إن كنتِ تعرفين رجلا يحبك أكثر مني
دليني عليه..لأهنئه و أقتله بعد ذلك
...................................................................................................................................................
لما كنتُ مختفي لأيام ؟ و لما تملك هاتفا إن كنتَ لا ترد عليه ؟..."
صوت إليزا كان هادئا وهي تمسك الهاتف بيد بينما بالأخرى تمسح على رأس حصانها بعد إنتهاء جولتها الصباحية و أتاها الرد حين سمعت صوت ضحكة خافتة ببحة على الطرف الآخر ثم وصلها صوته يجيب :
" أنا في الأستوديو منذ أسبوع.."
أجابها كأن هذا يشرح كل شيء و الحقيقة أنه فعل لهدا مررت إليزا الحصان للعامل تغادر بينما تمسح على جبينها وبوضوح كانت تستطيع تخيله و تخيل ما يفعله الآن..
آيزاك كان إبن عراب المافيا..قاتل يزور الكنيسة أكثر منها و مخادع كالثعالب..لكن وفق تعريفه هو لقد كان رساما ..فنان بهوس غير طبيعي بفنه...كل مختل هنا يملك شيئا يبقيه متوازنا..هي إدمانها على الكحول وهو على موهبته...حين تأتيه نوبات الرسم أحيانا كانت تشعر أنه فقد صوابه لأنه حرفيا لا يغادر الأستوديو إن لم يجسد كامل إلهامه و ذلك يستغرق ساعات أحيانا أو أياما...
لهذا لم تناقشه أكثر في الأمر وفكرت فيما يجب أن تخبره به حيال ما حدث في الأيام التي كان يطفأ فيها هاتفه منقطعا عن العالم..من الموسيقى الخافتة التي كانت تسمعها من الطرف الآخر هو في مزاج جيد دون شك وهو دليل أنه أنهى رسمه و أخيرا لهذا يضع أغنية هادئة ساحلية كتلك..هو يستمتع بالنظر للوحاته منتهية و أخيرا..
لا يعلم أنهم عادوا لإيطاليا و لا أنه سيلتقيهم في السباقات...لذا قررت فتح الموضوع من باب آخر و سألته :
" هل تحدثت مع عرابي؟..."
" لما تخربين مزاجي ؟ إنه صباح صيفي جميل و أنتِ تتحدثين عن مجاري أوروبا.."
بالكاد تماسكت إليزا كي لا تقلب أعينها عليه لأنها تشعر أحيانا أنها أكبر من أن تشهد على هذه الكراهية بين الأب و إبنه ..
" أسأل لأعرف إن كنتَ قادما للرحلة ..."
" قرأت رسالة كارا ...لن أحضر لجولة اليخت لكن سأكون هناك قبل ليلة من السباق ..لدي أعمال أتكفل بها..."
" أعمال ؟..."
" عرابك كلفني بأعمال مملة..سأزور بولونيا و تورينو ثم أتحدث مع الكاردينال الذي سيبارك الأحصنة.."
كان لقب العراب ليس مجرد لقب لرجل يعتبر الأب الروحي لورثة العالم الأزرق...بل هي رتبة فريدة لا يوجد مثلها في عالمهم ..العراب كان الأب الروحي للجميع و أمين ممتلكاتهم...هنا حين يود مجرم أو مجرمة إتخاذ قرار صعب أو إستثمار كبير في المال يتصلون بالعراب لينصحهم ...إن أراد أحد أن يشرف له شخص على ماله أو ممتلكاته كان العراب..كان أشبه بوكيل لكل العوائل مما يمنحه سلطة كبيرة و معرفة كبيرة بأسرار الجميع و نقاط ضعفهم..
أنت تقرأ
لادُونَا
Romanceإليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمرين.. ثم فجأة في صبيحة صيف إيطالي حار ظهر على عتبة منزلهم شخص كانت قد دفنته مع ماضيها أسفل حديقة ورود...