Part 03: موت آخر لقاء

102K 5.5K 4.1K
                                    


أسرع طريقة لقلب الرجل
هي إدخال الخنجر بين الضلع الرابع و الخامس


.............................................................................................................................................


ابتعدت كارا و أخيرا عن قبضة جاكاري  تخرج من شرودها الأحمق به و تضع العلكة أسفل لسانها كي تتوقف عن مضغها و فرقعتها تتسبب في إحراج نفسها أكثر من هذا...

من سيمضع علكة أمام شخص مثله غير بلهاء مثلها؟....و رجاء فليخبرها أحد بحق الرب لما من كل ثيابها الجميلة قررت اليوم أن تتنكر كمتسولة إيطالية...؟..

لأنه و كما ترون شخص ما قرر تنصيبها ملكة المواقف المحرجة و هي لا ترى لهذا علاج قريب...

لكن و بينما هي أفكارها كانت هكذا كان جاكاري لا يشعر بالرضى كليا عن حركتها  .لم يحب هذا بتاتا...لم يحب شعور أنها ليست بين يديه و أنها شعرت بالحاجة لتبتعد و تتعامل معه برسمية ...

لكنه لم يظهر ذلك في ملامحه الهادئة و لم يزل إبتسامته عن وجهه بل هناك متعة ظهرت في أعينه حين وجدها ترتدي قناع الجدية و الرسمية تمد يدها تخبره :

" سيد جاكاري غروفر ...سررت بلقاءك و أخيرا...أعذرني على تفاجئي قبل قليل...لم أسمع بخبر قدومك مع ذلك أهلا بك في إيطاليا.."

طريقة نطقها لإسمه بإيطالية مرسخة في لسانها أكثر منه هو الذي بدأ يفقد لكنته جعل قلبه ينبض بقوة دون أن يرمش  بعيدا عنها و دون أن تغيب عليه الإنقباضة في فكها حين نطقت آخر عبارة...كأنها ستعاقب شخصا ما بسبب جهلها لقدوم شخص مثله لأراضيهم..و هو ما سيتحتم عليه شرحه لها بعد قليل...

لكن أولا عليه أن يحرص على إزالة الجدية من وجهها الجميل لهذا وجد نفسه يمد يده يصافحها أطول من المعتاد يشعر بالحياة تدب في كل خلية داخله فقط عند لمسها بينما هو يخبرها بنظرة مختلفة في أعينه:

" الشعور متبادل...لطالما أردت أن ألتقي بالمرأة التي أنجحت سبعين بالمئة من تجارة السلاح في شمال آسيا لوحدها...أود القول أنني منبهر...مما سمعته و مما أراه الآن..."

اعترافه و مدحه لأكثر شيء تحبه فاجئها و رمشت بغير توقع تراقب أعينه الرمادية تمر على كل إنش منها كما لو أنه يرسخ ملامحها في ذهنه و في نفس الوقت يرسخ كلماته في جلدها وكل إنش منها...

و دفع ذلك جديتها للتطاير فورا و ما زاد الأمر صدمة أنه  انحنى و وضع قبلة على يدها بطريقة جعلتها تحبس أنفاسها و هي تراقب سقوط خصلاته على جبينه أثناء ذلك...

ألا يعلم أنها منصدمة وداخلها تكاد تنصهر فقط لأنها رأته أمامها و لأنه أفضل بكثير مما توقعت و مما رأته في الصور..؟...منصهرة كلمة قليلة...هي تشعر أنها تحولت لبخار وصارت تجري فوق المجاري في هذا الزقاق ..و فوق كل ذلك يقبل يدها؟....

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن