سلمى بعدت نظرها عنه وشردت لنقطة فى الفراغ امامها واتنهدت تنهيدة حزينة وقالت
دة كان اعظم راجل فى الدنيا ربنا بعتهولى وظهرلى فجاة فى وقت كنت حاسة ان الدنيا حوالية واقفة مش بتتحرك ولا فى امل اصلا انها تتحرك ... ظهر فى حياتى فى وقت حزن الدنيا كان مالينى لانى كنت حزينة على وفاة ابويا وانى بقيت وحيدة فى الدنيا من غير سند ظهرلى وانا بعانى مرارة غدر الانسان اللى حبيته واتمسكت بيه وفجاة الراجل دة بدل حزنى فرح وعوضنى عن ابويا وادانى بسمة امل ونور الطريق ادامى وساعدنى انى اعدى بمحنتى دى لبر الامان كان هو السند وهو الصخرة اللى اتسند عليها وانا واثقة انها مش هتتكسر وهتتحملنى ... غير فيا حاجات كتير كان مالى حياتى حب ابوى ووفاء صديق وكل الصفات الحلوة كانت متجمعة فيه وفجاة اصحى من نومى على صدمة مقدرتش استوعبها .......صدمة رجعتنى لورا من جديد .....صدمة خلتنى افوق على جرح جديد ...صدمة قالتى خلى بالك عمر فرحتك ما هتكمل .......وبدات دموعها تنزل تانى وقالت سبنى ومات بعد ما ادانى معانى جميلة فى الحياة ورجعلى حياتى اللى كنت مفكراها هى كمان ماتت لما مات ابويا
وحكيت كل شىء عن محمد عامر ووقفته جنبها كما حكيت له كل شىء حصلها من اول ما دخلت فيلته واتعرفت على عيلته وحبيت ابنه
الدكتور يحيى حزن لحالها لانه حس انها فعلا وحيدة ونفسها تلاقى سند ليها
سلمى مكملة / واللى حصلى النهاردة تعبنى اوى لما لقيت سيف صاحب اكبر مصانع ملابس فى دبى جاى عشان يمضى معايا عقد ولقيتنى وحيدة وتايهه مفيش حد معايا اخد رايه او يساعدنى انى اعرف معلومات عن سيف دة فافتكرته على طول وتعبت اكتر
الدكتور يحيى / طيب اهدى انا مش عايزك كل ما تفتكريه تعملى فى نفسك كدة وبعدين زى ما هو عمل معاكى حاجات حلوة انتى كمان لازم تعملى عشانه حاجات احلى واللى انا شايفه انك بداتى يعنى اهتمتى بزوجته واولاده وحتى حفيده بس عايزك كل اما تفتكريه تدعيله وتقريله الفاتحة عشان دة هو اللى محتاجه منك وهينفعه فعلا دلوقتى فى اخرته
سلمى / صدقنى انا على طول بقراله قران وبتصدق عشانه ولو ينفع اتصدق بحياتى مش هتاخر بس غصب عنى دموعى بتنزل لما بفتكر انى فقدته ومفيش امل لرجوعه
الدكتور يحيى محاولا ان يغير مجرى الكلام لعلها تنسى الدموع / طيب انتى بتقولى ان سيف دة من دبى يعنى من نفس بلدى وان اقدر اجمعلك عنه معلومات من اصدقاءى فى اقرب وقت عشان تكونى مستريحة وانتى بتمضى العقد وممكن كمان اجى معاكى وانتى بتمضى العقد لو ما كانشى هيضايقك
سلمى / لا طبعا وانا اللى اكون ممنونة ليك جدا على مساعدتك وعايزة اقولك على حاجة كمان بجد ...بجد انا استريحت لما اتكلمت معاك
الدكتور يحيى / وانا مبسوط لانك مبسوطة وعشان اتفكت الخنقة اللى كانت ملياكى
سلمى / طيب ممكن نرجع الفندق
الدكتور يحيى / تحت امرك اتفضلى
رجعت سلمى الفندق وطلعت اوضتها وارتمت عالسرير وقالت ياااه يا ادهم كنت محتاجالك انت اللى تكون جنبى وانت اللى تسمعنى وسرحت بخيالها حتى استسلمت للنوم
فى الصباح نزلت سلمى للريسبشين للتتناول فطورها واتفاجات بالدكتور يحيى يقترب منها ويلقى عليها الصباح
الدكتور يحيى / انت اتاخرتى فى فطارك وكنت اتمنى انى يكون معايا تليفونك عشان افرحك
سلمى / خير
الدكتور يحيى / انا يا سيتى سهرت بالليل واتكلمت مع احد اصدقاءى وجمعلى معلومات عن سيف دة ومن الاخر طلع راجل محترم جدا وشركاته سمعتها تمام وشغله كمان دقيق يعنى تمضى العقد وانتى مطمنة
سلمى / بجد انا متشكرة ليك اوى يا دكتور يحيى انت فعلا انسان محترم وانا عاجزة عن شكرك
الدكتور يحيى / هههه ايه دة كله انا كدة هتغر فى نفسى
سلمى / ههه لا اتغر
يحيى / طيب تحبى اروح معاكى وانتى بتمضى العقد
سلمى / طيب والمؤتمر بتاعك
الدكتور يحيى / انا المحاضرة بتاعة النهاردة بالليل يعنى هتستريحى من شكلى
سلمى / مش عايزاك تقول كدة احنا خلاص بقينا اصدقاء واخوات
الدكتور يحيى / طيب ادينى رقم تليفونك واسم الاكونت بتاعك عشان بعد ما نرجع نكون برده على صله
سلمى / طبعا واعطته تليفونها وبعتتله اد عالفيس
وبالفعل راح معاها الدكتور يحيى وقابلوا سيف علام ومضت سلمى العقد وكانت حالتها النفسية اتحسنت كتير عن الامس
سيف موجها كلامه لسلمى / بس انا مبسوط لانى شايفك النهاردة افضل بكتير من امبارح
سلمى بابتسامة / البركة فى الدكتور يحيى
سيف / طيب ايه رايكوا نتغدى سوا النهاردة احتفالا بالعقد
الدكتور يحيى / انا يشرفنى دعوة حضرتك بس للاسف انا المحاضرة بتاعتى هتبدا كمان نص ساعة انما لو سلمى تحب براحتها
سلمى / وانا كمان يا استاذ سيف كان يشرفنى قبول دعوة حضرتك بس حقيقى انا مرهقة جدا وعايزة انام وان شاء الله نعوضها
سيف / اوك بس نعوضها عندنا فى دبى لما تيجى تحضرى ديفيلية الملابس اللى هتكون من تصميماتك
سلمى / ان شاء الله
الدكتور يحيى / تحبى اوصلك الفندق قبل ما اروح المحاضرة
سلمى / لا اتفضل انت انا هروح اقعد شوية ادام النهر
الدكتور يحيى / خلاص باه ليكى مكان وذكرى فى باريس
سلمى / دى اجمل ذكرى ودة اجمل مكان
الدكتور يحيى / اوك هوصلك وهروح المحاضرة ولو خلصت بدرى هجيلك
سلمى / اوك
سلمى قعدت لوحدها على النهر وجالت بنظرها بين المحبين والاصدقاء
وانتبهت على صوت موبايلها بيرن ولقيت المتصل محمود وقالت لنفسها كان نفسى تكون انت يا ادهم
وردت عليه
سلمى / ازيك يا محمود
محمود / عاملة اية يا سلمى طمنينى عليكى انا قلقان عليكى انتى امبارح كنتى قافلة موبايلك وكنت قلقان جدا
سلمى / اطمن يا محمود انا كويسة ولسة عايشة
محمود / مالك يا سلمى صوتك مش عاجبنى
سلمى / عايزنى اقولك ايه يا محمود عايزنى اقولك انى حاسة انى وحيدة ومكسورة ومليش حد عايزنى اقولك انى حاسة ان الدنيا ملهاش ولا طعم ولا هدف ونفسى اموت يمكن ساعتها استريح
محمود / انا هجيلك على اول طيارة يا سلمى
سلمى / اوعى يا محمود انا كويسة متقلقش بس بفضفض عن اللى جوايا المهم طمنى انت على طنط امانى وسلمى
محمود / كلنا كويسين يا سلمى المهم انتى تكونى كويسة
سلمى / قولتلك صدقنى يا محمود انا كويسة
محمود / طيب سلام دلوقتى وهبقى اتصل بيكى تانى
سلمى قفلت مع محمود واتصلت بشروق
شروق / لولو حبيتى وحشتينى
سلمى / انتى اكتر يا شوشو قوليلى الواد سينو عامل ايه
شروق / دة قلبى من جوا
سلمى / ههه يا حبيبتى ربنا يسعدكوا سينو يستاهل كل خير
شروق / انتى عاملة اية
سلمى / الحمد لله انا مضيت عقد ديد مع شركة جديدة فى دبى
شروق بفرحة / وااااو روعة يا لولو ربنا يوفقك يا حبيبتى وصمتت لحظة وقالتلها بس انتى مالك يا سلمى مش حاسة فى صوتك بالفرحة
سلمى بحزن / اصل ادهم واحشنى اوى يا شروق وحاسة انى مفتقداه جدا وكان نفسى يكون معايا ... تصدقينى لو قولتلك انى مش حاسة بطعم اى حاجة هو بعيد عنى ومش عارفة ليه الاحساس دة ملكنى مع انى دايما بحاول انى مفكرش فيه حتى وانا لوحدى عشان محسش بالذنب
شروق / يا حبيبتى تيجى بالسلامة وتتجوزوا وتعيشوا شوقكوا دة مع بعض
سلمى / يا رب يا شروق
قفلت سلمى مع شروق واذا بصوت هامس من خلفها بيقولها هو انتى بجد مفتقدانى زى ما افتقدك ووحشتك زى موحشتينى
انتبهت سلمى للصوت وبصت خلفها واذا بها ادهم بطوله الفارع وجسمه العريض يسد عليها الطريق
سلمى بصدمة غير مستوعبه / معقول ادهم
ادهم / عيون ادهم ...وحشتينى يا عمرى
سلمى تركت لنفسها العنان ان تعيش معه لحظة اشتياقها لية ووجدته فاتح لها ذراعيه فبدون ا تردد ارتمت فى حضنة

أنت تقرأ
بكي لأجلها الجبال (الجزء الثاني)- للكاتبه رباب عبد الصمد
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه رباب عبد الصمد الجزء الثانى من الرواية **المقدمه** يا راحلا عنى كما شئت ارحل انت فى قلبى لن ترحل كيف انساك وماذا فى بعدك افعل كيف اقدر على الشوق وكيف اتحمل لكن ما دمت ترغب فى الرحيل لن اتوسل نعم سيقتلنى الحزن لكن لن...