وقفت نورا في حيرة من أمرها، أتصدق ما قال؟ هل حقّاً قال ما سمعته يقوله؟
" انت بتقول نخرج؟ هنخرج؟ "
اومأ إيماءة هادئة، و كأنه لم يقل أي شيء غريب علي الإطلاق!
" يعني أنا مخطوفة و هخرج عادي؟ "
قالتها ب غرابة ثم ابتلعت كلماتها كي لا يلحظ، ربّما هو ليس بكامل قواه العقلية الآن و قد غابت فكرة الاختطاف عن ذاكرته، و اعتقد أنها فقط صديقة!
"هدخل ألبس.. ألبس ايه؟ "
قالتها لنفسها و هرولت لغرفته، فابتسم و جلس ينتظرها بغرفة المعيشة..
اختارت نورا بنطالا مريحاً أسود اللون و بلوزة أنيقة، لم تجرأ علي تمشيط شعرها أو فكّ تلك الضفائر غريبة الحجم و الطول؛ تخيّل أن قمت بتضفير شعر أحدهم بأكمله و بهذا الإتقان، طيلة الليل، و في دقيقة واحدة قام ذلك الشخص بفك الضفائر.. بالطبع لن تكون سعيداً ابداً! و هذا ما لم ترده نورا، فهو سيجعلها تخرج لتري النور، ربما سيجعلها تشاهد كواليس تصوير فيلم خالد أنور! حتي و لو لم يفعل هذا لا يهم، فالمهم أنها ستكون خارج منزله!
دندنت كلمات اغنية "مش حبيبتي" بدون وعي بينما تخفي شحوب بشرتها ببعض المساحيق الخفيفة و الموجود منها بكثرة علي منضضة الزينة، و التي لم تكن خلف الباب هذه المرّة، و حين انتهت خرجت، و فكرة واحدة تسيطر علي عقلها.. إن رآت أحداً، شخصاُ طبيعيّاً.. أتستنجد به؟!
لقد بدأت بطرح الأسئلة المفروغ من إجاباتها، عليها بفحص قواها العقلية بعد أن ينتهي أمر هذا الخطف!
♥
خرجت نورا لتري آدم يمسك بأصفادها الحديدية بين يديه، يقلبّها بين أنامله فتصدر السلاسل صوتاً يعيد القشعريرة لبدنها، فسألته ببطئ و ريبة:
" أوعي تكون هتخليني أنزل ب دول للشارع؟ "
ظهرت علي زاوية شفتيه ابتسامة مراوغة جمّدتها و ألصقت حذائها بالأرض، كما فعلت نبرته الغامضة:
" كنت بس بفتكر إعلان الحاجات دي علي النت لما جيبتهم.. "
و استطرد مفسّراً بالإنجليزية:
" لن تستطيع تجاهلهم بعد استخدامهم المرة الأولي، و ستطلب المزيد.. "
اقشعرّ بدنها.. اولاً من نبرة صوته الغامضة بالإنجليزية، و كأنه رئيس عصابة ما... و ثانية لأن ما قاله جعله يبدوا كإنسان معقد نفسي سادي الطباع، و كم تليق هذه الصفات به!
نهض و التقطت مفاتيح الباب من جيب بنطاله و اتّجه للخارج فتبعته، و حين فتح الباب لمح بيدها معطفاً خفيفاً، فهز رأسه يريد تفسير، فقالت هي بخفوت:
" الجو بيبرّد فجأة الشهر ده.. مش هبقي مخطوفة و عندي برد كمان! "
أنت تقرأ
دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)
General Fictionنورا فتاة عشرينية فياضة المشاعر، تفكر بقلبها و تعشق بجنون، فعشقت "خالد أنور" من أول أغنية، و هو مغني شاب تحلم به جميع الفتيات من جيلها، لكن ما حدث أن خالد تقدّم لخطبتها بعد أن رشحها له أحد المعارف كعروس مستبقلية له! فوافقت و كاد الحلم أن يتحقق.. حتي...