Part 16 : حبة من التين

128K 6.3K 5.8K
                                    


لا تخشَ صوت الرّصاص...

فالرّصاصة التي ستقتلك لن تسمع صوتها...

..............................................................................................................................................

أغلقت إليزا السترة التي ترتديها و التي أخذتها من أحد الحراس بينما كلها ثقة أن ما فعلته خاطئ ..

انقبض فكها وهي تدس يديها في جيوب السترة فقط حتى لا يرى أحد أنها تغلق و تفتح قبضتيها ..

كازو..

لقد كانت تتصرف كالجبانة تهرب..لا تصدق أنها تهرب منه...

هناك في الحظيرة و في اللحظة التي استدارت تعطيه بظهرها وسمعت همسه علمت فورا أنها خربت كل شيء و أنه رأى الوشم ..منذ قدومه حرصت على إخفائه عنه و بكل وعي و ثبات ثم في ثوان تهور نست و أخطأت بهذا الشكل.. وماذا فعلت بعدها ؟ تجمدت لثوان قبل أن تتحرك تغادر بسرعة كأن النار التهبت في وشمها..هربت فقط دون أي كلمة أو نظرة نحوه..

كازو..

و الآن هي تقوم بخطأ آخر تتجول في شوارع البحيرة دون فوستر أو أي رجال حراسة ..

رفعت إليزا قلنسوة السترة ترتديها تخفي ملامحها قليلا..المشكلة لم تكن في أنها لا ترتدي ثيابا رسمية أو أنها ترتدي سترة حارس لها فوق سروال جينز ..بل كان وجهها..وجهها معروف هنا في الجزيرة لأنها قضت سنوات من طفولتها هنا و السكان المحليين هنا كانوا قلة و يعرفون بعضهم جميعا و يعرفون من هم الغارفاني و النيتشه..و حين كبرت و صارت صورها في مواقع التواصل الإجتماعي صار الموضوع أكبر..

مرت أربع سنوات منذ آخر ميدالية فروسية فازت بها و رغم أنها تركز على سباقات الأحصنة الآن وليس على ركوبها هي الخيل إلا أن سكان الأحياء هنا في البحيرة يعرفون الكثير عنها على الأغلب أكثر مما يفعل سكان المدينة..

الكثير من الأشخاص يمرون عليها و بسبب أنهم منتصف الصيف و المكان هنا يصبح نقطة جذب السياح بكثرة كان هناك أُناس في كل مكان و من عدة دول مختلفة حتى في هذا الوقت من الليل..كلهم يسهرون يستمتعون بمنظر المياه و الجو الساحر و حتى الطعام اللذيذ..

رأت عدة أشخاص يتعرفون عليها من السكان المحليين و تظهر لمحة تفاجئ في أعينهم تدوم لثوان قبل أن تمر هي عليهم و تمنعهم من التحديق بها...

كانت هناك الكثير من الأزهار و الورود حول المكان و القمر ينعكس على المياه بحيث كل مرتفع تصعده سواء كان شارعا مرتفعا أو سلالم سترى حتما المسطح المائي من بعيد ..

التفتت إليزا ليمينها تدخل محل السيدة فيوليتا كوربوس و على دفعها الباب صدر صوت جرس يعلن قدومها لكن لا أحد التفت لها لأن كل شخص كان منشغلا بالتبضع و الحصول على ما يريدونه..بعضهم يحصلون على المثلجات أو المياه الباردة بسبب الحر حتى في الليل بينما هي اتجهت لقسم الشراب..

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن