#10: إلي الخارج!

1.6K 84 19
                                    

وقفت نورا في حيرة من أمرها، أتصدق ما قال؟ هل حقّاً قال ما سمعته يقوله؟

" انت بتقول نخرج؟ هنخرج؟ "

اومأ إيماءة هادئة، و كأنه لم يقل أي شيء غريب علي الإطلاق!

" يعني أنا مخطوفة و هخرج عادي؟ "

قالتها ب غرابة ثم ابتلعت كلماتها كي لا يلحظ، ربّما هو ليس بكامل قواه العقلية الآن و قد غابت فكرة الاختطاف عن ذاكرته، و اعتقد أنها فقط صديقة!

"هدخل ألبس.. ألبس ايه؟ "

قالتها لنفسها و هرولت لغرفته، فابتسم و جلس ينتظرها بغرفة المعيشة..

اختارت نورا بنطالا مريحاً أسود اللون و بلوزة أنيقة، لم تجرأ علي تمشيط شعرها أو فكّ تلك الضفائر غريبة الحجم و الطول؛ تخيّل أن قمت بتضفير شعر أحدهم بأكمله و بهذا الإتقان، طيلة الليل، و في دقيقة واحدة قام ذلك الشخص بفك الضفائر.. بالطبع لن تكون سعيداً ابداً! و هذا ما لم ترده نورا، فهو سيجعلها تخرج لتري النور، ربما سيجعلها تشاهد كواليس تصوير فيلم خالد أنور! حتي و لو لم يفعل هذا لا يهم، فالمهم أنها ستكون خارج منزله!

دندنت كلمات اغنية "مش حبيبتي" بدون وعي بينما تخفي شحوب بشرتها ببعض المساحيق الخفيفة و الموجود منها بكثرة علي منضضة الزينة، و التي لم تكن خلف الباب هذه المرّة، و حين انتهت خرجت، و فكرة واحدة تسيطر علي عقلها.. إن رآت أحداً، شخصاُ طبيعيّاً.. أتستنجد به؟!

لقد بدأت بطرح الأسئلة المفروغ من إجاباتها، عليها بفحص قواها العقلية بعد أن ينتهي أمر هذا الخطف!

خرجت نورا لتري آدم يمسك بأصفادها الحديدية بين يديه، يقلبّها بين أنامله فتصدر السلاسل صوتاً يعيد القشعريرة لبدنها، فسألته ببطئ و ريبة:

" أوعي تكون هتخليني أنزل ب دول للشارع؟ "

ظهرت علي زاوية شفتيه ابتسامة مراوغة جمّدتها و ألصقت حذائها بالأرض، كما فعلت نبرته الغامضة:

" كنت بس بفتكر إعلان الحاجات دي علي النت لما جيبتهم.. "

و استطرد مفسّراً بالإنجليزية:

" لن تستطيع تجاهلهم بعد استخدامهم المرة الأولي، و ستطلب المزيد.. "

اقشعرّ بدنها.. اولاً من نبرة صوته الغامضة بالإنجليزية، و كأنه رئيس عصابة ما... و ثانية لأن ما قاله جعله يبدوا كإنسان معقد نفسي سادي الطباع، و كم تليق هذه الصفات به!

نهض و التقطت مفاتيح الباب من جيب بنطاله و اتّجه للخارج فتبعته، و حين فتح الباب لمح بيدها معطفاً خفيفاً، فهز رأسه يريد تفسير، فقالت هي بخفوت:
" الجو بيبرّد فجأة الشهر ده.. مش هبقي مخطوفة و عندي برد كمان! "

دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن