غرفه الذكريات

335 8 1
                                    

#zainab_alnajar

يعتلي سلم القصر الذي لم يصعد درجاته منذ سنوات بحركات نرجسية ورأس مرفوع  وبتأفف يفتح غرفة العلية وبحذر واضح منذ مسكه مقبض الباب كي لاتتسخ بدلته الانيقة بلون كحلي وقميص بيج وربطه عنق فخمة جداً يتناسق مايرتدي مع خصلات شعره السوداء المرتبة بعناية… .
اووه حساناً من أين سأبدأ بهذه الفوضى !!
لم اكن اضن سأحتاج لتلك الاوراق مره اخرى ارجوا ان لا اتأخر عن اجتماعي
يخرج منديله من جيب سترته ليمسح على كرسي قديم ومكتب بسيط جداً ويجلس ...  يفتح ادراجه واحد تلو الآخر…
بيد مرتجفه يمسك بورقة وجدها بأول درج ... كلمات بسيطة بلحضة برائة كتبها يوماً لأبنه الجيران يعبر عن حبه لها بطريقة اجبرته على رسم ابتسامة عريضة على وجهه وهو يحاول تذكر اسمها .. اهاا انظر هنا ماهو تاريخها .. اوووه انها وانا في الثانية عشر من عمري .. عشرون عاماً مرت على تلك الكلمات .. مشاعر مبعثرة بين سعادة بريئة وبين خجل هل كتبت ذلك يوماً!!
وضعها ليُخرج من درج آخر البوم صور وخلف كل صورة ذكرى..  يقلب بها آخر صورة كانت من اربعه عشر سنة .. هذا استشهد وهذا سافر وهذا لا اعلم عنه وذلك لا اعلم والآخر لا اتذكر اسمه… يغوص في كلمات ذكرياتهم .. أحقا اشغلتني الدنيا ولم اذكرهم .. ام ترفعت عنهم بعد ان اصبحت من اصحاب الشركات يضع البوم الصور بجانب اول رسالة .. ليفتح درج آخر يهز كيانه صور تجمعه بعائلتة بملابس بسيطة وبيت ابسط لكن يمسك كل واحد منهم يد  الآخر وضحكاتهم تكاد تسمع صوتها من الصور .. ابتسامة مع دموع ابت الا ان تنزل يمسحها ليبحث من جديد فيجد حب حياته فيها .. يقرب انفه من تلك الكلمات يبحث فيها عن عطر محته رائحة التراب يعود للسطور ليجد وعود وعهود كتبوها معاً يوماً لم ينفذ ولو واحد منها يبحث مسرعاً عن صورتها ليجدها فيعود حنينها في قلبه ..
يفيق من شروده على رنه هاتفه
استاذ سيبدأ الاجتماع
اعتبروا الاجتماع أُلغي اليوم فأنا لن احضر
يخلع سترته ويحمل ذكرياته ويجلس في الارض
ليعيش معها يومه هذا
ذكريات.. ذكريات ..
اكتبوا اي شيء بسيط عنوان لمرحلة في حياتكم .. ستجدوه يوماً اما ان يكون ذكرى تداعب ارواحكم .. او تفكير ينضج لترى كيف كنت تفكر .. او ربما تكون درس استفدت منه او خجلت منه ولن يتكرر

خواطر زينب النجارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن