ضغطت علي كلمة "بحث"..
قرأت بعينيها كل ما يأتي أمامها بصورة مريعة، لا تركيز كامل، فقط توتّر و ترقّب، فتقرأ كلمة من السطر الأول و كلمتين من السطر الثاني ثم ترتعش عينيها في حركة لا إرادية تنم عن الإرهاق، و ظلّت تهمس ب:
" مش باين حاجة! "
أعادت كتابة الاسم مرة آخري لكن بترك مسافة بين كلمتيّ "عبد" و "المهيمن" و كأن هذا سيشكل فارقاً كبيراً، أو فارق أصلاً! و أعادت البحث.. و النتيجة واحدة.. لا شيء!
و قبل أن تزيد البحث للمرة الثالثة شهقت بفزع حين أُخذ منها الحاسوب النقال فجأة! فرفعت عينيها لتواجه ذلك الغريب بتساؤلاتها، لكن قبل أن يأتي أي شيء لعقلها وقعت عينيها علي شعره المبلّل و جذعه العاري! احمرّ وجهها لرؤية عضلاته البارزه فجذعه بجي رياضياً لدرجة كبيرة، و خصوصاً ذراعه الممسكة بالحاسوب. رفعت يدها اليمني إليه تنوي الصراخ به و توبيخه ليظهر أمامها بهذا الشكل، لكن قبل أن تخرج كلماتها الغير منتظمة.. عطست!
" شاطرة جالك برد.. "
التفت للمنضضة الأنيقة المجاورة لفراشه و التقط منديلاً و أعطاه لها، بل اقترب من وجهها بيده ينوي مسح أنفها بنفسه! فزاد أحمرار وجهها و خطفت منه المنديل و مسحت اللاشيء بينما تبتعد بجسدها الصغير -مقارنة بجسده- خارج الغرفة، فصاح هو بها:
" استني يا جبانة! "
هرول للخارج ليلحق بها، فسقطت المنشفة التي *كانت* مثبتة حول خصره، و كانت الفتاة توقفت بالفعل و قمت أن تهم بالاستدارة كان قد خفي ما يمكن اخفاءة مستخدماً الحاسوب النقال بيده بخفّة، و تحدّث بصورة طبيعية كي لا يفزعها:
" خدي شاور علي طول عشان متعييش فعلاً "
نظرت له بذهول و صرخت به متوعّدة:
" ملكش دعوة! "
و لمحت بعينيها المنشفة المستريحة علي الأرض حول قدميه بالضبط، فصرخت و عادت راكضة للغرفة! .. فتنهّد الشاب بملل و عاد لغرفته صافعاً الباب بقدمه، و جلس علي الفراش محدّثاً نفسه:
" هو ده بقي الي بيظهر لو حد عمل سيرش علي اسمي؟! "
♥
بكت نورا بخفوت اسفل المياة الدافئة المنهمرة علي رأسها..فقط تتذكّر نتائج البحث عديمة الأهمية فيزيد غيظها و تهوي دموعها.. لقد أراد أن يلهيها فقط حتي ينتهي من استحمامه و اثار فضولها نحوه، فنسيت أمر البحث عن وسيلة لإنجادها منه!
مسحت علي وجهها من الماء و أغلقت الصنبور ف اختفت الماء، و حين تركت الآداة المخصصة لتوجيه الماء سقطت علي قدمها ففزعت! مصدرة صوت صرخة اخري.. و في أقل من ثانية خرجت من حوض الاستحمام بأعجوبة بدون أن تنزلق، و أمسكت بالمنشفة تحمي بها نفسها، و قد ظنّت أن ما سقط علي قدمها هو فأر مثلاُ! فهي تكره الفئران كأي فتاة .. و بينما تلهث أدركت الوضع الصحيح، فمن الواضح أن الصنبور لم يكن مثبتاً و ضعيف التركيب..
أنت تقرأ
دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)
General Fictionنورا فتاة عشرينية فياضة المشاعر، تفكر بقلبها و تعشق بجنون، فعشقت "خالد أنور" من أول أغنية، و هو مغني شاب تحلم به جميع الفتيات من جيلها، لكن ما حدث أن خالد تقدّم لخطبتها بعد أن رشحها له أحد المعارف كعروس مستبقلية له! فوافقت و كاد الحلم أن يتحقق.. حتي...