Part 18 : سلة عدم اللمس

95.2K 5.7K 5.9K
                                    


لا يوجد في العالم من هو المخطئُ دائماً

حتى الساعة المتوقفة تكون على حقٍّ مرتين في اليوم

........................................................................................................................................

تنهد ماريانو لما رأى العاملة تسكب القليل من الشامبانيا في كأس إليزا بينما بيلادونا منحت أخاها نظرة باردة كما لو تأمره أن يصمت ولا يظهر ردة فعل من الأمر..وفورا رأته يهز رأسه يعيد أعينه للهاتف يراسل أيا كان من يراسله و ضفائر شعره تسقط على وجنتيه ..

منعته قبلا من التحدث عن الأمر أو التلميح له حتى..موضوع مرضها و أوامر الطبيب يجب أن تظل سرا لأنه ليس الوقت الملائم بتاتا..

الآن كانت تركز مع ما أمامها..العمل..

كانت تجلس في طاولة نُصبت على العشب في ملعب الغولف لكنها لا تلعب الغولف ..كله واجهة فقط..

هي .. والدها .. ورازي وماريانو كانوا يجلسون في طاولة تضم والد ماركو و السفير اليوناني الذي تجلس جانبه زوجته التي تصغره بعشرين سنة و وحدها من كانت ترتدي ثيابا لا تليق بالنادي..

كان إسمها أنيتا وهي أكبر من إليزا بسنة لكنها أقل من زوجها بحوالي 19 سنة مما جعل جلوسها جانبه غريبا لكن ليس لافتا للنظر أكثر من فستانها الرمادي الضيق و أحمر شفاهها الغامق ..مظهر يناقض ما حولها بحيث كل من في الطاولة يرتدون ثيابا خاصة بالغولف أو عادية..

ماركو كان يلعب الغولف مع كارا و جاكاري و العراب آرمان ..أربعتهم فقط من نزلوا للعب حقا بينما إليزا ظلت تجلس في كرسي لوحدها ملامحها خاوية كليا و تسمع بتركيز لوالدها مقابلها يتحدث مع والد ماركو بهمس كما لو يحرصان ألا يسمعهما أحد..

والحقيقة كانت أن والدها يراعي والد ماركو و يحدثه بطريقة غير رسمية من أجلها كونها على علاقة مع ماركو في اعتقاده هو يحادث والد صهره المستقبلي أو يأمل ذلك..بينما هي لا ترى والد ماركو سوى شخصا تقوم بالعمل معه و هو ايضا لهذا لم يفتح موضوع مواعدتها لابنه بتاتا و لا أي ارتباط بين العائلتين ..حتى أنه السبب في كونه دعاهم لملعب الغولف و ليس لمكان آخر كأنه يبرر للناس أن علاقته مع عائلة الغارفاني ليست عائلية..

من المضحك كيف أن السياسيين يستغلون العوائل الإجرامية من أجل المال لكن يرفضون الظهور معهم أمام الأعين للحفاظ على سمعتهم...

الفاكهة الفاسدة فاسدة على اية حال..لا داعي كي يلفها المرء في ورق جميل لتحسين جودتها..

نقلت إليزا أعينها الداكنة من الحديث في الطاولة لزوجة السفير مجددا..إمرأة جميلة لا تشك ولو للحظة أن زواجها من السفير كان زواج مصلحة..شيء في خاتمها الألماسي الكبير جدا و كيف أنها تشعر بالملل من سماع نقاش العمل و تحمل كأس الشامبانيا تشرب منه كأنه مثير للاهتمام أكثر من زوجها الذي يضع يده على الكرسي خاصتها من الخلف ..

لادُونَاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن