١٦

8.5K 813 391
                                    


يونقي اقتربَ بهدوءٍ من النائم، هو كان محتاراً بصدق ان كان عليه ايقاظه ام لا.

"استيقظ جيميني"

همسَ بهدوءٍ قربَ اذني جيمين الذي تحركَ قليلاً

"اللعنة، انا حتماً سأشعر بالذنب لايقاظك"

تمتمَ لنفسه قبل ان يتنهدَ بصعوبة. لمَ عليه ان يكونَ لطيفاً مع جيمين؟ لا شيء يدعو لذلك

حين اقنع نفسه بهذا، وضع كفه على كتف جيمين بهدوءٍ قبل ان يحركه بعنفٍ لعله يستيقظ

وها هو جيمين فتح اعينه مرعوباً
لم يجد الوقت لاستيعاب ما حوله، فالاكبر نطقَ فوراً

"اسف، تأخرتُ كثيراً صحيح؟"

"جيدٌ انكَ تعلم"

يونقي تنهدَ فحسب، قبل ان يسحبَ الكرسي المقابل لجيمين كي يجلس عليه

كان متردداً ان كان عليه الحديثُ ام لا، وجيمين كان ينتظرُ منه ان يبادر

"انتَ تعلم، لا املك صديقاً غيرك، لذا اسف ان كنتُ اشكل اي عبءٍ عليك، انا قد اطلب هذا مجدداً في المستقبل"

الاصغر كان صامتاً ولم يحبذ الحديث، هو سيتجاهلُ ان الاخر دعاه بصديقٍ  لأن فضوله قطعاً لن ينطفئ

"لمَ تعمل هنا يونقي؟"

صنعا تواصلاً بصرياً لثوانٍ قبل ان ينزل جيمين رأسه. اما الاكبر فهو لم يفكر حتى بابعاد عينيه إلا حين تحدثَ

"شقيقتي هي من تملكُ هذا المقهى"

ثوانٍ من الصمت حلت قبل ان يردف

"هي عليها الاعتناء بأمي، كونها تعمل كطبيبة، لذا انا الوحيد القادر على الاهتمام بالمقهى، وانا مالكه في الوقت الحالي"

وحين شعرَ بكَم ان الجو اصبحَ غريباً، تحدث بتهكمٍ

"واحزر ماذا؟ بسبب وجهي الوسيم حصلتُ على زبائن دائمين"

"مثلي"

جيمين ابتسم بغير وعيٍ حين نطقَ بتلك الكلمة. وتوسُع حدقتا يونقي جعله يدركُ ما قاله للتو

"اعني تعلم، كنتُ اقصد جزء زبائن دائمين لا وجهكَ الجميل!"

هو اعتقد ان يونقي مغفلٌ بما فيه الكفاية كي لا يلاحظ احمرار وجهه.

غطى وجهه بكفيه لعله يعود لطبيعته، ثم اعاد انزال كفيه ليرى ان يونقي مازال يحدقُ به، بينما يبتسم.

"حقاً؟ رغم ان وجهكَ يقول العكس"

الاصغر انتفض رعبٍ قبل ان يصرخ

"لا! اللعنة انا جاد!"

يونقي لم ينطق، هو فقط قهقه على مظهره. وحينها الصمتُ سادَ مجدداً.

الاكبر وقف، ليتبعه جيمين بغير وعيٍ منه.
مد كفه تجاه الاصغر الذي تمسّكَ به

"سأوصلكَ لشقتك"

الاصغر اومأ فحسب قبل ان يخرجا ويقفل يونقي باب المقهى.

لم يجرؤ احدٌ منهما على الحديث، كلاهما فضلا السكوتَ والغوص بأفكارهما.

كان صعباً على شخصٍ ثرثارٍ مثل جيمين، لكن الاصعب بالنسبة له، هو بدء محادثةٍ من العدم

وصوتُ يونقي ايقظه من افكاره

"شقيقتي كانت مشغولةً طوال هذه الثلاثة ايامٍ، لذا اضطررتُ لاغلاق المحل كي اعتني بوالدتي"

صمتَ كمن يفكر قليلاً ثم اكمل

"لكن اليوم، انا تذكرتُ انني املك شخصاً اثقُ به، لذا ما الضرر بجعلكَ تحلُ مكاني؟"

لم يطرأ بباله انه انتجَ فوضى في عقلِ جيمين، يثق به؟ كيف ولمَ؟

"لمَ قد تثق بي؟"

الاصغر سألَ بانفعالٍ، وحين لاحظَ وجه يونقي المرتاب اكمل

"اعني، بعد كل ما حدثَ بيننا، لا يوجد سببٌ لتثق بي، لذا لمَ؟"

ليونقي، هناكَ سبب



"لمَ قد لا اثقُ بمن احبه؟"

----

يصير اعتبره اعتراف غير مباشر؟

مَقهى مِيلوديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن