Part 02 : ثنائي القيادة

127K 5.9K 5.1K
                                    


المسدس هو أسرع وسيلة لإيصال الفكرة لرأس أحدهم......

.........................................................................................................................................

ألمانيا ..العاصمة الإقتصادية ..السابعة مساء:

فُتح الباب الذي يقود لمكتب دومينيكو و دخلت إمرأة طويلة ترتدي تنورة سوداء مع قميص أبيض بأزرار ذهبية كلون شعرها الأشقر الطويل المموج..بينما كعبها الأسود كان الوحيد الذي يسمع داخل المكتب الهادئ...

لم تكن سكرتيرة و لا مساعدة...لا أحد يدخل لمكتب الدون سوى شخص بتصريح عالي في العالم السفلي...وهي كانت في قمة هذه المملكة..

سيسيليا غارفاني...لقبها وحده يجعل أبواب الجحيم تُفتح تلقائيا من أجلها...

تقدمت سيسيليا بابتسامة هادئة خافتة من دومينيكو الذي رفع أعينه السوداء ناحيتها لثوان ثم عاد للكتابة على حاسوبه و شعره الأسود مجموع برباط من الخلف ...بينما سترته معلقة على حامل بجانب مكتبه و بالتالي كان يرتدي فقط قميصا أبيض بحمالتي مسدس أين هناك مسدسين فضيين يتدليان على جانبي صدره...

جلست سيسيليا على أقرب مقعد و نظرت له بابتسامة هادئة و قالت :

" كل شيء جاهز...سنغادر بعد يومين...لقد تحدثت مع أبي قبل قليل و أعلمته...سيوفر الحماية و يبقي الأمر سرا عن الجميع ..."

ما قالته جذب انتباه دومينيكو فتوقفت أنامله عن التحرك فجأة و ظل يحدق بشاشة حاسوبه لثوان دون أية تعابير على وجهه توضح ما يفكر به حقا...ثم بعدها نظر لسيسيليا بأعينه السوداء التي تجعل الكثير من الرجال يتحركون أماكنهم بغير راحة من حدة نظراته...لكنها لا تتوتر منها...فهي تعودت...

دومينيكو نيتشه و هي كبرا معا...و قد عاشت حياتها معه....الكثيرون قد يحسدونها على هذا لكن مجددا الكثيرون لا يعلمون....و هي بذلك لا تقصد أن دومينيكو سيء معها أو شيء من هذا القبيل...

الأمر فقط أنها و بصفتها سيسيليا غارفاني الإبنة الكبرى لأحد مؤسسي إمبراطورية المافيا العظمى كانت ترى أن هذه الإمبراطورية بقدر ما هي مبهرة بقدر ما هما على وشك دفع ثمن غال من أجلها....كانت كاللعنة التي ارتبطت بدمهم منذ الولادة...و المرء لا يهرب من دمه...

لذا نظراته التي وجهها ناحيتها كانت مفهومة و جعلت ملامحها تتحول للجدية فجأة و هي تبعد أنظارها عنه محدقة بالجدار الرمادي مقابلا لها ثم قالت :

" أعلم فيما تفكر...الوقت اقترب لنوجه ضربتنا...و مع الإنتقام يأتي الألم...و أؤمن أن كلانا تعايش مع ذلك بالفعل..."

بعد أن استمع لكلماتها مسح دومينيكو على رقبته موضع وشم النسر الشهير و هي حركة معتادة لا ينتبه لها غير المقربون منه دوما ..كأنه يطلب المشورة من الدون داخله..أو يذكر نفسه كي يبقى ثابتا على مبادئه..

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن