إن أردتَ إيجاد الإبرة..إحرق القشّ ولا تكن غبيا وتهدر وقتك بالبحث....
...........................................................................................................................................
' إليزا غارفاني تفوز بجائزة إمرأة العام في إيطاليا '
كان هذا العنوان الغليظ يتصدر صفحات مواقع التواصل الإجتماعي..لهذا رفع فوستر رأسه من شاشة هاتفه ينظر لكارا قربه و التي كانت تعبث بقلادتها بين أصابعها تديرها ..ليست قلادتها الخاصة بل القلادة التي تحمل حجر كريستال أزرق قريب في اللون من القلادة التي يحملها هو وهي وكل الحراس وكل سائق وكل عامل حولهم ..حجر كريستال أزرق بدرجة لون ترمز لكونهم يعملون عند شخص في رتبة عالية جدا من عالمهم الأزرق ..يعملون لدى أحد الورثة ..و نظرا لوجود وريثين وهم في إيطاليا فرئيس عملهم إمرأة....
ربة عملهم التي كانت تنحني أرضا عند الحديقة تعتني بالورود ..لهذا أعاد أعينه لهاتفه يقرأ المقال عن كيف أن بيلادونا إيطاليا غابت عن حفل تكريمها ولم تستلم الجائزة..الجائزة التي حصلت عليها بسبب تبرعاتها الخيرية و مساهمتها الرياضية في مجال الفروسية بإيطاليا..
لمعت أعينه يخفي إبتسامته قبل أن يميل لكارا التي تقف قربه و يهمس لها :
" إمرأة طيبة و خلوقة ؟.."
نظرت له بأعينها الزجاجية و شعرها الأبيض البلاتيني ترفع حاجبها باستفهام لسؤاله فرفع هاتفه نحوها لتقرأ العنوان الذي يتحدث عن إليزا و كنتيجة لذلك رآها تغطي فمها بيدها كي تكتم ضحكتها و فعل هو المثل يحاولا ألا يصدرا صوتا و تلتفت لهما رئيستهما في العمل ...كانا في زاوية الحديقة خارجا يقفان كتفا لكتف و يهتزان بضحكة مكتومة كهاتف على الوضع الصامت..
كلاهما كانا في نهاية عشرينياتهما لكن تصرفاتهما لا تزال طفولية قليلا خصوصا حين يتعلق الأمر بردات فعلهما حيال الأخبار عن إليزا غارفاني..
بيلادونا إيطاليا التي كانت تبعد عنهما ببضعة أمتار تنحني بفستانها الأحمر الصيفي لتسقي ورودها في الحديقة ..
ملامحها كانت خاوية كليا و نسيم الصباح يحرك خصلات شعرها بينما أعينها الجميلة بشكل لافت كانت تركز على عمل يديها .. هناك العديد من الحراس حول المنزل و كلهم دون إستثناء لو قرأوا هذا المقال لضحكوا ليس لأن المقال مضحك بل لأنه كاذب جدا..
إليزا غارفاني تفوز بلقب إمرأة العام لطيبتها و أخلاقها و تبرعاتها ؟..
الأمر مضحك لسببين..
الأول أنها ليست من تتبرع بالمال أصلا..بل كارا من تفعل ذلك بإسم رئيستهما لتحسين صورتها..
أنت تقرأ
لادُونَا
Romanceإليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمرين.. ثم فجأة في صبيحة صيف إيطالي حار ظهر على عتبة منزلهم شخص كانت قد دفنته مع ماضيها أسفل حديقة ورود...