الجزء 01

8.5K 70 3
                                    


مررت الكحل على عينها كخطوة أخيرة ،

و ابتسمت في المراية ، كانت ابتسامتها بريئة و جميلة ، شفايفها ممتلئة و اسنانها مرتصة بشكل جميل ، بشرتها ناعمة وسمرتها صافية ، شعرها أسود طويل ، وعيونها واسعة ورموشها كثيفة ..

ألقت نظرة اخيرة وقالت:

-الحمدلله اخيرا انتهيت ..

شالت موبايلها وعاينت للساعة

كانت الساعة 12 ظهر ..

طلعت بسرعة عشان تلحق المقابلة ..

مرت على امها في الصالة وطبعت بوسة على راسها :

-أدعي لي يا أمي اتوفق في الموضوع ده

-ربنا يسهلها عليك يابنتي ما تتاخري وخلي بالك من نفسك

طلعت (سلمى) وجواها امل كبير انها تتقبل في الوظيفة ، لازم تتقبل عشان تساعد امها المريضة بالكانسر ، و اختها الصغيرة (سمر) ، من يوم اتوفى ابوهم وبقو وحيدين وظروفهم اصعب من صعبة .. اضطرت سلمى انها تفتش شغل جانبي مع الجامعة (كانت في اخر سنة) ، وما كانت لاقية وظيفة لحدي ما بي واسطة معارف صحبتها (رنا) ، عرفت انو في اسرة غنية محتاجة استاذة خاصة لبنتهم في البيت ، ولانها كانت شاطرة جدا في اللغة العربية شافت انها فرصة مناسبة شديد ..

و اخيرا وصلت ..

#بحري #كافوري

فيلا فخمة جداا شبه اسطورية ، سألت البواب :

-لو سمحت ، مش دي فيلا استاذ حسن يوسف؟

-ايوة

-انا سلمى استاذة بنتهم الجديدة وعندي مواعيد معاهم الليلة ..

-ايوا صح كلموني اتفضلي ادخلي

دخلت سلمى ومرت من الحديقة الفخمة ، منظر جميل جدا ، خضرة جذابة مزينة بالورود .. قالت في نفسها بمرح :

ماشاءالله ، لو عندي حديقة زي دي كنت كل يوم ح افطر فيها واتغدى واتعشى واعيش حياتي كلها فيها حتى سريري بختو وانوم فيها وابتسمت مع نفسها ..

ووصلت عند الباب الداخلي للفيلا ضربت الجرس فتحت ليها الشغالة ووصلتها عند غرفة استقبال الضيوف .. وبقت منتظرة مدام (انتصار) زوجة استاذ حسن ..

وقفت تتفرج في ديكور المكان الجميل وفجأة دخلت عليها مدام انتصار ، حست بالإحراج الشديد وابتسمت ليها ب ربكة

مدام انتصار عاينت ليها من فوق ل تحت وقعدت في الكرسي القصادها مباشرة :

-السلام عليكم

-وعليكم السلام ، انا سلمى

-ايوة عرفت ، عاينت للساعة في يدها وواصلت : مواعيدك مظبوطة .. يلا اسمعيني

انا عرفت انك بتقري علم نفس في السنة الرابعة ليك وتخريجك بعد كم شهر ،

وانا بنتي بتمر ب ازمة نفسية الفترة دي وزي ماعارفة انها ممتحنة شهادة ، ف لمن والدة رنا صحبتك كلمتني بظروفك وافقت اني اشغلك معانا .. يعني حتساعديها في العربي لكن ده ما هدفك الاساسي هنا ، الهدف انك باختصار حتكوني الأخصائية النفسية لبنتي وتحاولي تخففي من نفسياتها ، لكن من غير ما تحسسيها ب اي حاجة ، وحتقولي ليها انك الاستاذة الجديدة .. وقالو لي انك متفوقة في العربي ، طبعا هي العربي بتاعها ضعيف لانو كنا في لندن وجينا قبل سنتين ل ظروف معينة .. وحبت انها تمتحن شهادة سودانية ..

فهمتي كلامي ده ؟!

مدام انتصار قالت كلامها كلو ورا بعض زي الحافظاو وبتسمع من غير اي ابتسامة او تعبير ، وده خلى سلمى تحس بالرهبة ف قالت ب ارتباك واضح :

-فهمت

بلعت ريقها و حااولت تبتسم بالغصب (ف طلعت الابتسامة مصطنعة وقصيرة)

-ح نبدا من بكرة وحيكون عندك تلاته حصص في الاسبوع لمدة تلاته ساعات ، بكرة تعالي في نفس مواعيد الليلة عشان نحدد الايام ، حاولي تتقربي منها وتصاحبيها ، ده شغلك طبعا ما ماحوريك ليو انا ،

وطبعا لانك حتشتغلي معانا شغلتين (اخصائية نفسية واستاذة عربي) عشان كده ح اديك 3مليون في الشهر ، و لو حسيت ب تطور في نفسياتها وتحسن ح اديك مكافئات وحوافز .. اتفقنا ؟

-اتفقنا

اتلفتت انتصار ناحية الباب ونادت الشغالة : سعااد تعالي ..

رجعت ل سلمى :

-سعاد حتوديك ل غرفتها ، يلا انا طالعة عندي مواعيد..

طلعت انتصار ودخلت سعاد وقالت ل سلمى ب شمشرة وصوت واطي :

اها لقيتيها كيف يختي ؟ رااافعة نخرتها مش؟

سلمى ب ضحك :

-خوفتني شديد

-تعالي تعالي ارح شوفي كمان بنتها دي براها بلوة تانية ..

فتحت سعاد الباب وطلعت السلم وقفت سلمى ثواني تصلح طرحتها وهي جوه الاوضة وطلعت من الباب بسرعة عشان تلحق سعاد وفجاة لقت روحها خابطة واحد طويل عريض عضلاتو كبيرة ، اتخلعت سلمى و بعدت خطوتين ورا بسرعة ورفعت راسها لقت شاب قمحي طويل انفه قائم وحواجبو كثيفة ودقنو غزير ، لابس تيشرت اسود وبرمودة بيجي وجزمة سبورت وشايل شنطة ضهر صغيرة ، قال ليها بغرور :

-ما بتشوفي انتي ؟

ردت ب غيظ :

-انا اسفة كنت مستعجلة وما شفتك ، وانت ما بتشوف!!؟

عاين ليها من غير ما يرد ودخل غرفة الضيوف وطلعت هي لحقت سعاد ،

كانت سعاد واقفة في السلم بتتفرج في منظر الطقشة وكاتمة الضحكة ، قالت ليها بفمزة وضحك:

-اتلفتت اشوفك وراي لقيتك مافيشة ، اعاين القاك حاضنة الولد

-يابت انتي مجنونة؟ انا اتخلعت فجاة لقيتو في وشي

-لكن سجمك كيف تقولي ليو مابتشوف انتي ماعارفة ده منو ؟

-منو يعني ؟

-ده فارس حسن يوسف ، المكسر بنات السودان كلهممم منهم انا ،

لكزتها ب كتفها وواصلت ك

لامها ب غمزة : عليك الله ما كسرك ؟

يتبع.....

حبك جنةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن