#18: وقت ضائع.. لكن لطيف

1.2K 60 6
                                    



ألقي آدم بمنشفته و سار حرّاً بغرفته حتي وصل لخزانته، فتح الضلفة السفلية منها و التي أخفت نصفه السفلي بدلاً من المنشفة، و قبل أن يخرج ملابسه سمع صوت طرقاً علي الباب، فوقف حائراً قبل أن يرفع صوته:

" صباح الخير يا نورا "

تنهّد بارتياح.. لم تستيقظ بكوابوس هذه المرة!

كم أنه كان يحمل هم الذهاب لإيقاذها.. همّاً غير واضح السبب..

تنحنحت نورا من الخارج و تساءلت:

" ممكن أدخل؟ "

أحمر وجهه و صرخ:

" لأ! "

التقط ملابسه الداخلية سريعاً و ارتداها ثم وقف خلف الباب و أوصد الباب بالمفتاح ثم عاد للخزانة قائلاً:

" أنا دقيقة و خارج و هعمل الفطار.. "

أخذ وقته بانتقاء ما سيرتدي و ما سيتعطر به كعادته، ثم فتح الباب و قبل أن يخطوا علي الأرض لاحظ أن نورا قد لصقت ورقة ما علي الباب، فقرأ ما عليها:

" انت كنت سايب البوتجاز شغال من امبارح "

عبس آدم بغرابة و رفع أنفه في الهواء مغمضاً عينيه حتي اشتم رائحة بقايا حريق و لاحظ طبقة خفيفة من الدخان، فأسرع إلي المطبخ و عندما اقتحمه و أسرع للموقد ليتفقده وجد نورا تجلس علي المنضضة بالمنتصف و تبتسم له، فالتفت لإحدي مواسير الغاز بترقّب و تساءل:

" صحيتي علي الريحة اللي برة دي؟ اوعي يكون حصلك حاجة! "

ضغط علي زر الجهاز الذي ينقي الهواء و حين التفت وجد نورا مبتسمة بحماس، ثم رفعت سبّابتها إليه مع إبهامها، و مثّلت تصويب طلقة نارية إليه و قالت ببساطة:

" ضحكت عليك! "

حرّك رأسه بغرابة حتي لمح ما أمامها علي المنضضة، فكان هناك أصناف عديدة من الطعام، و رغم بساطته بدي شهيّاً جداً، و علي الفور أدرك الأمر:

" اه منك يا سوسة انتِ! "

اقترب منها و قرص وجتيها و جلس بجانبها متنهّداً و غطّي وجهه لثوانٍ، حتي سمعها تضحك و تتساءل:

" أنا كويسة اهو، يلا دوق و قولي "

لوي شفتيه بابتسامة صغيرة و تساءل:

" وصفحات من علي التابلت ها؟ "

اومأت و أشارت حولها قائلة:

" و مبهدلتش المطبخ اوي يعني! "

رفع حاجبيه إعجاباً و أخذ الشوكة من يدها و تناول بعضاً من الكعك المحلي بالموز، و صفّق بخفوت و عندما ابتلعه قال:

" برافو جداً! "

هزّت كتفيهاً و قالت:

" بصراحة مش من أول مرة يعني.. و اه بالمناسبة.. خلّصت الموز و الدقيق.. و البيض"

دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن