ما ذنبي انا خُلقت بعيب!!
لم يكن بوجهي الجميل .. ولا بجسمي المتعافي
لقد كان العيب #لساني
اتذكر وانا بالمدرسة وبكل مراحل دراستي كان الجميع يُحب الفسحة بين الدروس الا انا .. يتجمع الطلاب حولي ليضحكوا ويستهزئوا وهم يطلبون مني ان اكرر كلمات يختاروها هم لأقولها بلساني المعيوب ويستمروا بالضحك وهم يهتفون ياصاحب النصف لسان .
وانا صغير كانت دموعي تفضحني لتزيدهم بنوبات سخريتهم أكثر .. وكلما كبرت تعودت على عزلتي وقلة كلامي
ايقنت أن الصمت في عالم مختلف عن مثاليتي أسلم .. صدقوني لا ذنب لي أُريد العيش مثلكم .. لكن لا انا لست مثلكم ..
كبُرت ... لكن صغُرت معها ثقتي بنفسي ..
اقف اليوم على ابواب الجامعة .. رباه مجتمع آخر
اصعب .. ربما اقسى .. وربما يكون أكثر ألماً .. اسير على ارضها وأشعر بضجيج يحتل رأسي .. حتى صوت خطواتي على الأرض يؤلم أُذني.
جلست بمقعدي احاول تجميع مافي داخلي .. ارى وجوه فرحه وألسن صحيحة النطق تتكلم .. هذا انيق ويضهر ترفه.. وهذا بسيط ويضهر على كفيه كم تَعبت.. هذه جميلة مغرورة .. وتلك معقدة عبوسه
نظرت لنفسي . نعم انا جميل الوجه .. من عائلة ميسورة الحال .. ملابسي جميلة مرتبة .. و لدي سيارة حديثة.. .. اهاا تذكر مع كل هذا مازلت بعيب هل لسانك مثلهم !!
سأعود لعزلتي ولصمتي قوقعتي لأحتمي بها ..
اتخذت من ذلك المقعد تحت الشجرة ملاذ لأجلس وينتهي يوماً بعد يوم ويبدأ آخر
في قاعة المحاضرة نجلس لنستمع لمحاضرة استاذنا وكلي توتر ككل يوم اصبح عاده ان انتظرها
تطرق الباب لتدخل .. متأخرة كعادتها .. ابتسامها آسره لروحي يتحرك قلبي مع خطواتها .. وخصلات شعرها الأسود عندما تضعها خلف أذنها
نرجس هل تأخرتي مره اخرى !!
آسفه يا استاذ .. انها المواصلات صدقني
فعلاً يليق بكِ اسمكِ فأنتي كالنرجسه البيضاء.. حساناً انها تتكلم جيداً. .. وصوتها رقيق جميل جداً.. اذاً لما تعتزل الجميع مثلي .. تجلس لوحدها عند انتهاء المحاضرة تدرس او تكتب بعيد عن الجميع .. حاولت كثيراً الذهاب اليها لكن اخاف من أن تسمعني
عشقت تفاصيلها .. احببت كل شي فيها .. عرفتها ودرستها.. لكن كيف لي الوصول اليكِ!!
انظر لها بنظرات خفيه وكلما اشك انها تراني ابعد عيوني عنها
احدق بكتابي وانا بعيد عن كلماته حتى.. لأشعر بشخص يقف قربي أضَل ضِله على جسدي ارفع وجهي لأرى نرجستي تقف بأبتسامتها المرحة
_ لماذا تجلس لوحدك دائماً
أريد ان انطق وأصمت لأريد ان تذهب بعد ان تسمع كيف اجيبها .. ما اجملها عيناكِ
_ الا تجيبني ؟
هي لاتعلم اني اجمع كلمات برأسي وأبعد منها الحروف التي انطقها خطأ لأرتب لها جملة جميلة فقط
حسناً لقد عجزت لابد من الحقيقة
_ انا فقط لا استطيع التحدث مثلكم كما تسمعين .. ابتعدت عنكم لهذا السبب .. اخفضت رأسي .. وسمعت ضحكتها الرقيقة رفعت وجهي .. مازالت نظراتها كما هي .. اه انها لم تضحك مني ولم تستهزئ
_ الهذا السبب فقط تجلس بعيداً.. هذا ليس ذنب ولا مرض انها ارادة الله ربما ارادك فقط مميز عنا
ابتسامة علت وجهي _ اذاً وانتِ لماذا تجلسين لوحدكِ
_ انا من عائلة فقيرة أتيت لأجل عرق ابي يحمل الاثقال في السوق لأجلي .. ابتعدت عنهم لأني لن اواكب صيحات الموديل ولا اتبادل ارقام الهواتف ولن احضر حفلات وتجمعات .. انها لأبي فقط الا يستحق مني !! والآن قم معي لتشتري لي عصير
_ انا لا لا اطلبي لنا انتِ وانا ادفع فقط
_ لا اريد ان تطلب انت بنفسك ..
اخذت بيدي ومن يومها اصبحت دواء لساني
تدفعني لأتكلم تسمعني بأنصات وتُشعرني انها تستمتع بحديثي معها
اتممنا الجامعة لوحدنا بعالم خاص بنا.. كملتني نرجس توضفنا معاً وتوجنا عالمنا بزواجنا وكان مرتبها لوالدها ..
خُلقت بعيب كنت اضنه كبير وتنتهي حياتي بوحدة وصمت
لم اكن اعلم ان القدر سيقدم لي حياة كاملة بشخص واحد
تلطفوا بمن حولكم فللجميع احساس ومشاعر لا تضنوا من يبتسم من استهزائكم به فرِح.. لا تعلمون ماذا تخبئ هذه الابتسامة خلفها من وجع#zainab_alnajar
أنت تقرأ
خواطر زينب النجار
Poesíaفضائي الرحب .. حائطي الألكتروني.. وقلمي بدون الحبر قد يكونوا اوفى من اجدهم عندما اريد ألونه بألوان مشاعر واحساس حب .. شوق .. وفراق .. اكتب تاريخ ابتسامة ودمعه كأنه غرفة معزولة الصوت هدوء.. ولا يُسمع الا حروف القلب Zainab_alnajar