دخلت ياسمين وعيونها على البيت بتعاين وتتفحص بإمعان ، قال ليها فارس :
-اها رايك شنو في البيت ؟!
اتقدمت خطوتين من غير ما ترد و هي مستمرة بتعاين في البيت وبتتلفت يمين وشمال ، وفجأة انتبهت ل وجود سلمى الواقفة تعاين ليهم من ورا باب المطبخ ، ف رفعت ياسمين يدها تحييها من بعيد ب يدها ببرود و قالت بدلع:
-هاااي ..
ورجعت بعيونها تتفرج على باقي البيت ، من غير ما تنتظر من سلمى رد التحية اصلا ..
لكن سلمى ردت بكل ملامح البؤس الفي الدنيا :
-اهليين
اتقدم فارس ناحية سلمى وسلم عليها :
-كيفك يا سلمى وكيف جوري
ردت وهي متنحة وما مستوعبة هي بتقول في شنو اصلا :
-الحمدلله
قال ليها وهو بيأشر على ياسمين :
-دي ياسمين يا سلمى
اكتفت سلمى ب انها تهز راسها بطريقة رأسية وحولت نظرها ل ياسمين ، ومشى فارس ناحية ياسمين
وغمز ل ياسمين و قال ليها ب مداعبة :
-تعالي أفرجك في المطبخ ، طبعا اتعمدت انو اول حاجة أجهزها ليك تكون المطبخ عشان عارفكم جنكم مطابخ 😹
ضحكت ياسمين بدلع ومشت ورا فارس في اتجاه المطبخ ،
و جو داخلين المطبخ ومرو من جمب سلمى ، وسلمى كانت في في عالم تاني ، واقفة جامدة وكأنها اتخشبت ، عاينت ل ياسمين ولبسها و اناقتها اثناء ما هم مارين بي جمبها و رجعت عاينت ل نفسها ، كانت سلمى لابسة اسكيرت رمادي وتيشيرت أبيض في قمة البساطة و الردائة مقارنة ب ملابس ياسمين ، و اكتشفت انو كانت مجنونة اليوم الفكرت فيو انو ممكن تجمعها علاقة بفارس !
دخلو المطبخ جوا وبقت هي واقفة جمب الباب
قالت في نفسها -بعد ما إتأكدت انو ياسمين دي حبيبتو وانو البيت ده قاعد يبنيو ليها لمن يتزوجو- :
-اصلا ال زي فارس ده مستحيل يعاين ل واحدة زيي ! ده حتى هو ولا فكر يقدمني ليها ويقول ليها دي سلمى يا ياسمين ! للدرجة دي انا ما عندي أي قيمة عندك يافارس؟!
فجاة نزلت دموع سلمى غصب عنها وطلعت على غرفتها بسرعة قبل ما فارس يشوفها وتتفضح ، طلعت غرفتها وبقت تبكي بحرقة ، حتى الحاجة الوحيدة الحسستها انو ممكن الحياة تبقى حلوة طلعت مجرد وهم !
طلعت مذكرتها وبدت تكتب والدموع بتنقط على الورق :
-(انا بحبك يا فارس ،
اول مرة اعترف ل نفسي بالحاجة دي ، كنت دايما بهرب من نفسي لمن افكر في هل انا بحبك ولا لا !
الليلة اول مرة بقدر اقول اني بحبك .. ربنا يسعدك مع الاختارها قلبك ويوفقك ، وياريتني لو ما شفتك ولا عرفتك ولا حبيتك ! )
قفلت الدفتر وختت راسها عليو وبكت ، بكت كل الاحلام الاتخيلت انها ممكن تبقى حقيقة !
و فجأة رفعت راسها ومسحت دموعها ومشت على الدولاب ، فتحت الشنطة وختت هدومها كلها وقررت انها تاني يوم الصباح بدري لازم تطلع من البيت ده ، وتطلع من حياة فارس كلها ، لانها ما حتستحمل فكرة انها تشوفو قدامها مع واحدة تانية ..
رجعت تاني ل دفترها وقطعت منو ورقة وكتبت :
(فارس .. انا بشكرك كتير على كل حاجة عملتها معاي ، وشكرا لانك ساعدتني لمن ما كنت لاقية مكان اقعد فيو ودبرت لي وظيفة ،انا متأكدة انك عملت كده عشان تساعدني وبس ، انا الليلة ح اطلع من المزرعة لظروف طارئة ، وسامحني على الطريقة الطلعت بيها ، بس انا ما بحب الوداع ولحظات الوداع ..
جوري ابتدت تتحسن كتير وشبه انجزت المهمة الجيت عشانها ، والعمال قربو يخلصو التشطيب ، وممكن اي واحد من حراس المزرعة يشرف على العمال في الجزء الباقي ده ..
اشكر لي مدام انتصار كتير و سلم لي على جوري كتير ووصيها انها تخلي بالها من نفسها وتلتزم بوعدها لي انها ما حترجع للكانت فيو ، وقول ليها اني بحبها شديد ..
اخر حاجتين عايزة اقولهم ليك :
انو جوري ما كانت محتاجة اخصائية نفسية ، بس كانت محتاجة صديقة و زول يسمعها ويفهما ، ارجوكم حاولو تقربو منها اكتر وتفتحو ليها قلبكم ،
والحاجة التانية اني ما عايزة اي مرتب على الفترة القعدتها مع جوري ، لاني اعتبرتها صديقة ، ومافي زول بشيل قروش على ونستو مع صديقو ! وبشكرك على الجزء من المرتب الاديتني ليو على اشرافي على العمال ، بس المرتب كان كبير اكبر من وظيفتي ب كتير ، عشان كده انا شلت المناسب وخليت ليك الباقي في الظرف مع الورقة دي ..
شكرا على كل لحظة حلوة قضيتها معاكم ..
لن انساكم ما دمت حية )
طبقت الرسالة وختت معاها جزء من المبلغ الاداو ليها فارس ،
وبقت منتظرة تاني يوم على أحر من الجمر ..
يتبع...