#19: الواقع.

1.1K 60 17
                                    

اسمعوا الأغنية و انتوا بتقرأوا الفصل.. 

يا رب يعجبكم ♥




انتبهت نورا لصوت يناديها، و أثناء تململ جفنيها تذكّرت أنها قد صعدت مع آدم إلي السطح لحمام السباحة المكشوف، فانكمشت علي حالها خيفة من أن تقع بالماء، و حاولت فتح عينيها لكنها انجرفت للنوم مجدداً..

" نورا.. اصحي علشان عايز أقولك علي حاجة "

تنهّدت لكن صوت تنهيدتها لم يصل لأبعد من جدران عقلها، و حاولت رفع يديها ليجذبها، لكنها كانت نائمة بعمق.. ربّما بسبب بقائها مستيقظة لوقت طويل بالليلة الماضية..

" نورا! "

همس آدم بجانب أذنها يحثّها علي القيام برجاءٍ حزين إلي حدٍ ما، و أرادت النهوض لكن.. ؟!

استيقظت نورا و شهقت لتتعثّر و تقع.. لكنها لم تبتلّ كما صوّرت لها مخيّلتها، بل وقعت علي الأرض من أعلي المقعد الطويل المخصص للاسترخاء!

" و هو أنا هسيبك جوه المية بردو؟ "

سمعت آدم يقول هذا فنهضت ببطئ و بحثت عنه لتقابل عينيه من خلف نظارة طبية، يجلس بالقرب منها.. تركها تنهض بفردها مراقبة إياها من خلف نظّارته الطبية التي خلعها بمجرد أن ظهر الاستيقاظ علي وجه نورا أخيراً، و قال:

" انتِ عارفة أنجزت كام حاجة في الساعات اللي قضيتيها نايمة دي؟ "

هزّت رأسها نفياً و أعادت ترتيب شعرها و مسحت علي وجهها، و سألته كم الساعة فأجابها:

" احنا فساعة المفروض تكوني صاحية فيها.. أياً كان بقي.. "

ابتسمت و قذفته بطرف الغطاء الذي كان يغطيها به و لم يصبه لأنها كانت تجلس علي الطرف الآخر.. فضحكت بهدوء و قال:

" هتذاكري النهاردة لواحدك في البيت زي الشطورة، علشان عندي مشوار مهم لازم أعمله "

نهضت كما نهض و تبعته:

" رايح فين؟ خليك! "

" المشوار ده لو اتعمل هيخليني أقعد معاكي وقت أكتر في المستقبل "

لم تكن نورا تفهم ما تقول، فسألته:
" شغل؟ انت بتشتغل صح؟ "

ربّت علي رأسها و قبّل جبينها، ثم انصرف، فتبعته بهدوء بوجنتين محمرّتين لم يرهما.. حتي وصلا للطابق الثاني من المنزل و قبل أن يرحل استوقفته نورا و همست:

" آدم أنا في الوقت اللي قعدته معاك ده.. أتعودت علي وجودك جداً.. و حاسة إني مبقتش أفكر في الرجوع زي الأول! "

قرص وجنتها و قال:

" و أنا كمان.. بس انتِ لازم ترجعي، بقي فيه حد يبقي عنده أم و أب بيحبوه كده و ينساهم؟ هم أكيد مستنيينك! "

دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن