مر اسبوع كان ملئ بالضيوف و الاحباب الذي هلوا علي فيلتهم ليهنئوهم بزواجهم , وتعرفت فيه حسناء علي الكثير من عائلة والدها , واكتشفت انها من عائلة شامخه طيبة الأصل , اغلبهم من الطبقه المتعلمة من الاطباء و المهندسين و الاساتذة و غيرها , فقد كانت بنات عمها يزورونها يوميا برفقه احد اقاربها ليتعرفوا عليها , بالأضافه لسناء و حنانها و نرمين و نور الذين ارتبطت بهم حسناء اكثر و اكثر
حتي أتي موعد سفرهم إلي مكه لقضاء العمرة ثم إلي تركيا برفقه سميرة زوجه عمها و انجي و تسنيم , وفي الليله الاخيرة لهم قبل صباح اليوم الذين سيسافرون فيه , وبعد مغادرة الضيوف
بدأت حسناء في تجهيز حقائبهم , واثناء وضعها بعض الملابس الخاصه بحازم و جدت كيسا مغلقا جيدا مخبأ خلف ملابسه التي بالخزانه ,أ مسكته بتعجب وقلبته بيديها , انحنت شفتيها للأسفل دلاله علي عدم الفهم ثم وضعته مكانه ثانية دون ان تفتحه احتراما لخصوصياته , ولم تلحظ حازم الذي كان آتيا من الخارج وقف يراقب ماذا ستفعل
وعندما و ضعته مكانه , دخل و جلس علي طرف السرير وظل يتأملها بنظرات توحي انه سيسخر منها او يبدأ معها حديث يغيظها به
قالت له / بتبصلي كده ليه ؟
قال لها وهو يرفع احد حاجبيه / هسألك سؤال و تجاوبيني بصراحه
نظرت له بإستنكاروغضب / ليه ؟ هكذب يعني يا حازم؟
حازم / اكيد لا و اكيد هتجاوبيني بكل صدق , مع اني اشك في انك تجاوبي اساسا ,امممم انتي بتحبيني من امتي؟
تبدلت نظرت غضبها في الحال لنظرة متوتره خجوله , ثم ألتفتت تتظاهر بإنشغالها و قالت له / بعد ما اتجوزنا بيوم
قام من مكانه و هو يقترب منها ويقول / يا بت يا بكاشه , ده انتي لسه بتقولي انك مش هتكدبي
قال / خلاص يبقي بعد ما اتخطبنا الخوطبه الغريبه
قال / ما تجاوبي كويس بقي , هو انا بسألك سؤال و لا باخد رأيك في حاجه و بتعطيني اراء متعدد علشان اختار اللي يناسبني
قالت / لا ده اخر جواب عندي
اتجه للخزانه الخاصه به و هو يهز رأسه , ثم اخرج الكيس الذي وقع رهينه يدها من قليل ثم اخرج منه شيئا و هو يقترب منها و يضحك بجانب شفتيه و ينظر لها نظرة مستفزة
و عندما أصبح امامها مباشره أخرج ما في الكيس , كانت تلك الوقه التي طبع عليها وجهه و خطت عليه كلمات بيد حسناء بدماء قلبها و حروف حبها
رفعها مقابل وجهها و ابتسامته تتزايد , نظرت لها حسناء بصدمه و عينيها تتسع بشده , خبأت حسناء وجهها بكفيها و هي تقاوم خجلها الشديد و ابتسامتها التي تكشف عن تلك الجريمة ثم استندت برأسها علي صدره الفسيح الذي طالما سمح لها االعيش بداخله و النهل من حنانه و الدفئ بين ضلوعه
لفها حازم بكلتا ذراعيه بشده ثم قال لها بعد ان طبع قبله علي رأسها / انتي هتبطلي تتكسفي مني امتي؟ ده انا بقيت جوزك ولا لسه مأخدتيش بالك؟
ولكنها ظلت مختبأه داخله تخفي وجهها الدموي , انتظر قليلا ثم ابعدها عنه و قال لها و هو ينظر داخل عينيها / علي فكره انا كمان كنت بحبك من زمان ,
رفعت عينيها له و نظرت له نظره مكذبه فقال / والله بحبك من زمان , وكنت بتعذب زي ما انتي كنتي بتتعذبي, بس كنت خايف اني اعترفلك فتتحرجي مني و تضطري توافقي علي الارتباط بيا و انتي مش بتحبيني
قالت له بغيظ شديد / ليه مش بتحس خالص
قال لها و هو يميل شفتيه للأسفل و يهز رأسه / لا أعمي علي رأي واحده
انفجرت حسناء ضاحكه علي تذكرها لذلك الموقف وقالت له / انت اصلا حرام عليك ضيعت عليا فرحتي بالبحر , وبدل ما كنت عامله حسابي ان هقضي يومين ترفيه قضيتهم يومين نكد و عياط
نظر لها نظره مستنكره و قال بلهجه لازعه / يا خراشي علي ام قلب اسود , انت لسه فاكره
قالت و هي تتمالك ضحكاتها / ايوا لسه فاكرة و مش هنسي ابدا
قال حازم / حسناء ماتيجي نتمشي شويه في الجنينه
قالت / ماشي
أحضر حازم بعض المفاتيح بيده ثم خرج برفقه حسناء يتجولون بالحديقة التي تغيرت معالمها كثير عن ذي قبل , اضف لها العديد من الاشجار و الاعشاب و نافورة مائيه و اضاءات متعدده
قالت حسناء/ ايوا كده بقيت جنينه و قبل كده كنت بحس اني في الادغال , بس ايه الاوضه اللي جنب السور دي
قال لها حازم و هو يتجه نحوها / تعالي لما افتحهالك و تشوفي بنفسك
تبعته حتي وصلا , فتح حازم الباب و دخلا
فوجئت بصيدلية كبيرة تحت الانشاء , تطل من سياج الحديقه للطريق ولها باب ينفذ داخل الحديقه
نظرت له نظرة مليئة بكل شئ –تعجب – عدم استيعاب – متفاجأه – شكر – حب ...-
فقال لها / انتي من كتر اللي بتمري بيه نسيتي تصنعي لنفسك حلم تحققي فيه ذاتك ووانشغلتي بحلمي و شركتي و ساعدتيني في افكارها و تصميمها ورأس مالها وكفايه تشجيعك ليا – فدي صيدليه الدكتوره حسناء, علشان تحققي ذاتك و انتي في البيت لأني مش حابب بهدلتك و انك تيجي معايا الشركة
لم يكمل كلامه الا ووجدها تندفع نحوه و تطوق رقبته بشده و تبكي من شدة فرحتا
ضمها و ظل يربت علي ظهرها وقال للها / دي اقل هديه اقدر اقدمهالك مقابل وقوفك معايا في شركتي يا حسناء
ابتعدت قليلا وقالت وهي تمسح دموعها بأطراف اناملها / بس انت جبت الفلوس دي كلها منين , تكاليف الفرح و تشطيب الفيلا و الصيدليه
حازم / اولا الحمد لله الشركة الجديده ماشة افضل ما كنت اتخيل ثانيا انا صفيت الشركة التانية مع ابراهيم
قالت حسناء/ شكرا يا حازم
قال لها / واعمل ايه بشكراً دي , انا مش بوافق بالشكر اللفظي
فقالت وهي تبتسم وبقايا االدموع معلقه علي جفونها / عاوز ايه يعني؟
أشار بأصبعه علي خده لها فأقبلت ثم طبعت قبله خفيفه عليه
فقال لها بتبويخ مصطنع / هو عادي كده , اي حد يشاورلك بسهوله تبوسي كده
ضربته غي كتفه وقالت / اي حد ؟ ليه هو انت اي حد
ربت علي ظهرها وهو يبتسم وقال لها , طيب يلا علشان نلحق نتمشي شويه قبل ما نجهز الشنط وننام
خرجا من الصيدليه و اكملوا تجولهم , اتجهوا نحو المنزل الذي كانت تقيم به حسناء من قبل
قالت بطريقه طفوليه / مش معاك المفتاح ندخل نشوفه
قال / عامل حسابي, ندخل بيت السعد
قالت / ده بيت الدموع
حازم / دموع ؟
حسناء/ ياما بكيت فيه ليالي
فتح حازم و دلف للداخل ثم تبعته هي
وعندما دخلت تذكرت موقفها عندما ترك ملابسه و ذهب لإجراء مقابله , فقالت له وهي تضحك بشده / استني هحيكلك موقف فظيع
ثم جلسا متقابلان و بدأت حسناء في سردها و ظلت تخبره كيف ظلت تعارك ملابسه و تضربها و تعنفها ,وحازم يضحك بشده
وبعد ان انتهت قال لها / لو اعرف انك مجنونه كده و بتتكلمي مع الاقمشة مكنتش اتجوزتك
وقفت تنظر له بعينين تبعثان شررا فقال وهو يضحك بشدة / خلاص خلاص , ويلا نروح علشان ننام شويه
................................
كان يجلسان متجاورين ينظرون للكعبه بوجل و هدوء , يرددون بعض الاذكار و الأدعيه , قالت حسناء برجاء يخرج من قلبها / حازم , ادعي ان ربنا ميفرقناش ابداً
التفت لها حازم بتعجب وقا ل / ونفترق عن بعض ليه يا حسناء
نظرت امامها وقال بقلق مبالغ/ خايفه من ردة فعل مامتك لو عرفت بموضوع جوز ماما
التفت حازم امامه وقال بقلق وشرود/ ربنا يستر
صمت قليلا ثم تابع / خلاص يا حسناء , خلي باقي اليوم دعاء ان ربنا مش يفرقنا ابدا , بس عاوزك تعرفي ان لا يمكن استغني عنك ابدا ابدا و لا يمكن اتخلي عنك
قالت برجاء/ اوعدني يا حازم
قال بعينن متحديتين / اوعدك يا حسناء
..............................
كانوا يقضون ايام جميلة بتركيا بين التنزه و اوقات السمر و الترفيه , وكان حازم يتابع سير شركته عبر الانترنت , ما ساعده علي ذلك هو وجود الموظفسن القدامي الذين زاولوا العمل معه منذ سنين في شركته القديمة و بنيت بينهم مساحة كبيرة من الثقه و الاطمئنان بالاضافه إلي البرنامج المطور الذي اضافه حازم للشركة الذي يتم به تسجيل كل شئ بدقه و يبعث عبر الانترنت له
كانوا يجلسان في أحدي القوارب السياحيه , تتأمل حسناء البحر و مياهه الذين تعشقهم بشده , كانت تستعيد بعض ذكرياتها , من يوم مقابلتها لحازم و كيف جذب انتباهها و استرعي اعجابها به و كيفيه مقاومتهاالفاشله لحبه , ومن ثم حبه الغير واضح لها, وصدمتها يوم معرفتها بأنه زوج والدتها و كيف عثر عليها و صمم علي بقاءه علي عهده و خطبته لها بشكل غريب
تذكرت شئ حدث يوم الخطبه , تحسست رقبتها و هي تلتفت له و قالت / حازم , صحيح انت جبت السلسلة بتاعتي ازاي بعد ما انا بعتها
حازم / اولا شكرا علي موقفك في خطوبة نور و انك بعتي الحلق بتاعك علشان تشاركي من ورانا
اتسعت عيني حسناء بتعجب و قالت / عرفت منين
حازم/ نرمين شافت الفاتورة , فأنا لماانت مشيتي و مش معاكي فلوس و الاستاذ شوقي قال انك ماشية بمزاجك قلت اكيد هتبيع السلسله علشان تعرف تتصرف و خدت الفاتورة ورحت للمحل و فعلا لقيتك بعتيها نفس يوم ما مشيتي المغرب
حسناء بشرود / الحمد لله , انا كنت مقهورة و انا بابعها , شكرا يا حازم
........................
وبعد ان انهي حازم مراجعته لبعض الجداول , اغلق جهازه الحاسوب ثم اتجه نحو الفراش الذي كانت تستلقي عليه حسناء, جلس بجوارها و مرر يده علي رأسها بحنان ثم قال لها / قومي يلا يا حببتي , معدتش الا 3 ايام و نرجع مصر, تعالي نتمشي شوية و نتعشي بره
نظرت له حسناء بعينين مرهقتين / مش قادره النهارده يا حازم , خلينا بكره
قال لها حازم / طيب قومي نتعشي هنا
قالت / انا مش هقدر اتعشي معدتي تعبانه
ثم اكملت و هي تنهض بتعب / هعملك سندوتشات احسن تعبانه
قال حازم بقلق/ طيب قومي نروح لدكتور نكشف
قالت / لا ده شكله ارهاق من كتر الخروج و الفسح
ثم قامت من الفراش فقال لها / خلاص خليكي و هعملي انا لنفسي سند......
وقبل ان يكمل كلامه كانت حسناء طريحة الأرض فاقدة للوعي
قام بذعر و حملها بين يده و وضعها علي الفراش برفق و هو يردد بصوت مختنق/ حسناء , اوعي تروحي مني , حببتي فوقي , اصحي
اسرع بتوتر و رعب واحضر عطرا و نثر قطراته علي انفها , بدأت تستفيق تدريجيا
نثر بعض العطر حتي تستفيق اكثر فقالت بإشمئزاز وهي تبتعد بأنفها / اوف , بلاش الريحه مش طيقاها , هجيب اللي في بطني
نظر لها حازم بتعجب وقال / ده البرفان بتاعي اللي انتي بتحبيه
ولكنها و ضعت يدها علي فمها و اشارت له كي يساندها و اتجهت نحو الحوض تفرغ ما ببطنها
وبعد ان انتهت قال حازم بخوف / هتصل علي مرات عمك او انجي و لا تسنيم و نروح نكشف
اومأت بوهن فأسرع و اتصل علي سميرة فردت / السلام عليكم ازيك يا حازم
حازم وصوته يمتليء بالخوف و القلق / وعليكم السلام ازيك يا طنط
سميرة / الحمد لله , مالك صوتك قلقان كده ليه
حازم / حسناء تعبانه قوي, وكنت عاوز عنوان دكتور نروحله
سميرة بقلق/ خير ياربي , طيب انا هتصل علي دكتوره مصريه صاحبتنا و هاجيبها بالعربية و هاجي حالا
أغلق حازم الهاتف و اسرع نحو حسناء بقلق , ربت علي ظهرها بحنان و قال / حببتي حاسه بإيه
أومأت حسناء بوهن و هي مغمضة العينين فقال حازم بذعر/ ربنا يستر , حسناء انا قلقان عليكي قوي , طيب اعملك ايه علي ماالدكتوره تيجي, اعملك كوبايه مايه وسكر
ربتت علي كفه بحنان و اشارت له بلا
فقال / اومال هسيبك تروحي مني و انا واقف اتفرج
ابتسمت حسناء ثم قالت بوهن / متقلقش يا حازم , دي شوية دوخه
سمع صوت هاتف حسناء فأسرع نحوه و هو يقول / اكيد الدكتوره و طنط سميره
ولكنه وجد انجي المتصله فرد عليها / السلام عليكم
انجي / وعليكم السلام , حسناء مالها يا استاذ حازم
حازم بقلق / مش عارف تعبانه قوي
انجي / اوك انا و تسنيم جايين في الطريق حالا
اغلق حازم الهاتف و اتجه ثانية لحسناء و ظل يمرر يده علي رأسها و يردد بعض الادعيه حتي سمع صوت سيارة تقف بالخارج و من بعدها صوت قرع الجرس
اسرع يفتح الباب فوجد سميرة و معها الطبيبة
دخلت الطبيبة غرفة حسناء ثم قال / ازيك يا جميل مالك؟
حسناء بوهن / دايخة و علطول عاوزة اتقئ و مش طايقه ريحة حاجه و عندي مغص بيروح و يجي
ابتسمت سميرة فسألتها الطبيبه / ده فجأه و لا بقاله ايام
حسناء / من 10 ايام بس بسيط و زاد تدريجي لحد ما اغمي عليا النهادرده
ابتسمت الطبيبة و التفتت لحازم الذي يقف بقلق شديد وقالت / مبدئياً ألف مبروك احتمال كبير يكون حمل , لكن عاوزين التحليل ده علشان نتأكد و بعد كده هتابع مع طبيب نسا لو فعلا فيه حمل
امنلأ وجه حازم بالبشري و انفرجت شفتيه بإبتسمة عريضه وقال لها / ماشي يا دكتورة
وبعد ان غادرت الطبيبة و استأذنت سميرة كي توصلها بالسيارة و تعود لاحقا
اغلق حازم الباب و انطلق يجري كالاطفال من شدة فرحته , استلقي بجوار حسناء و ادخلها بين ذراعيه و هو يقول / الحمد لله الحمد لله
حسناء بفرحه و وهن / قوم يا حازم صلي ركعتين حمد و شكر
حازم / و هنطلع فلوس كمان , ده اجمل خبر سمعته في حياتي
ثم قام مسرعا و وقف بين يدي الله يحمده علي عطاياه , وبعد ان انتهي قال لحسناء/ ألأحق اعملي سندوتشين قبل ما بنات عمك يجوا احسن انا جعان
ابتسم حسناء وهي مازالت مغمضة العينين فقال لها / اجيبلك معايا سندوتشين
هزت رأسها نافيه فقال لها / لا عاوزك تاكلي علشان الواد بؤلظ يطلع واد حلو ومربرب
ضحكت بوهن و قالت / افضل اتكلم لحد ما يجوا
فتركها و اتجه مسرعا و لكنه قبل ان يصل سمع صوت الجرس, عاد ينظر لحسناء ببكاء مازح و اتجه بفتح لهم
دخلت الفتاتان و علي وجههم ابتسامة فرحه ثم قالتا لحازم / الف مبروك يا حازم
حازم / الله يبارك فيكم اتفضلوا
وعندما دخلتا لحسناء , اسرع حازم للمطبخ و قدم لهم علبتان من المياة الغازية ثم عاد سريعا ليعد لنفسه سدوتشا و هو يتصل علي سناء
حازم / السلام عليكم
سناء/ وعليكم السلام ازيك يا حازم
حازم / الحمد لله , باركيلي يا ماما , حسناء حامل
سناء وهي تزعد / الف مبروك يا حازم ربنا يتمملك علي خير يا ابني, ويقومها بالسلامة و يرزقك طفل سليم معافي و يجعله من الذريه الصالحه
حازم / احنا هنروح نعمل تحليل علشان نتأكد
سناء/ ان شاء الله حامل انا بدعيلكم في الصلاه علطول
حازم/ ربنا يخليكي
سناء/ بإذن الله يا ابني , انتوا هتيجوا امتي
حازم/ كمان يومين كده
سناء/ تيجوا بالسلامه و خلي حسناء براحه كده علشان ربنا يكمل علي خير
حازم/ ان شاء الله يا ماما
..................
خرجت سناء من المنزل تشتري بعض حاجيتها لكي تعد وليمة كبيرة احتفالا بعودة حازم و حسناء و حفيدها المنتظر
دخلت أحد محلات بيع الخضار بالحي , وعندما دخلت فوجئت بأكثر شخص لا تحب ان تراه في حياتها , زوجها الخائن بيومي
كان يقف يوليها ظهره و يتكلم مع صاحب المحل
استدارت وهمت بالرحيل و لكنها فوجئت بصاحب المحل يقول له / اهي , ام حازم اهي , كنت بتسأل علي بيتهم و هي جاتلك بنفسها
اسرعت سناء الخطي بإتجاه منزلها , تبعها بيومي بخطي مسرعه , مما جعلها تزيد في سرعتها اكثر
لحقها بعد عدة مترات وقال لها / حسناء فين يا سناء ,متخافيش مش عاوز من خلقتك حاجه , انا عاوز حسناء عاوزها تمضي علي حاجه
صعقت سناء مما سمعت , من اين له معرفته بأمورهم الشخصية وزوجة ابنه و هو تركهم منذ مده طويله لا يعرف عنهم شئ
استدارت وقالت له / سيبنا في حالنا , انت مالك ومال حسناء , انت تعرفها منين
ثم تابعت سيرها ثانية
وقف بيومي وقال لها بلهجة توضح مدي سخريته من سذاجتها / اه يعني متعرفيش بالموضوع بقي , ولا تعرفي ان حسناء بنت مراتي
توقفت سناء بصدمه , وتوقفت دمائها بعروقها , بل وتوقف العالم كل حولها
استدارت له بصدمه عارمة وقالت بصوت يكاد يسمع / بتقول حسناء ايه؟
قال بسخرية اكبر/ اه , هي و ابنك مستغفلينك ,...
لم تسمع ولا حرف اضافي مما قاله و اسرعت خطاها نحو منزل جارتها كي لا يعلم مكان منزلها و يهاجمها وهي وحدها
...............
خرجت حسناء برفقة حازم من المطار , بأرض الوطن بعد غيابهم عنه أكثر من شهر , عادوا حاملين معهم شخص اضافي سينتظر بأحشاء حسناء شهور ثم يأتي لدنياهم ليزيدهم بهجه و يضيف لأيامهم لون جديد من ألأوان الفرحه لم يعهدوه من قبل
قال حازم / براحه يا حسناء و انتي نازله السلم
حسناء / انا معدتش قادره خالص , دوخه فظيعه
حازم / انا هتصل علي ماما اعرفها اننا وصلنا
اتصل حازم علي سناء فلم ترد , فأعاد اتصاله ثانية فردت عليه نرمين/ السلام عليكم
حازم / وعليكم السلام نرمين ؟
نرمين بلهجه بارده / ايوا يا حازم
حازم بتعجب/ احنا وصلنا المطار و جايين في الطريق
نرمين / لا روح حسناء و تعالي حالا
حازم وبنبره يحاول جعلها طبيعيه حتي لا تقلق حسناء , فقد اكتشف كل شئ من صوت نرمين / ليه
نرمين / هتعرف لما تيجي
حازم / ماشي
وبعد ان اغلق المحادثه قال لحسناء/ ايه رأيك نروح الفيلا بتاعتنا الأول نريح شوية من السفر , احسن هنروح مش هنعرف ننام هتلاقي نرمين و نرو وسلامات و الذي منه
حسناء/ والله كنت عاوزة اطلب منك كده
........................
ادخل حازم حسناء الفيلا و اطمئنها انها نامت ثم كتب لها ورقه انه سيذهب لشراء بعض المستلزمات و الطعام و اتجه بقلب مكتظ بالقلق نحو والدته و لسانه لم يفتر عن ترديد الدعاء بأن يمر الموقف بسلام دون خسائر
وعندما دخل وجد نرمين تجلس تحمل ابنها بريسيبشن الفيلا و ملامحها تحمل الكثير من الغضب و العتاب
اقبل عليها و سألها بصوت منخفض / في ايه يا نرمين
نظرت له شذرا و قالت له / ادخل شوف ماما عاوزة منك ايه
قال لها و قلقه بدأ يتزايد / هي فين؟
نرمين / في اوضتها
اتجه حازم نحو غرفة والدته , وجدها تجلس علي السرير و تطوي الملابس
دخل بتوتر ظهر في نبرة صوته / ازيك يا ست الحبايب يعني مفيش حمد الله علي السلامة
قاطعته بصراخ / انت بتستغفلني انت و بنت الحرامية يا حازم , بتستغفلني ورايح تتجوز بنت اللي خطفت جوزي وسابتني زي الارمله و جوزي عايش و اكلت في بطنها ورثي يا حازم
حازم بصدمه / استغفلناكي ازاي , انت استفسرتي الاول وشفتي الحقيقه
قاطعته بصراخ / هتحكيلي الحدوته البايخه اللي مألفها انت وهي عليا , حازم مش عاوزة اسمع كلمة , ولو مطلقتش الحرامية دي هبقي غضبانه عليك ليوم القيامة ,ولا تدخلي بيت
حازم / ازاي اطلقها , واللي في بطنها
سناء/ لما تولد خده , انما والله والله يا حازم , هفضل غضبانه عليك , ولا ابني ولا اعرفك ان مطلقتهاش
حازم برجاء/ طيب اسمعي الأول
قالت بصراخ / مش هسمع و لا عاوزة اسمع , كفاية استغفال لحد كده
حازم / طيب وقوفي جنبك و شغلي من وانا طالب علشان محسسكيش بهم الدنيا و اربي اخواتي مش كفيل انك تسيبيني اختار اللي بحبها
سناء بصراخ / كل الخير اللي انت فيه ده بسبب رضايا عليك ودعائي ليك ليل ونهار وفي كل صلاة , ولو مطلقتهاش و غضبت عليك هتخسر أخرتك و دنيتك و هتشوف الفقر بعينك
وقف حازم مكبل اللسان , لا يعرف ماذا يقول حتي يهدأ والدته و يتفاهم معها
هم بالانصراف فقالت سناء / حازم , بعيد كلامي تاني لو مطلقتهاش هغضب عليك و هتخسر دنيتك و اخرتك
حازم / ماما , انا مش هرمي ابني , انا مش هروح الفيلا علشان متغضبيش عليا بس مينفعش ارميها علشان خاطر ابني
سناء/ استني لما تولد وطلقها , بس من النهارده تمشي ومش تعيش في خيرنا , كفايه اللي كلته هي وامها من خيري , حسبي الله ونعم الوكيل
حازم / همشي انا من الفيلا و هسيبها فيها
سناء بغل / لو ممشتش هروح اطردها بنفسي
حازم لينقذ حبيبته / تطرديها ازاي و الفيلا مكتوبه بإسمها
ضربت سناء بيدها علي صدرها و هي تصرخ عاليا / يا نهار اسود , مش كفايه اللي خدته , جايه تفقرنا تاني
حازم و هو يحاول تهدئة والدته حتي تجلس و تكف عن الصراخ / يا ماما , انا كتبت الشركة كلها بأسمي و بدلت فيلتي بفيلا ورثتها من عمها في تركيا علشان افتح فرع لشركتي هناك