٤

9.4K 838 516
                                    


"مرحباً بقدومك سيدي"

جيمين لم يكن مصدوماً، لكنه لم يعتد على هذه الابتسامة والنبرة اللطيفة من مين يونقي تحديداً.

مشى متجاهلاً تحديقات الفتيات به؛ فمن النادر رؤية شاب يأتي الى هنا!

جلس على احد الطاولات بمفرده بعد ان اخذ قائمة الطعام من يونقي.

هو لا يمانع ان يأتي هنا كل يوم فقط لمضايقة يونقي، لكن ما المانع من الاكل؟

"فطيرة توتورو؟ أهي لذيذة؟"

نطقَ حين جذبَ انتباهه احد الاطباق في القائمة

"نعم سيدي، معظم الزبائن الجدد يقومون بطلبها"

جيمين قام بطلبها، مما جعل يونقي يبتسم رغماً عنه ليعود ادراجه كي يحضرها.

ورغم انه فضل طرد جيمين من المقهى، الا انه تحدث بلطفٍ حين وضعَ الطبق على الطاولة

"نتمنى ان تَنال اعجابك"

وبهذا هو عاد لمكانه

جيمين لن ينكر، تلك الفطيرة ستكون احد الاسباب التي ستجعله يداوم على القدوم هنا، هو يكاد يلتهم اصابعه بعدها.

بخطواتٍ واثقة توجه نحو يونقي الذي حاولَ تجاهله

وجيمين لم يكتفِ بدفع الفاتورة، هو اتكأ على الطاولة متأملاً يونقي قليلاً. وكاد يتناسى واقعه لولا ان الهمسات في المقهى شدت انتباهه

"يا الهي! اتمنى لو يتواعدان"

وتلك الجملة جعلته يبتسم باستهزاءٍ قبل ان يتحدث بلطفٍ زائف بينما يُخرج هاتفه

"سأكون سعيداً لو تبادلنا الارقام"

ويونقي يعلمُ ان لا مفر من ذلك، لذا هو ببساطةٍ سحب هاتف جيمين ليسجل رقمه

تلك الهمسات لم تكن تزعجه بقدر نظرات جيمين المحيرة.

الاصغر كان حريصاً ان يلمس اصابع يونقي بينما يأخذ هاتفه.

هو غمزَ له قبل ان يغادر، جاعلاً الاكبر يجعد انفه باشمئزازٍ

تنهد بينما بصره موجهٌ للفراغ، ولم تكن دقائق حتى جائت احدى الزبائن لدفع الفاتورة

هو يكره كم ان جيمين يُعكر اجواء عمله


----

جيمين كان يدور بعشوائيةٍ داخل غرفته. مرت ساعةٌ بالفعل وهو يحاول ارسال ما كتبه ليونقي

اخذ نفساً عميقاً، ثم ضغط زر الارسال

-قم بفعل البحث الذي طلبه منا البروفيسور اليوم لي:) -

هو قهقه قبل ان يرمي هاتفه على سريره، ثم استلقى على ايمنه كي ينام.

وفي الجانب الاخر، حيث يونقي اخيراً انهى عمله لليوم.

تأكد من اقفال باب المقهى جيداً قبل ان يتمدد، ثم تنهيدةٌ خرجت من شفتاه حين  ادخل يده بجيبه بحثاً عن هاتفه

امسكه ليتصفحه بينما يسيرُ على الرصيف، وحينها بالكاد تمالك نفسه من رميه على الارض ودهسه.

سيكون عليه السهرُ لوقتٍ متأخرٍ لأجل تلك الحشرة

----

جيمين ينتظر هنا منذ عشر دقائق بالفعل والاخر لم يأتِ.

هو يكره الانتظار طويلاً لذا تمنى ان صبره لن يذهب هباءً

وكون الممر شبه مهجور، خطواتُ يونقي كانت الصدى الوحيد هناك

"ياللأسف لقد اتيت، كنتُ متشوقاً لنشر سرك الصغير"

"هل انتَ ربما مازوخي لهذا تريدني ان ابرحك ضربا؟"

هو سأل بابتسامةٍ ساخرة قصدَ بها استفزاز الاصغر الذي حاولَ جاهداً تجاهله

"اين البحث؟"

"ها هو"

كما هي عادة جيمين، هو اخذَ وقتاً لاستيعاب ان يونقي قد فعله حقاً.

هو ابداً لم يتوقع ان الامور ستحدث كما يرغب هو، وخصوصاً ان يونقي هو الذي نتحدث عنه

"فتى مطيع"

هو قالَ بتهكمٍ واضح حينَ مدَّ يده ليربت على رأس يونقي

وحينها فقط لاحظ انهما بنفس الطول.
لم تكن ثوانٍ قبل ان يبعده الاكبر بحنقٍ

"لا تلمسني بيدكَ القذرة كي لا اقطعها"

جيمين لم يجبه، هو استخدمَ جُلّ طاقتِه لدفع الاكبر على الحائط خلفه

ولم يقطع اتصال اعينهما لثانية.

اقترب منه بينما يهمس، وهو بنفسه كان مصدوما ان نبرة صوته كانت ثابتة وخوفه قطعاً لم يكن واضحاً

"ما رأيكَ ان تجعلَ عقلك يعمل لمرةٍ واحدة مين يونقي؟"

توقف قليلاً قبل ان يردف

"سأقوم بجعلكَ اضحوكةً وصدقني انا لا امزح"

---

انا امووتت خقيت ع جيمين 😭😭

في حالة ما تعرفون توتورو فهو ذا المخلوق اللطيف اللي صورته فوق 💛🌚

واسفة اليوم تأخرت :(

مَقهى مِيلوديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن