همهمات منتصف الليل

255 27 11
                                    

كل منا له طقوس معينة أثناء المذاكرة

فمنا من يفضل الاستماع للموسيقى أثناء المذاكرة ولا يمكنه التركيز دون وجود الموسيقى

وهناك من يذاكر وهو يسير ذهابا وايابا ولا يمكنه المذاكرة وهو جالس

ويوجد من يفضل المذاكرة صباحا بعد أن يؤدي صلاة الفجر

وغيره لا يستطيع المذاكرة دون القهوة

اما انا فأنا من اؤلئك الأشخاص الذين لا يستطيعون المذاكرة سوى في منتصف الليل ،لأشعر بالهدوء ،ولكي لا يغلبني النعاس اقوم بتحضير دلواً من المياه المثلجة والتي اضع بها  أيضا قطع ثلج ، ليس لأشربها وانما لألقيها على رأسي حينما اشعر بالنعاس فتتفاعل المياه مع برودة الشتاء مما يجعلني مستيقظة

وفي أحد ليالي الامتحان وانا اذاكر بنفس الطقوس السابقة شعرت بجفوني تتثاقل فمددت يدي تجاه دلو المياه فوجدت أن مائه أفرغت بالفعل

فذهبت قاصدة للمطبخ لاعيد ملئه واثناء عودتي من المطبخ سرت بالممر الذي يصل بين المطبخ والمرحاض والصالة واثناء سيري شعرت بأحد يتنفس جواري التفت لم اجد احد تجاهلت ماحدث وذهبت جلست مكاني مرة أخري

واثناء ما كنت اُسمع ما حفظته وانا اغلق الكتاب نظرت الى الأرض لأزيد من تركيزي وأتذكر دون أن أرى الكلام ولكنى لاحظت الشبشب يتحرك وكأن هناك من يرتديه وعندما فزعت شعرت وكأن أحدهم يتنفس جواري بنفس دافئ  ولكن هذه المرة صاحبها همسات لم افهمها أو لاني كنت خائفة لم استمع لها جيدا

فكان رد فعلي ليس سوى اني ركضت وانا اقفز من مكاني لاقتحم غرفة امي لانام بحضنها 

حدث هذا الموقف معي مرتان ومنذ حينها وانا قررت الا اذاكر في منتصف الليل مجددا ؛ ولاني اعتدت على المذاكرة بتلك الطقوس أصبحت بالكاد اذاكر

ولازال الموقف يتكرر معي حتى الان

حدث بالفعل "قصص حقيقية"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن