_ هل بإمكانك مسامحة عدوك ؟..
_ الرب سيسامحه...مهمتي ترتيب لقائهما..
.............................................................راقبت كارا بأعينها الزجاجية كيف أنه و في اللحظة التي دخل فيها الدون لقاعة الطعام قام الحراس بتحيته و هم ينحنون سريعا بوقفة متشددة كأن وجوده حولهم يرعبهم رغم أنه كان يسير بصمت تام حتى من على الطاولة التفتوا له جميعا دفعة واحدة عدا الدونة...
إليزا التي اشتدت قبضتها على كأس النبيذ حتى و هي تتجنب النظر له و كانت مشغولة بالحديث على الهاتف ...أو التمثيل بذلك لأنها تكاد تقسم أن حواسها كانت تركز مع كل خطوة اتخذها هو أقرب للطاولة...
باهتمام نقلت هي أعينها الزرقاء و رأت كيف أن أعين الدون حالكة السوداء ألقت نظرة سريعة على إليزا قبل أن يخفض رموشه لأصابعه الموشومة التي سحبت مقعده و الذي كان يقابل خاصتها مباشرة ثم جلس يجعل القاعة بأكملها تبدو صغيرة من وجوده و بنية جسده...
لا تعلم إن كان الأمر تخاطرا أم صدفة أن كلاهما يرتديان الأسود بشكل مشابه لكنها لاحظت ذلك باستغراب خصوصا و أنهما لم يتقابلا منذ الصباح كما لو كانا يتجنبان الخروج من غرفهما حتى يحين وقت العشاء مع ذلك يبدوان كمن لا يحتاجان رؤية بعض ليفعلا نفس الأمور.....
هي لم تلتق الدون قبلا و لا تعرف إن كان يملك نفس عادة إليزا وهي استخدام الثياب في التعبير...الأسود للتحذير...الحرير للغضب و الصليب للتحكم بالأعصاب...
لهذا الدونة كانت ترتدي فستانا حريريا أسود قصير جدا يظهر سيقانها الطويلة العارية و ضيق بالكامل على جسدها بحمالات ناعمة على الكتفين تظهر الكثير من عظام ترقوتها و أعلى نهديها ...كما كانت ترتدي قلادة صليب فضية ضيقة ملتفة حول عنقها و هو أمر ناعم مناقض لحقيقة أنها تضع فوق جفنيها لونا دخانيا أسود و أشد ظلمة من نظرتها التي كانت تركزها على حركة أصابعها الطويلة على الكأس...
و الدون على الطرف المقابل كان مثلها...قميص أسود حريري يفتح أزراره العلوية ليس ليظهر قلادة صليب بل ليظهر وشم الصليب منتصف صدره وسط بقية الوشوم و كان يترك شعره الأسود الطويل المبلل دون رباط يجعل خصلات تقطع جبينه نحو أعينه التي راقب بها كل شيء حوله كالنسر الذي يحمل وشمه على رقبته...
كل شيء كان يحدث كان بالنسبة لكارا مهما جدا...هي تعلم بأمور عديدة لكن هناك فرق بين السماع عنها و رؤيتها و تحسسها...و رغم أن الدون و الدُونة يحملان رمزا كالصليب المقدس على أجسادهما لكنها من مكانها تشتم رائحة شيء محرم بينهما يلتف يخنقهما و هما يحاولان بعجز كسره بألا ينظرا لبعض...
لم يكن الدين هو ما سينظف الإثم الذي يحدث و المشاعر التي التهبت...كانا سيغرقان في الخطيئة التي وقعا فيها لأنها لعنة هذه الإمبراطورية...
أنت تقرأ
لادُونَا
Romanceإليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمرين.. ثم فجأة في صبيحة صيف إيطالي حار ظهر على عتبة منزلهم شخص كانت قد دفنته مع ماضيها أسفل حديقة ورود...