٢١

3.7K 158 4
                                    

ياسمين
ها انا الان في المنزل، اذ قد مرّ يومان على عثورنا انا وكرم. عند عثورنا، لم يكن هناك الشرطة و اصدقائنا ومسؤولين المدرسة فقط بل كان هناك ايضًا اهلي واهل كرم. لن انسى عند التقائي بوالداي، كنتُ ابكي بشدّة وامي كانت تقول كلمة واحدة وهي تعانقتي باكية:"انا السبب، انا السبب"
اما ريما فكانتْ مثلها تقول:" آسفة لم يكن عليّ الابتعاد عنكِ"
لكنني لم اكن واعية معهم كثيرًا كنتُ فقط انظر الى كرم ، اذ وهو يعانق اهله نظر اليّ وابتسم فإبتسمتُ له.
بعدها ذهبتُ الى المستشفى من اجل قدمي، اذ لم يصدقوا اهلي انني بخير. فقال لي الطبيب انه ليس هناك شيئ خطير وعليّ ان اريحها فقط.
وها نحن بعد يومان من الحادثة....
كنتُ ممدّدة في فراشي اقرأ كتابًا عندما دق جرس المنزل، سمعتُ حينها امي تقول:" تفضل، تفضل يا بنيّ ياسمين في غرفتها سأناديها حالًا "
عندها اتت امي مبتسمة فقالت لي:" كم هو لطيفٌ هذا الشاب، فعلًا لديه ذوق..."
فقاطعتها قائلة:"عن من تتكلمين يا امي "
" عن من اتكلم برأيك؟؟ عن كرم بالطبع "
" كرم؟!"
" نعم، انه ينتظركِ بغرفة الجلوس، اذ اتى للاطمئنان عنكِ و معه زهور ايضًا "
عندها قلتُ بغضب:" امي لما لم تقولي له انني نائمة؟؟"
"اقول لكِ اتى للاطمئنان عنكِ بالطبع لن اقول له هذا، ولا تنسي اننا لم نشكره بعد عن ما فعله معكِ عندما تهتي. غير ذلك انه لطيف جدًا وخلوق "
فقلتُ لها بنبرة غضب:" امي، انا اعلم بماذا تفكرين. انسي الموضوع "
" انا يا ابنتي بماذا افكر؟؟ هيا هيا انزلي فالشاب ينتظركِ "
وهي ذاهبة قلتُ لها:" امي "
" نعم "
" انتِ لم تقولي له شيئًا عن مرضي أليس كذلك؟؟ "
" لا لم اقل، لا تخافي "
بعدها نظرتْ اليّ قليلًا وقالتْ:" انتِ يهمكِ امر هذا الشاب "
" ما هذا الكلام يا امي بالطبع لا؟؟"
" ياسمين، تستطيعين الكذب على الجميع الا عليّ،. فإن لم يكن يهمكِ امره، ما كنتي تخافين من معرفته لوضعك "
" انتي تعلمين انني فقط لا اريد ان يعرف لكي لا يشفق عليّ "
فإبتسمتْ ابتسامة صغيرة وقالتْ:" لا يا ابنتي، انتِ تخافين من ان يبتعد عنكِ اذ عَلِمْ "
ثم ذهبتْ.....
هل حبي له واضحٌ لهذه الدرجة؟؟؟؟
معكِ حق يا امي انا اخاف فعلًا اخاف من ابتعاده عني.....

لا تبتعدي عني...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن