Part 11 : كيوبيد الإجرام

93.1K 5.8K 4.3K
                                    

شتان ما بيننا..أنتَ برد صاقع

و أنا مهما بردت حريق..

....................................................................................................................................................

سباقات الأحصنة الإيطالية لم تكن سباقات شريفة أو رياضية مهنية فقط كما يصورها الإعلام..كانت في الواجهة رياضية و خلف الستار مالية غير قانونية..الأموال التي يضعها الناس على هذه الأحصنة كانت قمارا يفيدهم و رشوة في نفس الوقت..

و هو ما يفسر كيف أن إليزا تنظر للأوراق المنتشرة على الطاولة أمامها تنحني عليها و تمرر أعينها على كل لائحة بلون من درجات الأزرق ..كل درجة من اللون كانت تمثل عوائل مافيا في دولة معينة..و الدرجات التي كانت أمامها الآن كانت ثلاث درجات من الأزرق الداكن كلون سماء الليل..عوائل سينو في تايلندا..عوائل لاما في الأرجنتين و عوائل كيلي في فرنسا..و هذه السنة هم كانوا أكثر المراهنين في سباقات الأحصنة هذه المرة حتى قبل الإعلان عن الفرسان و الأحصنة..

السباق يدوم لعدة دقائق فيما يتعلق بالأحصنة لكن الحدث يدوم أيام اختزلتها هي ليومين بدل أسبوع بسبب عدد الأحصنة المشاركة.. هي تملك حصانين مشاركين هذه المرة..العوائل الثلاثة الزرقاء كانوا في أعلى لائحة الرهانات هذه المرة و رهاناتهم كلهم كانت على أحصنة لادونا فقط مما يعني هناك خدمة يريدونها ..خدمة خارج نطاق العمل و خارج عمل الإمبراطورية..

لذا مررت أعينها مجددا على كل الأرقام و البيانات التي تراها في الأوراق و رتبتهم أمامها بملامح خاوية تحت أنظار فوستر و ثلاثة من الرجال الذين يحملون الهواتف و يجرون الإتصالات مكانها تسمعهم يتحدثون كل واحد منشغل في مكالمة و ينقل رسائلها لاعضاء الإمبراطورية..

هي لم تكن الشخص الذي يجري الإتصالات مع العوائل دون شك..من النادر أن تحمل هاتفها و تتحدث نبرة لنبرة مع أحد ..التواصل يتم عبر من يعملون عندها و نادرا عبرها..لهذا رقمها لا يملكه الكثير خارج الإمبراطورية..

" من الذي سيجلس قربي غدا في السباقات؟.."

سألت ببرود و نبرة لا تحمل أية مشاعر توجه سؤالها لفوستر الذي كان قريبا منها يتفقد ما تفعله و سرعان ما رد :

" السيد ماركو و ليون برافا ..."

" غير مكان ليون و ضع مكانه أنوبام سينو في الصباح...في العشاء ضع قربي إيميليا لاما ...أما روني كيلي اتركه لما بعد غد ..أخبره أنني سألتقي به في جولة على الحصان ..."

سيجلس معها فرد من العوائل الثلاثة المراهنة..أنوبام و إيميليا و روني..

أومأ فوستر و هو يسحب هاتفه ليتدبر ذلك رغم أن هناك تقضيبة بين حاجبيه..لقد قامت بتقريب عضو من كل عائلة من العوائل الزرقاء الثلاثة الذين راهنوا عليها بإشارة لأنها تقبل بحديث خاص معهم لتعرف طلباتهم...هذا طبعا طبيعي في عالمهم و هكذا تجري الأمور..لتلتقي أحيانا بالورثة عليك أن تقوم بأمور متطرفة كهذه كدفع أموال ضخمة ..و بالورثة هو يقصد إليزا و ليس الدون..الدون لا يضع تعقيدات كهذه لمن يريدون الإلتقاء به..إليزا عكسه...هي لا تلتقي بأي كان و لو فعلتها فستحرص أن تسير نحوهم بأرض مفروشة من المال...

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن