٢٥

3.7K 160 7
                                    

كرم
كنتُ جالس في المستشفى بجانب غرفة ياسمين والدمع يهمر من عيناي حتى اتت والدتها وجلستْ بجانبي...
فقلتُ لها:" لما لم تقُلْ لي  ؟"
" انها تقول لكي لا تشفق عليها، ولكنها ابنتي الوحيدة واعرفها، هي تحبكَ كثيرًا يا كرم "
فنظرتُ اليها، ثم تابعت قائلة:" انها تحبك لدرجة خوفها من ابتعادك عنها عند معرفتك للامر"
كنتُ فقط صامت حتى قالتْ مجددًا:" يقولون الاطباء ان وضعها خطر، فجسمها لم يعد يتقبل العلاج. من يدري الى متى ستصمد؟؟؟ ثانية، دقيقة، ساعة،يوم، شهر، سنة.... ليس هناكَ حلّْ؟؟؟"
عندها بكت بطريقة هستيرية وقالت:" لا اصدق ابنتي، حياتي، عمر ايامي ستموت"
فذهبتُ مسرعًا ودخلتُ الى غرفتها....
فقلتُ لها والدمع يهمر من عيناي:"ياسمين "
ففتحتْ عيناها، ونظرت الي مبتسمة....
فأمسكتُ يدها وقبلتها قائلًا:" كيف اصبحتِ؟"
" بخير، ها قد علمتْ سأموت "
" اصمتي انا لا اريد ان اسمع هذا الكلام منكِ هل فهمتِ؟؟ انا اموت معكِ ان استسلمتي و ذهبتي.. لن تبتعدي عني، لن اسمحَ لكي."
فقالتْ وهي تبكي:" لما لا تذهب؟؟"
" لانني اعلم شيئ واحد في هذه الحياة وهو اننا خلقنا لبعضنا، وسنواجه كل ما يتحدانا. هل فهمتِ ستشفين وسأكون في هذه الحياة لاسعادكِ فقط... مهما حاولتِ منعي من هذا، انا حياتي لكِ فأنا احبك، اعشقق... "
" وانا احبكْ"عندها قمتْ بتقبيل جبينها وجلستُ بجانبها في السرير وعانقتها....
بعد يوم.... ذهبتُ الى المستشفى مجددًا ودخلتُ الى الغرفة حاملًا حقيبة فقالتْ لي الممرضة:" سيّد كرم دقيقة والسرير سيكون جاهزًا"
" شكرًا لكِ"
فقالت لي ياسمين بإستغراب:"سرير؟؟؟ لم افهم "
" سأنام هنا اذ ستكون غرفتي بجانبك غرفتك"
" هل جننتْ؟؟"
" قلتُ لكِ من قبل انني جننتْ منذ لقائي بكْ"
" وقد حضرتُ لكي برنامجًا لنتسلى اليوم "
" كرم "
" نعم "
" لا تشفق عليّ ارجوك ان كنتَ..."
" انا احبكْ افهمي، ولن اتخلى عنكِ مهما حصل، ولما اشفق عليكِ فأنتِ بأحسنِ حال. ليس بكِ شيئ ستتحسنين و سنبقى مع بعضنا للابد. "
" كرم لا تبتعد عني "
" بل انتِ لا تبتعدي عني ارجوكي، حاربي"
فإبتسمتْ لي......

لا تبتعدي عني...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن