البارت 3

36K 448 9
                                    

كان حازم يعمل بجهد لتحقيق حلمه يبحث في كل لحظه تمر عليه علي انسب مكان لبدأ مشروعه الجديد برفقة ابراهيم زوج اخته نرمين الذي كان يتشارك معه نفس الحلم و يسعي معه لتحقيقه
أما في قصر الوحش كانت حسناء تعيش اسبوع من أصعب أيام حياتها , فمع انها كانت تحاول الـتأقلم مع وضعها إلا أن اشباح الماضي كانت تطاردها في عقلها كل لحظة , والأحداث التي تدمي قلبها تتابع كل دقيقة علي عقلها لتذكرها بأيام صعبه عاشتها في الماضي القريب ولا تعلم هل ستعود إليها ام انها اصبحت في مأمن للأبد
كانت تجلس علي سريرها مستنده إلي الوسادة تضع بجانبها كتابها , بيدها هاتفها المحمول ,تلعب بأناملها بخفه علي شاشته و ترسم علي شفتيها ابتسامة خفيفه
سمعت خطوات والدتها تقترب من غرفتها فدفنت الهاتف بسرعه تحت الوسادة و استبدلته بكتابها و استبدلت الابتسامة بنظرة تركيز شديده
دخلت و الدتها بعد ان طرقت الباب واقتربت منها ثم جلست علي كرسي مقابلتها , بدأت بالحديث بصوت حالوت ان تجعل فيه الحنان و الرجاء حتي لا يبدي القلق الذي بداخلها
سناء: هتروحي الجامعه بكره يا حببتي
نظره لها نور و هي ترفع احدي حاجبيها بتعجب: حببتي؟ خير يا رب الدنيا هتشتي برنجان النهارده
سناء بعتاب: بقي كده يا نور ماشي . ثم اكملت بخوف: عامة حازم كتر خيره هيوصلك الصبح و هيرجعك تاني , اصله خايف عليكي من البرد و المواصلات
ألقت نور الكتاب بعصبيه و وقفت علي السرير و أخذت تتحدث بعصبيه و تلوح بيديها يمينا و يسارا : نعم ؟ يوصلني ؟ ليه ان شاء الله ده بقي حبس حريه مش خوف و انا لايمكن اسمحله يتحكم فيا اكتر من كده بقي , يعني يقولي من ساعتين مرحش المول و أأجل الموضوع و دلوقتي يوصلني و يجبني و بعد يومين تلاته يقولي ألأبسي كذا و متلبسيش كذا...
سناء و هي تشير لها بخوف ان تخفض صوتها حتي لا يسمعها حازم: اهدي يا نور ابوس رجلك بدل ما يجي يفرم لحمك في عضمك
نور: ما هو انتي اللي بتخليه يزيد فيها وعامل نفسه كبير البيت و لا كأن ليه ام هنا اكبر منه و المفروض كلمتها فوق كلمته
سناء وهي تضغط علي اسنانها: الله يخزي شيطانك يا شيخه , وطي صوتك هتجيبلنا مصيبه النهارده , أياً كان لالزم تسمعي كلامه كفايه اننا عايشين في خيره و هو مطلبش حاجه غلط هو خايف عليكي , ولو عاوزة تفهميها حبس حريه بقي انتي حره بس اللي اعرفه ان معدتيش هتروحي الكليه من غير ما يوصلك إلا اذا كنتي عاوزة تجيبيلي الضغط من تحت راس عندك
نور: زي كل مره برضه خايفة, عامة انا مش رايحه الجامعه خالص علشان ترتاحي و هو كمان يرتاح ولا يمكن اسمحله يسيطر و يفرض كلامه عليا بعد كده حتي لو مش هكمل تعليم خالص
نظرت لها سناء بعينين تكاد تنفجران من الغيظ من تلك الأبنه المدلـله العنيدة التي لا يهمها شئ علي الاطلاق وخرجت و هي تتمتم بالدعاء لها بالهدايه و بالزوج الصالح الذي يريحها من تذمرها الدائم

وبعد أن خرجت سناء بدأت نور بالبكاء بشدة و ظلت تضرب الوسادة بقبضتها بعصبيه لتفرغ غضبها بها حتي هدأت نسبيا ثم قالت و هي تمسح الدموع من علي وجنتيها: والله لقف في وشك يا حازم و كفايه تسلط لحد كده بقي
أمسكت بالهاتف المحمول و اتصلت بصديقتها نسرين
نسرين بمزاح : ايه يا بت اللي مصحيكي لحد دلوقتي مش عندك معاد بكره
نور بصوت باكي : شوفتي المصيبه اللي انا فيها
نسرين بفزع : خير يا نور في ايه
نور: حازم اخويا عاوز يوصلني الجامعه بالعربية و يرجعني كمان
نسرين بتعجب: وفيها ايه ؟ فين المصيبه بقي
نور: دي اكبر مصيبه يا غبيه كده هيحبس حريتي و مش هعرف انزل الجامعه في الايام اللي عندي رست فيها غير كمان افرض انه شافني مع اسامة ده هيقعدني من الجامعه خالص
نسرين باستهزاء: والله انتي اللي غبيه , طيب ياريت حازم كان اخويا انا و يوصلني بعربيته و يعملي برستيج قدام العيال و اتمنظر عليكم كده, وبعدين هو حازم فاضي يا هبله , هيوصلك يومين تلاته و بعد كده ه هيتشغل في شركته المعقدة الفريده اللي شغلاه دي و هترجعي تيجي براحتك و تعيشي انتي و اسامة براحتك بعد ما يكون كل الطلبه عرفوا انك بنت ناس و عندكم عربيه جيب زي دي , حتي جايز أسامة لما يشوف حازم ياخد الموضوع جد شويه بدل ما هو نايم في العسل و بقاله 6 سنين في الكليه
نور وبعد ان اقتنعت بكلامها : وافرض فضل يوصلني علطول و كاتم علي نفسي
نسرين : يا نور مش كلها اسبوع و الامتحانات هتبدأ
نور : اه
نسرين :وبعد كده الاجازة
نور: اه
نسرين : علي ما الاجازة تعدي و التيرم التاني يجي هيكون حازم نسي اساسا انه قالك انه هيوصلك , حتي تقعدي تذاكري الاسبوع ده زي الناس شويه بدل ما كنتي هتقضيها صياعه انتي و اسامة البارد
نور: متغلطيش يا بت , ولا انتي متغاظة انك سنجل
نسرين : علي ايه يا حسره ده يقرف انا مش عارفه بتحبيه علي ايه , ده حتي علي ما تتجوزا هتكوني اخر واحده في الدفعه كلها
نور: عجبني و بحبه و لو هفضل استناه العمر كله
نسرين : اشبعي بيه يا اختي ويلا علشان عاوزه انام
نور: طيب ماشي سلام
وبعد ان اغلقت الخط عادت ثانية للمحادثه علي ماسنجر التي كانت تجريها قبل دخول والدتها و كتبت لحبيبها اسامة أنها تشعر بإعياء و لن تستطيع مقابلته غدا في الموعد الذي اتفقوا عليه

حبيسه قصر الوحشحيث تعيش القصص. اكتشف الآن