من غرفه نرمين و اتجهت إلي غرفة حازم و التي تقطن بها مؤقتاً
كانت تسير بعقل متخبط داخل رأسها من شدة الحيرة , بالتأكيد هو يتصل ليسأل عن ردها
ولكن حزنها علي والدتها لم يبرد بعد , وفي الوقت ذاته تري كلام حازم صحيحا
ردت و هي تبرم شفتيها بحيرة بالغه / السلام عليكم
حازم / وعليكم السلام , ازيك يا حسناء , اخبارك ايه
حسناء / الحمد لله تمام
حازم بتوجس/ ها خدتي قرار
حسناء بتردد / اممم خلينا بالليل
حازم بدفء/ حسناء انا شابف ان كفايه بعد عن بعض بقي , كل شئ جاهز نستني ليه
حسناء / انا مش معترضه علي النقطه دي , بس مش قادره يكون ماما لسة ميته من اسبوع و اعمل فرح
حازم / يا حسناء ,والله مامتك هتفرح لما تعرف انك فرحتي و بعدين دي ذكري طول العمر ومش هتتكرر تاني , بس في الأول والاخر دي رأيك مش هقدر اضغط عليكي
حسناء / طيب سبني افكر فيها
حازم / طيب , انتي تعرفي ولاد عمك
حسناء/ انا مليش ولاد عم , انا اعمامي مخلفوش غير بنات
حازم / اياً كان تعرفيهم
حسناء/ اه بس مشفتهمش من حوالي 15 سنه
حازم / عرفاهم يعني؟
حسناء/ ايوا , بنات عمو مصطفي انجي و تسنيم و بنات عمو هاني هاجر و هدي و هدير
حازم / طيب الاستاذ شوقي كانت مامتك قالتله علي رقم حد فيهم و اتصل عليهم في تركيا بس عمك مات من 7 سنين و بناته لما عرفوا اتتصلوا عليه تاني و جمعوا بعض و جاينلك
حسناء بفرحه / بجد, علي الاقل يبقوا معايا و احس ان ليا اهل بدل اخوالي اللي مهنش عليهم يتصلوا علي بعد ما ماما ماتت و خايفين اطلب منهم فلوس
حازم / ربنا يغنيكي عن الجميع
حسناء بفرحة الاطفال / و هايجوا امتي يا حازم
حازم / مش عارف , الاستاذ شوقي هيبقي يتصل عليا
حسناء/ طيب بعد اذنك ممكن اتصل عليه اسأله
حازم و هو يبتسم علي روح الطفوله المحبوسة داخلها و تظهرها بعض المواقف / اتصلي يا نونه
أغلقت حسناء الهاتف و اسرعت بالاتصال علي شوقي
شوقي / السلام عليكم
حسناء / وعليكم السلام
شوقي / ازيك يا حسناء , واخبارك ايه
حسناء / الحمد لله بخير , صحيح يا استاذ شوقي بنات عمي اتصلوا؟
شوقي / اه , اللي في تركيا تواصلوا مع اللي في قطر و السعوديه و اتفقوا هينزلوا بكره و النهارده و هيتجمعوا و يجولك علشان يحضروا فرحك و كمان تخرجي من بيتهم منعا لأن حد يقول كلمة مش تعجبك
حسناء بإرتياح شديد / كويس والله انهم فكروا بالاسلوب ده , دي كانت اكتر نقطه شايلة همها و خايفه منها ان حد يسأل من قرايب حازم انا قاعده عندهم ليه
شوقي / اهم حاجه يا حسناء تعجلوا يا بنتي بالجواز وربنا يستر
حسناء / حاضر
شوقي / طيب يلا هسيبك و لو في جديد هكلمك
....................
مرت ساعات اليوم المتبقيه وحسناء تزداد تلهفا علي رؤية اهلها و بنات أعمامها
حتي جاء الموعد الذي اخبرها به شوقي عن قدومهم
ظلت واقفه بشرفة المنزل بإنتظارهم , ووجدت سيارة حازم آتيه ثم توقفت امام الفيلا و تتبعها خمس سيارات فخمة تقف أمام الفيلا و جميعهم ملصق عليهم كلمة (جمرك)
علمت حسناء في الحال انهم بنات عمها , نزلت مهرولة تجاههم , وقفت عند باب الفيلا تحدق نحوهم عددهم ليس خمس فقط فكل منهن تصطحب اطفالها معها بالاضافه لأزواجهم الذين جلسوا مع حازم بالحديقه عندما وجدها لا ترتدي نقابها,
حقا لا تتذكر منهم احد فبالاضافه انها كانت صغيرة جدا عندما هاجروا و لم تراهم ثانية فأشكالهم تبدلت كثيرا بسبب مرور الاعوام
ولكن كلهم تعرفوا عليها بسبب شكلها المميز
قالت احداهم / عيون زرقا تبقي حسناء
فردت اخري/ وهل يخفي القمر
في الحال ترقرقت دموع حسناء و هي محتفظة بإبتسامتها و شوقها لهم يبرز في تقاسيم وجهها
بدأوا يصافحونها و يحتضنوها بشدة ,واحده تلو الاخري
اقبلت سناء و نرمين يصافحونهم و يستقبلونهم بحفاوة
ثم اصطحبوهم لريسيبشن الفيلا و بعدها دخل حازم برفقة الرجال لغرفة الصالون
وبعدما تناولوا غدائهم و حقهم في الضيافه قالت هدي و هي الاكبرهم سنا
بصي يا حسناء , احنا رحنا فتحنا بيت جدو الله يرحمه , كان عمو مصطفي بناه من تاني قبل ما يموت و الخدمات دلوقتي بينضفوه و يظبطوه و هانخدك تقعدي معانا لحد يوم فرحك
حسناء / طبعا انا موافقه مليون في الميه و معنديش اعتراض بس هستأذنكم اخد رأي جوزي
هدي / طبعا يا حببتي , اكيد لازم تاخدي رأيه
قامت حسناء و طرقت باب غرفه الصالون و تنحت جانبا , خرج حازم بعد ثواني
حسناء/ حازم هم بيعرضوا عليا اني اروح اقعد معاهم في بيت جدو و طبعا عارفه انك موافق بس قلتلهم استأذنك الأول
فوجئت حسناء بتغير وجه حازم دلاله علي الرفض وقال لها / طيب تعالي اتكلم معاهم
اتجه حازم نحوهم بإستحياء و قال و هو ينظر أرضا / السام عليكم , نورتونا يا جماعه
هدي و الجميع / ده احنا اللي لينا الشرف يااستاذ حازم اننا ندخل بيت حضرتك
حازم وهو محتفظ بنظره أرضا / ربنا يخليكي
هدي/ احنا كنا بنستأذن ناخد حسناء الايام دي معانا في بيت جدنا
حازم بتوتر/ طيب يعني عاوز بس افهم هتقعدوا ازاي , يعني الرجاله و ..
فهمت هدي مباشرة ان تردده بسبب غيرته علي حسناء من ازواجهم فقالت وهي تبتسم / لا متقلقش, احنا الرجاله هنطفشهم علي بيوت أهاليهم و هنقعد احنا البنات مع بعض لوحدنا
مرر حازم يده علي لحيته القصيره و اومأ برأسه ثم قال / خلاص معنديش مانع
هدي / يعني هناخدها النهارده
اختطف نظره متفاجأه متلهفه علي حسناء و كأنه يخشي ضياعها و قال / طيب قولولي العنوان و أنا هوصلها اخر النهار
هدي/ ماشي يااستاذ حازم
....................
وبعد ان انصرف الضيوف قال حازم لحسناء و التي تبدلت حالتها النفسية كثيرا بسبب تلك المقابله مع اهلها / حسناء تعالي نتمشي شويه بالعربية قبل ما اوديكي هناك
قالت / طيب استني اسلم علي نرمين و ماما
ودعتهم و تبعته للسياره , وبعدما انطلقوا لاحظت صمته و شروده ,وملامح وجه واجمه حزينه و عينه بهما لمحة حزن
نظرت امامها بأسي هي الاخري, فالبرغم من فرحتها بالبقاء مع اهلها فتره ولكنها تشعر بشئ ينتزع مش قلبها بسبب فراقها له عدة أيام
سمعت صوته بنبرة حزينه يقول و هو محتفظ بنظره للطريق أمامه / هتوحشيني
صمتا الاثنين قليلا فتابع بنبره يشوبها اختناق / حاسس اني روحي هتروح مني , - ثم هز رأسه و برم شفتيه بحزن – وتابع / مش قادر اتخيل انك هتبعدي عني ,
بدأت دموع حسناء تنساب بهدوء , فقد كانت اكثر منه تلهفا عليه ولكن حيائها ألجمها و سمح لدموعها بالنطق بدلاً عن لسانها
فقال حازم و هو بنظر لها بحنان / خلاص يا حسناء , متصعبيش الأمر عليا
ولكنها ازدادت في ذرف الدموع , فقال حازم / بس عاوزك تاخدي قرار نهائي علشان نحدد معاد الفرح لأني مش هقدر استحمل كتير
حسناء من بين دموعها / خلاص يا حازم , انا موافقه علي المعاد اللي تحدده
توقف حازم بالسيارة في المكان الذي تعود الوقوف فيه في الفتره الاخيرة وقبل ان ينزل التفت لها و غلف كفيها بكفيه و قال لها بحب / لو عليا عاوز احدد الفرح النهارده و مبعدكيش عندي دقيقه واحده و اسيبك تنامي بره بيتي
ازداد بكاء حسناء بشدة فقال لها بمزاح كي تكف / يا بت شكلك و حش و انتي بتعيطي, بطلي بقي
ضحكت حسناء من بين تشنجاتها و انتزعت كفيها من بين يده و اعتدلت في جلستها
حازم بإشمئزاز مازح / اياكي تعيطي قدامي تاني , احسن هغضب عليكي و اشوف واحده تانيه
قالت حسناء وصوتها معلق به بقايا بكاء/ نعم , واحده تانيه , يظهر محتاجه اجهز سكاكين كتير في جهازي
ضحك حازم و هو يربت علي كتفها وقال / ليه انا غبي , يبقي ربنا اعطاني واحده من الحور العين في الدنيا و اسيبها و ابص لغيرها
ابتسمت حسناء بحياء فقال حازم / طيب يلا انزلي
ترجلا من السياره و وقفا في المكان نفسه الذي يقفون به كل ليله
وقف حام ينظر للمياه أمامه و هو يضع يديه في جيب بنطاله ,
اغمضت حسناء عينيها و استنشقت نسيم النيل البارده في ذلك الوقت و قالت / الله , ههوا يشرح الصدر
ابتسم حازم و هو ينظر لها / اخيرا فوقتي من الغيبوبه اللي انتي عايشة فيها
حسناء بألم / الفراق صعب يا حازم , رغم ان ماما وقفت في صف جوزها و اتظلمت انا كتير لكن لحظة فراقها كانت صعب عليا قوي
التفت حازم بجسده لحسناء و أمسك ذراعها بيده و قال لها و هو ينظر مباشرة داخل عينيها / و أوعدك حق كل لحظة بابا الظالم ظلمك فيها هعوضك عنها بسعاده اضعاف مضاعفه , انتي يا حسناء سر نجاحي و وقفتي كتير جنبي ,وملكتي روحي وقلبي , ربنا يعوضنا ببعض عن ظلم بابا و يرزقنا السعاده
حسناء بخجل / يارب
حازم بكوميديه / بس انتي مصممه علي الفراق, بقولك نعمل الفرح النهارده و انتي ملهوفه علي ولاد عمك
حسناء / اه , فرح النهارده فين , وازاي , اذا كان العشاء أذنت و الناس نامت
حازم / واحنا مالنا و مال الناس , احنا نعمل فرح لوحدنا هنا علي النيل و زغودتين منك و رقصتين مني و العمل ينتهي
وضعت حسناء يدها علي فمها تكتم ضحكاتها ثم قالت / شكلك هيبقي فظيع يا حازم لو رقصت , هههههه بجد متخيلاك رهييييب
حازم بإحراج / يا رخمه
حسناء/ هي الحكايه ناقصه جنان مش كفايه واقفين علي النيل في البرد
حازم / طيب يلا علشان متتأخريش عليهم
حسناء/ استني شويه انت مستعجل ليه
حازم / والله علي عيني بعدك يا حسناء, انا و لا هعرف انام و لا اطمن طول ما انتي بعيده عني , بس عاوز اجيبلك شوية حاجات تدخلي بيهم علي بنات عمك علشان محدش يحس انه له فضل عليكي
نظرت له بحب و اعجاب مبالغ و قالت / ربنا مايحرمني منك يا حازم
قال / ولا يحرمني منك يارب ,ويهديكي و توافقي علي فكرتي
حسناء / فكرة ايه؟
حازم / اننا نعمل الفرح دلوقتي
حسناء/ انا كنت هوافق لولا بس خايفه اموت من كتر ضحكي علي منظر رقصك
حازم بمزاح / يعني انتي اللي بتعرفي تزرعتي؟
حسناء بضحك / طبعا , احسن من سرينة الاسعاف بشوية
ضحك حازم و هو يتجه للسياره و يقول / مواهب , اسرتنا هتبقي كلها مواهب
مر حازم علي احد محلات بيع الحلويات و اشتري لحسناء الكثير من الانواع المختلفه و عاد معها لمنزلها جلبت بعض ملابسها ثم اتجهوا للعنوان الذي ذكرته هدي
اتصلت حسناء عليها و أعلمتها انها بالخارج فقالت لها / ثواني و هنزلك
وقبل ان تصل هدي غلف حازم وجه حسناء بكفيه و طبع قبله حانيه علي جبهتها و قال لها / استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه , خلي بالك من نفسك
حسناء / خلاص يا حازم هعيط قدام الست
ابتسم حازم بألم وقال لها / هبقي اتصل عليكي
أتت هدي و نزلت لها حسناء و قبل ان تنصرف قال لها حازم / خلي بالك منها يا مدام
ابتسمت هدي وقالت / متقلقش يااستاذ حازم في عيني
ظل حازم واقف يودعها بنظراته التي تكاد تجن من أجل فراقها و بعد ان اختفت بالداخل أدار سيارته و انصرف
دخلت حسناء فوجدت الجميع بإنتظارها , بنات عمها و زوجاتهم
سلمت حسناء علي زوجات أعمامها و جلست بهدوء
انجي/ لا يا نونه مش بحب البنات الهاديه قوي كده , فرفشي شويه يا عروسه ده احنا هنعمل فيكي عمايل
هدير/ واحده واحده علي البنت يا مفتريه
سميرة و الدة انجي / ماشاء الله عليكي يا حسناء كبرتي , انا ااخر مره شوفتك فيها كنتي لسه في 3 ابتدائي
فاطمه و الده هدي/ والله يا حسناء حاولنا نوصلك كتير و معرفناش , عمك الله يرحمه موصيني عليكي جامد قبل ما يموت
سميرة / واحنا كمان حاولنا نوصلك كتير و عمك سايبلك فيلا في تركيا و فلوس و كنا عاوزين نوصلهملك بس كنا بنتصل كتير و تلفون مامتك كان مغلق علطول و بعد كده لقينا رقمها حد تاني خده
قالت حسناء بأسي بسبب موقف والدتها الذي حرمها من أهلها و قالت / يلا ربنا يرحمها
فاطمة / امال انتوا شقتكوا الجديده فين
حسناء بتعجب/ شقتنا الجديدة
فاطمه / مش انتوا كنتوا نقلتوا في شقه تانيه وبعتوا اللي كنتوا فيها و باباكي عايش ,
حسناء/ لا , دي ماما و جوزها كانو ا اجروا شقه لمدة سنه و رجعوا تاني انما انا كنتي عايشة مع جدتي
هزت فاطمة رأسها وقالت / يلا ربنا يرحم الجميع , اذكروا محاسن موتاكم , خلونا في النهارده , المهم ان مامتك قبل ما تموت قالت للأستاذ المحامي علي مكان الرقم
تسنيم / خلاص يا جماعه , احنا جيين نفرفش و لا نفتكر في ذكريات
قفزت انجي من مكانها و جلست علي مسند الكرسي الذي تجلس عليه حسناء ثم طوقتها بذراعها وقالت / سيبك من الكلام ده يانونه و قوليلي قصة تعارفكم انتي و جوزك احسن المحامي قلنا انك كنتي شغاله معاه في شركتوا و خطبك اكيد كان بينكم قصة حب كبيرة
ابتسمت حسناء وقالت/ لا دي حكاية طويلة
قامت تسنيم مسرعه و جلست علي اأرض مقابل وقال / احكي احكي ده احنا قدامنا سهرة طويله
تنهدت حسناء بقوة ثم بدأت تحكي قصتها مع حازم و بعد ان قصت لهم انه انقذها و وضعها في بيته و بدأ يغدق عليها من عطاياه
وضعت تسنيم يديها علي وجنتيها بهيام و قالت / ااااااااااه يا حسناء , ده انا هنزل بالليل و حد يخطفني و قولوا لخالد يجي ينقذني
هدير / هينقذك و لا هيقول جات من فوق , وقدر الله و نفذ
تسنيم / ده ما هيصدق
هاجر/ ماتسيبوها تكمل بقي و انتوا بتعشقوا اللك كده, كملي يا حسناء
بدأت حسناء تكمل سرد مقتطفات حتي اخبرتهم انها اكتشفت انه ابن بيومي زوج والدتها
أصابهم صدمه , جميعهم نظروا له بعيون متسعه و علامات الدهشه تملأ وجوههم
هدي/ طيب و حازم عرف
حسناء / هحكي كل حاجه
ثم اكملت سرد موقف هروبها ثم بحثه و خطبيتها المفاجأه و بعدها موت والدتها و اكتشاف حازم
هدير/ طيب ولما عرف عمل ايه
حسناء/ اتصدم جامد جدا بس قالي انتي مش ذنبك حاجه بس معرفش اهله
هدي/ دي هتبقي مشكله كبيرة يا حسناء
سميرة / المفروض تعرفوا مامته قبل الجواز علشان لو عرفت بعد كده ممكن تصمم تنفصلوا
فاطمه / مدام شاريها يا سميرة يبقي يعجلوا في الجواز ولو عرفت بعد كده هتصدم و هتعمل مشكله لكن مش هيهون عليها ترمي ولاد ابنها , ولو مكنتش حسناء جابت اطفال حازم مش هيفرط فيها بسهوله و هيستحمل مامته شويه لحد ما تمتص صدمتها
هدي / كلام ماما صح يا طنط سميرة ما دام شاريها و تقبل انها تكون بنت مرات باباه عادي و قالها متعرفش اهله علشان ميسببوش مشاكل يبقي هيحافظ عليها
سميرة / اياً كان , احنا اهلك يا حسناء , وكويس اننا قدرنا نوصلك و نبقي ظهر ليكي و يا بنتي ربنا يسعدك
فاطمه / واحنا ان شاء الله هنبقي معاكي علطول بالتليفون و لما ننزل مصر في الاجازات هنجيلك دايما
حسناء بتشتت / ربنا يخليكم ليا
هدير/ انتوا نكدتوا علي البت حرام عليكم
هاجر/ المهم يا حسناء انتي جهزتي ايه لفرحك
حسناء / ولا حاجه
الجميع بصدمه / ولا حاجه
حسناء/ ماما لسه ميته من اسبوع بس
هدي/ والفرح امتي
حسناء/ حازم قال بعد اسبوع
هدير/ متخافيش يا حسناء احنا معاكي هنجزلك كل حاجه
سميرة / وعمك سايبلك فلوس في البنك بإسمك , شوفي كل اللي انتي عاوزاه و هاتيه
فاطمه / وبرضه عمك هاني
تسنيم / اهم حاجه شقتك خلصتيها
انجي / كل واحد بيدور علي اللي يخصه ههه
حسناء/ لسه شغالين فيها
تسنيم / حلو قوي, علي فكره انا مهندسة ديكور , اسهري بس معايا النهارده هفرجك علي شوية ديكورات تركيه خرافه و من بكره هروح اطبقهالك في شقتك
هدي / وحجزتي فستان و قاعه و كوافير
حسناء / لسه بس انا مش هعمل قاعه
انجي/ ليه
حسناء/ مينفعش تكون مامه لسه ميته و اعمل فرح
انجي/ بس دي يوم مش هيتكرر تاني طول عمرك مضيعيش فرحتك
حسناء / معلش مش هقدر
انجي/ اياً كان خديني وانتي بتختاري الفستان اهم حاجه
هدير/ ايوا يا حسناء انجي ذوقها رقيق انا في فرحي فضلت مستنياها لحد ما نزلت مصر علشان تختار معايا
هاجر / ده انتي كنتي هتجننيني ايامها , كان لسه علي فرحك عشر ايام و تقولي هستني انجي
هدير / المهم يا نونه متخافيش هنظبط احلي تظبيط الاسبوع ده و هنعملك مسكات و سونا و كرة سله و كل حاجه هههه
هدي / طيب هاتيلي رقم جوزك كده يا حسناء
حسناء / ليه
تسنيم / تلاقيها معجبه ولا حاجه
هدي/ بس يا بايخه , ده حازم من دور عيالي
اخرجت حسناء الهاتف و اعطت رقم حازم لهدي
سميرة / اهم حاجه يا حسناء حياتك الزوجيه سيبك من شوية المناظر دي, ده يوم و هيعدي
فاطمة / انا دايما بمثل الحياه الزوجيه بال
هدي و هاجر و هدير مع بعضهم / بالمهلبيه هههههههههه
فاطمه وهي تضحك/ بس يا رخمه انتي و هي
تسنيم / قولي يا طنط قولي
فاطمه / يعني المهلبيه ليها طريقه معينه و مقادير معينه لو خلفتي في الطريقه تبوظ خالص يعني لو حطيتي النشا من غير ما تدوبيه في مايه بارده هتكلعكع منك مثلا , لو محطتيش سكر مش هتتاكل و تبوظ ولو محطيش نشا مش هتبقي مهلبيه من الاساس و هكذا فحيات الزوجيه محتاجه تكون مقاديرها كامله و تحطي مقاديرها بشكل صحيح
يعني لو مثلا اهتميتي بشكلك و نسيتي شقتك , او اهتميتي بشكلك و شقتك و نسيتي اهتمامك بجوز , يبقي حياتك الزوجيه هتبوظ , لو اهتميتي مثلا بكل حاجه بس بتتعاملي معاه بأسلوب جاف و بتقدميله كل اللي هو محتاجه بس بأسلوب مش حلو يبقي هتبوظي حياتك الزوجيه لو مثلا كل حاجه تمام لكن مش بتقابلي اهله كويس يبقي هتبوظي حياتك الزوجيه ولو كله تمام بس مش بتعرفي ازاي تتعاملي في المشاكل و تحليها و تمتصي غضب جوزك
انجي / طنط بتقولك يا حسناء يعني تكوني بتعرفي كل حاجه , طبيخ و تنضيف شقه و برضه تبقي عارفه ازاي تدلعي جوزك و تقابليه مقابله تمزجه كده و هو لسه راجع بعد يوم طويل
هاجر / انا معايا مواقع جميله اوي و برامج عن الحياه الزوجيه ابقي اتسلي و اقرأييها
هدير / فعلا يا حسناء انا لما جيت اتجوز قرأت كتير قوي و في حاجات كتيرة استفدت منها , والنت مليان أفكار جميله
...........................................
وبعد ان انتهت الجلسة وخلدت حسناء للنوم , حاولت النوم و لكن حازم كان يشغل فكرها بشكل منع وصول النوم لجفونها , حقاً اشتاقت له , رغم انه تركها منذ ساعات فقط و لكن شعرت انها مشتاقه له كثير
ترددت قليلا ثم اتصلت عليه بتوجس
وقبل ان تكمل الاتصال أغلقته حتي لا توقظه ان كان نائما
وضعت الهاتف جانبها و استسلمت للنوم
لحظات و سمعت صوت هاتفها , التقطته بسرعه , انفرجت شفتيها بإبتسامة فرحه و هي ترد/ السلام عليكم
حازم/ وعليكم السلام كنت هزعل لو نمتي من غير ما تتصلي
حسناء / انا كنت خايفه احسن تكون نمت
حازم / والله من ساعة ما سبتك و انا قلقان و مش عارف أنام
حسناء / انت مش وراك شغل الصبح
حازم / لا ورايا بس كنت عاوز اطمن عليكي قبل ما انام
حسناء / متقلقش يا حازم انا مع اهلي مش حد غريب
حازم / اياً كان والله , المهم خلاص انا كلمت ماما و اتفقنا الفرح بعد عشر أيام
حسناء / طيب ماشي
حازم / لسه مصممه برضه يا حسناء متعمليش فرح
صمتت حسناء فقال لها بدفئ / حسناء انا عاوزك تنسي الهم و تخلعي قناع الحزن و الدموع ده , عاوزك تبدأي حياه جديده و تنوي انها تكون مختلفه
لم تتحدث حسناء ايضا فقال لها / خلاص براحتك يا حسناء , ويلا ريحي بقي علشان اقوم من بدري اخلص شغلي و اروح اشوف الفيلا
حسناء / انت زعلت
حازم / لا مزعلتش بس زعلان انك دايما زعلانه , نفسي اشوفك فرحانه
حسناء / فرحتي الحقيقيه اني اكون معاك
حازم / ماشي يا حسناء , وانتي اجمل فرحه في حياتي
حسناء و قد احمرت وجنتيها / طيب يلا علشان تلحق تريح
تنهد حازم و قال / ماشي يا حسناء , خلي بالك من نفسك
حسناء/ ماشي, هستني اتصالك بكرة , تصبح علي خير
حازم/ وانتي من أهل الخير......ثم تابع بلهجه حانية هادئة / بحبك
عبرت تلك الكلمة من الهاتف و نفذت لصدر حسناء مستكينه داخل قلبها , شعرت بخمول جميع اطرافها , بقشعريره تسري داخل جسدها
فاقت من صدمتها علي صوته و هو يقول بمزاح / ايه بتقولي ايه
حسناء بخجل/ مقولتش حاجه
حازم / لا حاسس اني سمعت حاجه.. او المفروض كنت سمعت حاجه
ابتسمت حسناء و قالت / اعتبر نفسك سمعت
حازم / واصرفها فين دي
حسناء / اقفل يا حازم وروح نام
حازم / مش هقفل الا لما اسمع رد
حسناء / رد علي ايه , هو انت سألتني سؤال
حازم / يا رخمة مش هقفل الا لما اسمع رد
صمتت قليلا فقال برجاء/ ها عاوز رد
حسناء بصوت هادئ / وأنا كمان
حازم بسخريه / نعم يا أختي , ده اللي يسمعك و انتي بتوطي صوتك يقول هتقول بحبك وبموت فيك و بعشقك و
حسناء / نعم نعم نعم
حازم / عاوز رد مفيد يا حسناء , وانتي كمان ايه
صمتت حسناء ثانيه
قال حازم بنفاذ صبر/ ياربي هترجع تسكت تاني , انا هشحت منك يا بنتي , ده انا جوزك
حسناء و هي تغمض عينيها وصوتها أقرب للهمس / بحبك
حازم بلهفه و عدم تصديق/ ايه بتقولي ايه
حسناء / بحبك
حازم / مش سامع
حسناء / لا سمعت يا حازم
حازم برجاء / بالله عليكي كمان مره يا حسناء
حسناء / بحبك
حازم بإرتياح شديد / الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله
اتسعت عيني حسناء بتعجب , ألهذه الدرجه يحتاج لتلك الكلمات
فاقت من شرودها علي قوله / ماش يا بابا يلا نامي و هبقي اتصل عليكي الصبح
..................
كان حازم يجلس في شركته باكرا كي يستطيع انجاز ما لديه من أعمال قبل ان يذهب للفيلا و يتابع التحديثات بها
مرر أصابعه في شعره بحيره , قال / اتصل و لا زمانها نايمة
سمع صوت هاتفه فقال وهو ينظر للشاشه / مين الرقم ده
رد / السلام عليكم
هدي/ وعليكم السلام , الاستاذ حازم
حازم / ايوا يا فندم مين معايا
هدي/ انا هدي بنت عم حسناء
حازم / يا اهل بحضرتك
هدي/ ربنا يخليك , انا كنت بس عاوزة حضرتك في موضوع
حازم / اتفضلي
هدي/ حسناء مكتئبه قوي , موت مامتها لسه مأثره عليها , صعبان عليا تعيش حياتها في حرمان و تتحرم من فرحتها دي كمان
حازم / والله شوفوا محتاجين ايه و انا مش هقصر
هدي/ ربنا يخليك مش بقول مقصر , بس انا و البنات هنحاول نفرفشها و نخرجها و نشغلها بتجهيزات الفرح علشان مش تبقي ليل و نهار قاعده تفكر في ماضيها , يعني ممكن حضرتك تاخدها تفرجها علي شقتكم و تاخد رأيها و برضه تلحق تحجز الفستان و الكوافيرو تشتري هدومها وكده , بحيث نفسها تتفتح للفرحه و تنسي شويه
حازم / والله هي بين ايديكم اهي و ياريت و الله و شوفي انتوا عاوزين ايه و انا معاكم , وانا حاولت كتير أقنعها بموضوع القاعه بس هي رافضه تماما
هدي/ ربنا يكرمك يا استاذ حازم , متقلقش هي لما تتشغل بالجاي هتنسي اللي مضي شويه و هتحاول تعيش حياتها و تتبسط , انا و البنات اتفقنا علي .............
..................
دخلت حسناء برفقة حازم و انجي و هاجر لمتجر لبيع فساتين الزفاف , كانت حسناء و حازم يمشون متجاورين و انجي و هاجر يسبقونهم قليلا ,
قال حازم لحسناء/ لسه برضه يا حسناء مصممه ان مفيش قاعه
نظرت له حسناء فقال لها / عاوز نفرح يا حسناء بيومنا و علشان يفضل ذكري حلوه طول عمرنا
نظرت حسناء داخل عينيه و قال / خلاص يا حازم , وافقت علشان تفرح انت
ابتسم حازم وقال / والله عاوز تفرحي انتي
هاجر و هي آتيه من بعيد/ مش يلا و ابقوا اتكلموا في بيتكم
ابتسموا و اتجهوا نحوها , دخلت حسناء فوجدت كما هائلا من الفساتين التي لم تري مثلها قط , قالت لأنجي/ هو انتي عارفه المحل ده منين
هاجر/ المحل ده تقدري تقولي مش بيدخلوا غير ولاد الوزرا , وعلي فكره انا مكنتش اعرفه حازم اللي قالنا عليه
حسناء لحازم/ وانت تعرفوا منين
وقبل ان يجيب حازم وجدوا فتاه تعمل بالمحل و في قمة التبرج , كشف من جسدها اقل مما حجب
التفتت حسناء لحازم بتوتر و قالت بعصبيه / اخرج انت بره دلوقتي
ابتسم حازم وقال / حاضر , لما تحتاجوني رنوا عليا
التفتت حسناء فوجدت هاجر وانجي يكتمون ضحكاتهم و ما ان خرج حازم حتي تركوا العنان لأنفسم
انجي و هي تغمز لحسناء/ ياعيني علي الحب
ابتسمت حسناء و قد لطخ وجهها بحمرة الخجل فقالت هاجر/ خلاص يا انجي البت هتنفجر من كتر الاحراج
بدأوا يبحثون بين الفساتين , انتقت انجي فستانا , مكشوف الصدر و الكتفين , وذراعيه غير مكتملين و ومليئ بالزخارف المفرغه , يجسد الجسم بإنسيابية وله زيل طويل جدا و عليه بعض الزخارف الرقيقه
قدمته لحسناء و قالت لها / ده جنان
هاجر / فظيع فظيع فظيع
قالت حسناء/ جميل بس عاوز تحته بادي
انجي/ نعم , مش هتبقي منتقبه و الستات لوحدهم و الرجاله لوحدهم
حسناء/ لا , هتحرج برضه
انجي/ بت , متهبلنيش , ادخلي قيسي ولو طلع حلو عليكي هتلبسيه غصب عنك
دخلت حسناء ترتدي الفستان
قالت انجي لهاجر بهمس/ اطلعي نادي لجوزها , علشان يشوف الفستان عليها
خرجت هاجر و عات بعد لحظات برفقة حازم , الذي ظل ينظر أرضا بإنتظار خروج عروسته
خرجت حسناء و هي تتأمل الفستان عليها و تتلمس زخارفه , قالت / ايه رأيكم
انجي / الله اكبر الله اكبر
رفعت حسناء عينيها فوجئت بحازم يقف مقابها و نظرات الاعجاب تكاد تلتهمها , انتفضت بذعر و جرت نحو الداخل ثانية و هي تقول / ايه اللي دخلك دلوقتي
اطلقت انجي و هاجر ضحكه عاليه علي مظهر حسناء وهي تجري و وجهها الذي تحول لجمرة مشتعله في الحال
نظر حازم ارضا بخجل و قال / انا هستني بره احسن المره الجايه اضرب , وانتوا اختاروا معاها
خرجت حسناء بعدما سمعت صوته و هو ينصرف وعلامات الاحراج مازالت تترك اثر علي وجهها
هاجر/ انتي فظيعه يا حسناء , احرجتي الراجل
حسناء/ هو دخل ليه
هاجر/ انا اللي ناديته
حسناء بعتاب/ بقي كده
انجي/ ده انتي هتبقي مصيبه , طيب يلا ادخلي البسي الاسدال و هناخد الفستان ده
حسناء/ بس مكشوف قوي
انجي/ مش هناخد غيره
هاجر/ والله خطير يا حسناء
حسناء/ هتحرج والله
واخيرا استسلمت حسناء لشراء الفستان بعد الحاحهم عليها و اصرارهم انه من اجمل الفساتين النادره التي رأوها في حياتهم
.....................
مرت ايام الاسبوع , حاولت الفتايات جاهدين مساعدة حسناء في كل ما يلزمها وتهيئتها ليوم عرسها كما اتفقوا مع حازم لعمل مفاجأه لحسناء و هي ان يكون حفل عرسها علي قارب سياحي بالنيل لحبها للمياه بالأضافه لقضاء شهرا كاملا بتركيا بالفيلا التي تركها لها عمها لتكون إرثا لها
حاولوا ان يشتروا لها بعض مستلزماتها من مالها الذي ورثته من اعمامها و لكن حازم رفضا قطعا و تكفل بكل شئ
جاء يوم العرس المنتظر , تزينت حسناء علي يد خبيرة تجميل و مصففه شعر في واحد من افخم صالونات التزين
كانت تسنيم بمرافقهتا فقد كانت اقربهن سنا لها , وبعد ان انهت المزينات من تجهيز حسناء
قالت لها احداهن / اقفي يا عروسة شوفي نفسك في المرايه
وقفت حسناء تتأمل فستانها الرائع و تصفيفه شعرها الرقيقه و زينة وجهها التي زادتها جمال تعجز الألسن عن وصفه
قالت تسنيم التي كانت تتأملها بعيون تكاد تبتلعها من شدة الاعجاب/ يا بختك يا حازم
ابتسمت حسناء لها عبر المرآه و تابعت تأملها لمظهرها الفاتن
سمعت صوت هاتفها فقالت لتسنيم / اكيد حازم
ردت بسرعه/ السلام عليكم
حازم / وعليكم السلام , أميرتي جهزت
ابتسمت حسناء و هي ترد / اه
حازم مدلالا / متأكد اني هاجي اخد اجمل عروسة في الدنيا , ربنا يستر عليا و اقدر استحمل جمالك و مش يغمي عليا
ابتسمت حسناء حتي ظهرت اسنانها و قالت / اه بتقول جاي في الطريق, ماشي في انتظارك , يلا مع السلامة
حازم بمزاح / ماشي هقفل احسن زمان وشك نار و الميك اب هيسيح , يلا عشر دقايق و هبقي عندك
...........................
وصل حازم خارجا , نظرت حسناء لكتفيها و صدرها ثم قالت بلهفه , فين الكاب و النقاب بسرعه
تسنيم / انت هتهبليني , ده جوزك يا بت اللي جاي
ثم اخذ الحجاب و خرجت سريعا تستقبل حازم تحت عيون حسناء المتوعده
قابلت حازم في الردهة فقالت له و هي تعطيه الحجاب/ خد دي الكاب بتاع حسناء, مكسوفه منك وكانت عاوزة تلبسهم قبل ما انت تدخل
أخذهم حازم و هو يضحك و اتجه لحسناء التي كانت ترتدي فستانها الابيض و تضع علي وجهها صبغة شديدة الاحمرار من شدة الخجل و تختبئ بنظرها أرضا
اقترب منها و تتبعه تسنيم و نور تضحكان علي مظهرها , قال لها و هو يحاول وضع الحجاب علي رأسها / حد يجي يلبسها البتاع ده احسن اتلسع
ضحكت حسناء و انحنت برأسها للأسفل اكثر
جاءت المصففه و قالت / لا استني يا استاذ , هلبسها أنا ,
ثم قامت بوضع الحجاب علي رأس حسناء ليغطي ما كشف منها
وبعد ان انتهت قالت / كده تمام ووربنا يتمملكم علي خير
قال حازم و هو يتفحص حسناء / لا لحظة , انا عاوز عينيها تتغطي
ثم حاول سحب الحجاب ليغطي عينيها
حسناء / كده هقع مش شايفه قدامي
حازم بمزاح و هو يضع يدها بذراعه / متخافيش هشيلك لو وقعتي
وقفت حسناء بصدمه من كلامه فجاءت المصففه و عدلت من وضع حجابها بشكل لا يظهر عينيها و قالت لها / يظهر عريسك بيغير عليكي يا عروسه
قال حازم وقد بدأ يظهر عليه علامات الاحراج / اكيد بغير
..........................
كانت حسناء تشعر انها تعيش حلما , حلما جميلا , بل الاجمل في كل الاحلام , حازم بجوارها , يقبض يده علي كفها بحنان , تسير بهما سياره فاخره , في طريقهم لحف عرسها , لبدء حياه جديده , بالتأكيد ستكون جميله فيكفي وجود حبيبها بها
وصلا اخيرا , توقفت السياره , قال حازم بأذنها / استني حببتي لما اخد ايدك
التف حول السياره و فتح الباب لها ثم مسك يدها
قالت حسناء بنفسها/ يا إلهي , أيمكن ان يكون حازم أعد لي مفاجأه و سيكون حفل زفافنا في تلك القاعه المائية
شبكت يدها بذراعه , ودخلا لقاعه الحفل , كانت تسير كالمغيبه من شدة فرحتها , وما زاد فرحتها هي وجود أهلها جميعا , فقد دعت بنات عمها باقي العائله والتي حجبت امها معرفتهم عنها ,
و عندما دخلت قاعه النساء , انتزعت تسنيم حجابها برفق, رفعت نظرها فوجدت حازم يصوب تجاهها نظرات اعجاب شديده , وكأنه مغيب عن وجود جميع الحاضرين حوله
بدأ الجميع بمصافحتها و هي اثناء اتجهاها للأريكة المزينه التي ستجلس عليها
جلست بهدوء , نظرت حولها بعدم تصديق , فمهما تمنت في يوم ان تعيش مثل كل الفتيات و تحظي بزوج صالح و تزف معه لحفله عرسهما و لكن لم يصل سقف تخيلاتها لذلك المستوي
كانت تجلس بقاعه عالية المستوي بجوار شخص اختطف قلبها , شخص ناجح رقيق القلب حنون , تتمناه جميع الفتيات , ستعيش معه في فيلا كبيرة
شعرت بدمعه فرحه تداعب جفونها و صدرها يهيج و يحتقن بفرحه , طأطأت رأسها لتخفي دمعتها
نظر لها حازم بقلق , شد قبضته علي يدها , وهمس لها بحنان / حببتي مالك
قرب اذنه منها ليسمعها , اضطرت لتجيب , بحثت بسرعه عن اي كلمة تنطقها , فلم تجد اي كلمة تطفو عل يسطح ذاكرتها و لا توجد علي لسانها , سوي كلمة واحده تعبر عما يشتعل داخلها , خرج صوتها محتقن بالدموع / بحبك
انحني حازم علي اذنها وقال / وانا كمان بحبك , بس معدتش عاوز اشوف دموعك تاني , طول ما انا جنبك مش عاوزك تشيلي هم حاجه في الدنيا
ثم طوق كتفها بذراعه و ضمها برفق ,
دقائق و قال لها / هقوم بقي علشان اروح اقعد في قاعه الرجاله
فك ذراعه و هم بالنهوض فأتت العاملة بالقاعه وقالت / ترقصوا سلو الأول يا عريس قبل ما تمشي
ثم بدأ أحدي الاغاني الاسلاميه الهادئة في البدء
أخذ حازم حسناء من يدها ,ووضع حازم يده علي كتف حسناء و وضعت حسناء يدها في خصره و بدأوا بالدوران ببطء
وجدوا انجي تأتي نحوهم مسرعه و تكتم ضحكتها , وقفت بجوارهم و حاولت التكلم لكنها لم تستطع بسبب ضحكتها التي تفلتت منها
ولكنها رفعت يد حسناء و وضعتها علي كتف حازم , فتدارك حازم الخطأ و وعدل من وضع يده و هو يتشارك مع حسناء ضحكاتهم المكتومه
وبعد ان هدئا , قالت حسناء بنفسها / يلا يا حازم ,قولي كلمتين رومانسيتين كده من اللي بتقالوا
ظلت منتظرة حتي جاءها الفرج و انحني حازم و قال باذنها / حسناء
أغمضت عينيها بهيام استعدادا لما ستستقبله اذنها و قالت / نعم
حازم /ماتجيبي ديل الفستان بتاعك ده في سنانك احسن هنتكعبل و نقع و تبقي تاني فضيحه لينا النهارده
اتسعت عيني حسناء بصدمه ثم انفجرت ضاحكة حتي انها لم تستطع الوقوف معتدله و استندت برأسها علي صدره , فقال لها مستفزا اياها / مستعجله علي ايه يا حسناء , طيب اصبري شويه مش قدام الناس كده
ارتدت واقفه و ضربته برفق في صدره و هي تواصل ضحكها
قال لها / بطلي ضحك زمان الناس بتقول يا تري بيقولها ايه
قالت له / بطل انت الأول
...................................
مر العرس بسلام , تجرعت به حسناء جرعات هائله من السعادة و الفرح حتي جلت تلك الاحزان و الهموم التي كانت تتراكم علي قلبها إثر السنين الماضية وما بها من صدمات و وظلم
وكان اجمل ما في ذلك اليوم هو وجود حازم برفقتها باقي العمر , تجمعهم حياه واحده , ويظلهم سقف منزل واحد
وعندما خطت قدميهما ذلك المنزل , جنتهما التي ستنمو بها ازهار احلامهما , و تغرد بها أيام حبهما
قال حازم / انا جعاااااااااان
ضحكت حسناء فقال / الحقيني قبل ما أكلك و تبقي انتي الجانية علي نفسك
سحبته حسناء من يده و قالت له / مفيش أكل دلوقتي, انا عاوزة أول شئ نعمله في بيتنا و نبدأ بيه حياتنا ركعتين لله و بعدها ناكل و بعدين نقيم الليل
وقف متصلب ينظر لها فقالت / نصلي بس ركعتين و بعدين ناكل
اقترب منها ثم قال و هو ينظر داخل عينيها / تعرفي انا مكنتش اتخيل ربنا يعطيني و احده زيك ,واحدة كامله , فيها كل اللي حلمت بيه وزيادة , أدب و جمال و التزام و ذكاء و حكمة و صبر , بجد انتي اجمل و افضل انسانه في الدنيا
وضعت يديها علي صدره ثم قالت بحياء/ وانا عمري ما توقعت اني ربنا يعوض صبري و يكافئني و يكرمني بواحد زيك , ناجح و مجتهد و حنون و كريم و بيأثر غيره علي نفسه و قلبه اعظم قلب في الدنيا وحاجات تانيه كتير لو قعدت طول الليل اقولها مش هيكفي
انتزع يديها من علي صدر بمزاح و قال لها برجاء مصطنع / لا طول الليل ايه ربنا يكرمك , انا جعان
ضحكت حسناء عاليا و هي تتمايل للوارء
قبل يديها وقال / اهم حاجه ربنا ما يحرمنا من بعض ابدا و لا يحرمنا من سعادتنا طول حياتنا

حبيسه قصر الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن