جنية النهر

275 19 4
                                    

مرحباً بك عزيزي القارئ ، اظنك بخير مادمت تقرأ معي حتى الان

اعتقد انك اصبحت تألفنى قليلا لذا سأعتبرك صديقي

وبما اننا اصدقاء سأروي لك الان عن احد القصص الغريبة التى حدثت في قريتنا ، فأنا اقطن في احدى الاحياء الشعبية والتى يمر بها نهر النيل ، ومن المعروف انه هناك العديد من الاحاكي والاقاويل التي تتداول بين الناس في المناطق والقرى الشعبية ؛ قد يكون بعضها لأجل التسلية او التحذير او خلق اسطورة تبهر الاطفال او تخيفهم ..

فهل سمعت من قبل عن جنية الماء ..

لمن لم يسمع عنها يقال انها جنية تعيش في الماء الراكضة مثل الترع والمستنقعات

طيب للي سمعو عنها عمرك قابلتها ؟

زي ما اتفقت معاك من البداية انى هنقلك قصص حصلت فعلا فانا هحكيلك قصة صغيرة حصلت في بلدتنا ، وما سأحكيه هو موقف انقله لك من على لسان من حدث له هذا الموقف

كان شخصا اعرفه يعمل في مهنة الصيد حينما كان شاباً حديث الزواج

وبطبيعة الحال في قريتنا يفضل الصيادون الصيد في المساء حتى الفجر

عندما سألت لما يفضلون ذلك الوقت اجابني احدهم لان في ذلك الوقت يكون الجو هادئا بينما اجابنى آخر بان الاسماك تتواجد في الماء بشكل اكثر في هذا الوقت بينما رد علي اخر بمزاح لانهم يخافون من الحسد حيث ان صيد السمك رزقا وعندما يرونه الناس لا يسمون بالله ابدا بل ينظرون للاسماك ويحسدون رزقنا واجابني اخر بأنهم يتسلون في هذا الوقت وخاصة ان الطقس في الصباح يكون حارا جديدا فالشمس حارقة مما يضطرهم للانتظار حتى المساء ...

تلك كانت بعض اجاباتهم ، والتى اتفق معهم بها فأنا من تلك الشخصيات التى تفضل القيام بعملها في جنح الليل

المهم ، قال لي ذلك الشخص انه في احد الايام بعد ان انهى عمله واكتفى برزقه لملم ادواته وحينما كان يهم بالرحيل بعد سيره بضع خطوات بجانب شاطئ النهر سمع نحيب احدى الفتيات نظر حوله فلم يجد شيئا ، وبعد سيره بضع خطوات اخرى ازداد صوت نحيب الفتاة ووضح صوت بكائها ولك تلك المرة حينما التفت يمينا رأى فتاة شابة شعرها يصل الى خصرها واكثر تجلس في وضعية القرفصاء عند ضفة النهر وتبكى بحرقة ..

نداها ذاك الشاب ولكنها لم تنتبه له فاقترب منها ظنا منه ان احدا اعتدى عليها وهي لا تعلم ماذا تفعل ، خاصة اننا نعيش في قرية صغيرة وفي منتصف الليل فما الذي سيأتي بفتاة هنا في هذا الوقت الا اذا كان حدث لها سوءً

كان هذا ما جال بخاطر الشاب ولكنه عندما بدأ في الاقتراب منها بدات تلك الفتاة تهم بالرحيل ولكن باتجاه الماء فاصبح الشاب يركض خلفا وهو يصرخ بها مناديا عليها

لكن تلك الفتاة لم تجيبه ابدا واكتفت بالالتفات له
فوجد نفسه يتبعها داخل الماء دون وعي منه ، حتى رأه احد زملاءه في الصيد

فيقول ان صديقه قال له انه كان يناديه ولكنه كان كالمغيب عن الوعي تماما ويكمل طريقه داخل النهر حتى وصل الماء لنصف قدمه ، فلم يجد زميله بدا الا انه قام بنزول الماء خلفه وسحبه من ملابسه حتى وصلو للشط

وعندما وصلو للشط بدأ الشاب يصرخ بزميله وهو يقول ستنتحر ستنتحر يجب ان انقذها

ظل يصرخ حتى صفعه زميله كي يهدأ وهو يسأله من التى ستنتحر اشار الشاب الى الماء وهو يقول تلك الفتاة هناك

ولكنه صعق حين قال له زميله بأنه لا يوجد احد

فعاود الشاب النظر للماء مرة اخرى فوجد شعر الفتاة يتطاير للاعلى وملامحها تتبدل من فتاة شابة لامرأة عجوز تبتسم له وهي تهبط منتصف الماء

سحب الشاب يد زميله وركضوا حتى وصلو منتصف القرية ، وعندما قامو بقص ما رأوه لكبار مشايخ القرية قيل لهم الاتي ...

ليس هناك ما يدعو للخوف فهي ليست سوى جنية هي حتى لا تخرج في النهار هي فقط تظهر في ما بين مغيب الشمس وطلوع الفجر ،و لا تظهر الا للشباب فستجدون ان معظم الصيادون الشباب الذين يعملون ليلا قد رؤوها مثلكم فلا تقلقو وتغلقو ابواب رزقكم فهي لن تؤذيكم مادمتم تتجاهلونها ، لذا فمهما ترونها باي شكل من اشكالها لا تعيروها الاهتمام فقط تجاهلوها واكملوا طريقكم ..

كان هذا هو كل ما سمعته من لسان ذلك الشاب والذي ليس هناك داعي لذكر اسمه بعد ان ترك مهنة الصيد تماما ويعمل الان بائع عطارة معروف بقريتنا

حدث بالفعل "قصص حقيقية"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن