#20: هنا و هناك

1.2K 61 20
                                    

أرادت نورا السؤال عن ذلك الشخص الذي غادر غرفتها لكنها لم تكن تستطيع الكلام بشكل طبيعي، و كانت محرجة من ذلك ايضاً، فآثرت الاستماع لوالديها و الطبيب الذي أمهلهما وقتاً كافياً لإطعامها ثم عاد، و باتوا يسألونها عن ذكريات بعيدة، حتي اقتربوا من الحادث الذي أتي بها إلي ذلك المكان...

رنّ هاتف الممرضة مساعدة الطبيب فعاتبها:

" الموبايل سايلنت يا هناء لو سمحتي.. "

" حاضر يا دكتور "

هكذا أجابت و حاولت إطفاء هاتفها الذي رن بأغنية لأشهر مغني شاب، و عندما لاحظ الطبيب هاتفها المتهالك الأزرار أشار لها إلي الخارج كي تطفأة بعيداً و تعود فهرولت للخارج و فتحت الباب، و كادت أن تستضم بإحدي الزوّار.. فأعتذرت سريعاً و غادرت لتتصرف مع هاتفها الغبي..

" تعالي يا ابني اتفضل "

قالها الأب عندما رأي الشاب المحمل بالهدايا يحاول الطرق علي الباب، و انطلقت الأم تعابه بطيبة:

" ليه تتعب نفسك بس، ده احنا تاعبينك معانا من أول الحكاية! "

ابتسم و هزّ رأسه نفياً بهدوء و قال:

" مفيش تعب ولا حاجة، أهم حاجة إنها فاقت بس "

ربّتت الأم علي كتفه و أخذت منه باقة الورود و علب الحلوي و الشوكولا و قالت بأسي خافت كي لا تسمعه نورا:

" أنا مش فاهمة انت و هو كنتوا صحاب ازي! أشوف فيه يوم بس.. "

قاطعها والد نورا:

" خلاص نورا رجعتلنا ملوش لازمة الكلام ده دلوقتي "

و علي ذكره لنورا التفت الجميع لها، ليجدونها تحاول شرح شيء ما للطبيب الذي همس لها:

" عايزة ورقة و قلم؟ "

ابتسم و قال:

" حاضر يا ستي.. مع إني عايزك تحاولي أكتر.. بس علشان تطمني هخليهم يجيبولك "

" أنا معايا نوتة و قلم "

قالها آدم و اقترب من فراش نورا أمام أنظار الجميع، و جلس علي المقعد القريب، مخرجاً من حقيبته الجلدية مفكرة أنيقة و قلم غالي الثمن، و أعطاهم لنورا مبتسماً، فاحمر وجهها بشدة و أخذهما منه..

" حمدلله علي سلامتك "

ارتفعت عينيها إليه لتختلس نظرة سريعة ثم اومأت مبتسمة بغرابة، و من داخلها تكاد تطير من السعادة، فلقد عاد إليها كما وعدها!

" طيب أنا هسيبها ترتاح شوية و هرجع أطمن عليها بعدين "

رفع نورا وجهها إليه بغرابة و كادت أن تمسك يده، إلا أن سمعت والدتها تشكر الطبيب، الذي غادر من جوار فراشها.. إنما ذلك الوسيم بقي!

دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن