٧

9K 767 241
                                    

جيمين لم يرد الخروج من دورة المياه، ليس بعد التسجيل الذي ارسله لمين يونقي.

خليطٌ بين الاحراج والتوتر انتابه.
فقط كيف له ان يواجه الاخر؟ بعدما كان يتظاهر بالقوة، هو دمر نفسه بنفسه.

لكن هو يعلم ان البروفيسور لن يمرر تأخره، سيعتبره هارباً من المحاضرة.


خرج جيمين حاملاً نفسه بتثاقلٍ شديد، متمنياً لو ان ما حصل كان مجرد كابوس.

لكنه لن ينكر انه حصل على نشوة بالغة، وتحديداً بسبب يونقي.


حدق بوجهه بينما يغسل يديه، وهنا حين لاحظ احمرار شفته المجروحة

من الواضح انه قام بعضهما بقوة، سيكشف امره حتماً.

تنفس بعمقٍ، قبل ان يتوجه لحيث محاضرته.

دخل بهدوءٍ وشكرَ البروفيسور على تجاهله التام.

هو كان محرجاً حد الجحيم حتى انه توجه ليجلس بقرب هيرا.

"جيمين هل تعاني من امرٍ ما؟ لا تبدو بخير"


هو همهم لها فحسب حين همست، فما عساه يقول لها؟

وهاهو ذا يتلقى رسالةً اخرى من الاكبر

-صغيري، لمَ لا تأتي بجانبي؟-

جيمين يعلم تماماً انه يهدده بطريقةٍ غير مباشرة. لذا هو وقف فوراً متوجهاً حيث يجلس يونقي ومكانه السابق، تحت انظار هيرا المتحيرة.


وحتماً لم يسعه التركيز في المحاضرة، فيونقي لم يكف عن التحديق به مع تلك الابتسامة المثيرة برأيه

لعن نفسه للمرة المليون، هو يتصرف بطريقةٍ خاطئة تماماً.

أنّى له ان يفعل ذلك في الجامعة ومع يونقي ؟

وانتهاء تلك المحاضرة انبتَ سعادةً بالغة في داخله.

هو لم يفكر بالالتفات ليونقي، ولا انتظار اصدقائه، بل هرع فوراً للخارج.

وحينها شخصٌ ما امسك كتفه، مما جعله يلتفت برعبٍ محاولاً دفع الشخص

"على رسلكَ يا فتى، انتَ تتصرف بغرابة منذ ساعة!"

تايهيونق نطق بدهشةٍ حين حاول جيمين ضربه.

والاقصر تنفس براحةٍ قبل ان يتحدث بهدوء

"اسف، اخبر البقية اني لن اتي اليوم انا متعب"

ودون انتظار اجابةٍ ما، هو التفت مسرعاً الى البوابة.

ولم يلبث قليلاً قبل ان تصله رسالة

-تعال الى المقهى-

هو نادمٌ تماماً على محاولة اللعب بيونقي

اي هراءٍ كان يتفوه به عن استغلاله؟
لقد حدث العكس تماماً، يونقي هو من استغله الان.

ولأنه لم يملك خياراً اخر قرر التوجه للمنزل اولاً.

بما انه لا يملك محاضرةً اخرى كيونقي، هو بقي لساعةٍ في غرفته، يندب حظه الذي اوقعه في طريقٍ خاطئ.

---

جيمين كان محتاراً، أعليه فقط التظاهر بأن لا شيء حصل واكمال ما بدأه، ام عليه التمثيل بأنه لا يعرف يونقي اساساً؟

"مرحباً بك سيدي"


صوت يونقي ايقظه من افكاره. رفعَ رأسه ليقابل يونقي الذي يحدق به مع تلك الابتسامة اللطيفة.

فقط كيف له ان يبتسم بلطفٍ هكذا؟

هو تنفس بصعوبةٍ قبل ان يتجه لأحدى الطاولات الفارغة، ولم يلبث طويلاً قبل ان يأتي يونقي

جيمين تحدث سريعاً بأنه سيطلب فطيرة توتورو كالمرة السابقة، غير سامحٍ للاخر بالحديث.

ومع اقتراب الاخر بالفطيرة، هو بدأ يشعر بتوترٍ بالغ.

وكما توقع تماماً؛ يونقي انحنى قليلاً بينما يضع الطبق امامه

ثم همسَ بنبرته اللعوبة

"لا شك انكَ متعبٌ بعد ما فعلته، سيدي الزبون"

----




مَقهى مِيلوديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن