كل الأشياء تحترق بالحرارة
إلا المشاعر..تحترق بالبرودة
..................................................................حتى في هذا الظلام كانت أعينه السوداء أحلك مما حوله و أقتم من لون فستانها الذي ارتدته بحرقة كما لو أنها تحضر جنازة لشيء بينهما...
لم تكن قادرة على رؤية ملامحه لكنه كان يفعل...ينظر لها و للظلال في بيت الورود تنعكس من الزجاج على جسدها بينما في الحقيقة تنعكس على قلبه...
و ثبات أنفاسه مزيف كزيف ثباتها هي حين يرى كيف تضغط على قبضتها كأنها تضغط على شيء داخلها...أما كلماتها فلم تكن تهديدا حقا لشخص مثله أكثر من كونها ألما...
أخبرها أنه سينسحب من الإمبراطورية فأخبرته أن مقابل ذلك أن تمحو تاريخ عائلته.. ليس قتلا و إنما تمحو سجلاتهم و وجودهم فيبدو الأمر تاريخيا كأن من حكم في عالم الحجر الأزرق هم الغارفاني فقط...و من أسس الإمبراطورية هم الغارفاني فقط ..تود محو وجود والده...أخيه..و وجوده هو من ماضيها...
شيء مقيت جعل عضلاته منقبضة و دمه حارا يبعد وجهه للجانب يرفض النظر لها يخفي شيئا عنها حتى مع علمه أنها لا تراه..
كان يلعب لعبة سيد البحار و كانت هي قرصان البحار تضع عريضة و تفتك الضريبة...لا أحد فيهما يخفض السلاح حتى في لعبة ورق على طاولة بألواح .. ما وضعاه توا كان ورقا دون قلوب...بل ورقا بِحرق و ورود...
هل هو مستعد لدفع الثمن ؟.. مستعد لمحو كل شيء..؟ لحرقٍ و احتراقٍ ؟...
الكثيرون يدعون أنهم قادرين على صنع تاريخ من أجل إمرأة واحدة ..الكثيرون يدعون أنهم مستعدين للموت من أجل إمرأة واحدة...بينما في الحقيقة الموت سهل جدا..ما هو أصعب كان الحياة...لذا ها هو هنا مستعد حرفيا لمحو تاريخه من أجل إمرأة واحدة و لعيش حياته من أجل إمرأة واحدة ...لقد بدأ الأمر لها و سينهيه لها كذلك...
لكن نبرته الهادئة الخاوية من المشاعر و هو يخبرها كانت تناقض حقيقة ما بداخله حين قال :
" لا زلتُ ثابتا على القرار....إليزا..."
لم يستطع منع نفسه من إضافة إسمها في الأخير تماما كما فعلت مع خاصته و لاحظ ردة فعل من جسدها...شيء جعله يتذكر كيف كان الأمر قبلا...
أسمائهما اعتاد الكثيرون ذكرها سويا...دومينيكو و إليزا فعلا هذا..دومينيكو و إليزا قالا هذا...دومينيكو ذهب مع إليزا...إليزا تنام عند دومينيكو ...دومينيكو ضرب من أجل إليزا...إليزا علمها دومينيكو ...دوما كانا سويا و دوما ينطقون إسمهما سويا...
أما الآن فهناك دومينيكو ثم مترين مسافة أرضية و قرنين مسافة روحية....ثم هناك إليزا...و الشرخ في الفاصل بين أسمائهما كان أكبر من أن تتحمله هذه الغرفة و أكبر من أن يتحملاه كلاهما...
أنت تقرأ
لادُونَا
Romansaإليزا غارفاني كانت كل سنة تفوز بلقبين..الإيطالية المفضلة في مواقع التواصل الإجتماعي و كأس سباقات الأحصنة.. لهذا إهتمامها في الحياة كان لا يتعدى الأمرين.. ثم فجأة في صبيحة صيف إيطالي حار ظهر على عتبة منزلهم شخص كانت قد دفنته مع ماضيها أسفل حديقة ورود...