Part 4 : النرد لا يقبل فوزين

85.6K 5.2K 2.5K
                                    


القوة تنتمي لأولئك الذين يأخذونها عنوة..

....................................................................................................................................................



لو وقعت عملة في الأرض لبدت وقعتها أشد من انفجار قنبلة في القاعة حاليا ...

لهذه الدرجة لم يتحرك أحد و جميعهم يحدقون بدومينيكو و إليزا و كيف ظلا صامتان العين للعين كما لو أنه تم ابتلاعهما في ثقب أسود من ماضٍ يرفض أن يعود...

كلاهما كانا ورثة إمبراطورية علمتهما أن يرتديا أقنعة دوما لدرجة نسيا وجوههما الحقيقية...نسيا اقتلاع الكذب من أعينهما و اقتلاع البرود من قلوبهما...لهذا لا أحد استطاع أن يعرف ما يفكرا به سواهما...

جاكاري من الجانب الآخر أعينه كانت تنتقل بينهما بنفس الطريقة المعتادة ...تماما كما قبل سنوات...كان هو الحلقة الوسطى بين قوتين مثلهما لهذا لم يصعب عليه تحليل ما يحدث كثيرا...

إليزا كانت واقفة دون حراك في ملامحها لكن طريقتها في غلق قبضتها و فتحها عدة مرات كانت تفضح حقيقة أن أنفاسها لم تكن منتظمة كما تحاول أن تجعلها هي تبدو...

دومينيكو كان فكه منقبضا رغم الخواء في سوداويتاه و مثلها هي كان هو كذلك له طريقته التي فضحته و هي حين مرر أنامله على وشم النسر في رقبته يذكر نفسه ألا يستسلم دون أن يبعد أعينه عنها كأنه يخشى أن يرمش فتختفي من حياته...مجددا...

شهد جاكاري الكثير من الأمور في حياته ...السيئة منها و الجيدة و عاش مع الورثة كفاية ليعرف بعض الأسرار عنهما و يتحسس المشاعر في الجو حين يجتمعا...

لذا الآن هو يكاد يقسم أنه يشتم رائحة الألم في القاعة ...حتى أنه السبب في أن الجميع جالس مكانه بغير راحة...الألم كان خانقا في الجو و قرر هو قطعه ...

لذا اعتدل في وقفته يبتعد من مكانه يأخذ خطوات غير مسموعة يقترب من إليزا و لحركة كتلك حاول فاستر أن يتقدم لحماية الدونة يقف خلفها لكن نظرة جادة من جاكاري أوقفته مكانه بينما هو تابع طريقه للمرأة التي أتوا من أجلها لبلد نسيهم لكنهم لم ينسوه...

لم تنظر له إليزا حتى وقف أمامها مباشرة و قطع عليها مستوى تحديقها بالدون فرمشت فجأة كأن دلو ماء جامد وقع على رأسها يفيقها من نوم عميق أو من ثمالة مدمنة..

 حينها فقط أدركت الوضع و كيف كانت ردة فعلها فأجبرت أعينها الداكنة الباردة لتنتقل لخاصة جاكاري الذي حدق بها بهدوء و بينها بينه نصف متر فقط من المسافة...

و بالنسبة لإليزا كان هذا الشيء الوحيد الذي ستستطيع تشتيت نفسها به و تجبر نفسها ألا تنظر...ألا تنظر ...ألا تنظر...

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن