سمعت صوت فتح النور من مقبس الكهرباء، إذاً فالغريب كان يجلس معها بالظلام فعلاً! ركّزت حاسة سمعها معصوت وقع خطواته المقتربة منها، فزادت من شد أعصابها حتي شعرت بألم رقبتها من جديد، لكن هذه المرّة اقترن بآلام اخري متنوعة و عديدة. جلس علي الأرض بجوارها وفي يده طبق وضع به مثلثات من البيتزا، أخذ واحداً و قرّبه من فمها بحذر قائلاً:
" افتحي بقك علشان تاكلي "اقشعرّ بدنها من الفكرة، كيف لخاطفها أن يطعمها؟ هل يريدها سمينة كما يريدون الأغنام قبل الذبح؟ أم أنه لا يريدها أن تفقد صحّتها ليأخذ منها عضواً بشرياً بكامل وظائفه الحيوية؟لكن منذ متي و البيتزا طعام يحافظ علي الصحة؟
طردت الأفكار المرعبة تلك من عقلها و ركّزت علي هزّ رأسها نفياً ببطئ، مع أنها كانت قد أكتشفت جوعها فعلاً منذ أن شمت رائحة الطعام الشهية.. و مع تجاهل صوت صراخ معدتها أتي صوت الغريب واضحاً:
" مترفضيش الأكل و انتِ جعانة .. "ثم استطرد:
" دي بيتزا بالسوسيس عملتهالك مخصوص "
قالها بسياسة و صبر غريبين، و لم تكترث هي.. بل قالت بين طيّات عقلها:" رائع.. الخاطف يطهوا؛ إذاً سيطهوني للعشاء! "
ظلت تقاوم كلماته التي تستدرجها للطعام، لا لن تحب أن يتم تخديرها مرة اخري بطريقة لذيذة!
بعد دقائق اتضح أنه هو الآخر قد سأم منها، فوضع الطبق بمكانه في المطبخ وعاد إليها علي الفور، وجدها تحرك رأسها م اليمين و اليسار، و تساءل؛ تري أتريد إراحة عضلات عنقها قليلاً أم أنها فقط تحاول فك الرباط الأسود من علي عينيها؟ لكن في كلا الحالتين هيهات!! فالأمر صعب!
" فكني! "
قالتها بأدب؛ و كأنها تعرفه علي نفسها بمقهي خلفيته موسيقي كلاسيكية هادئة، لكن لم يجبها.. فعادت مرة اخري للصراخ.. و بعد أقل من دقيقة بدت فيها كالمجنونة، تحدّث بنبرة هادئة لكنها مسموعة:
" أنا هفكك بس لأني مش جايبك هنا اعذبك "
اقترب منها ليستطيع فك وثاقها، حل وثاق يديها، و بينما هو يحرّر قدميها، رفعت هي عازل الرؤية من علي عينيها بحركة سريعة فتفاجأت بإضائة بيضاء قويّة جعلت حدقتيها تسارعيان بالإنغلاق مجدّداً مع تأوهات مكتومة.. و ما هي إلا ثوانٍ و عاودت فتح عينيها و النظر باتجاهه لتجد بعض خصلات شعره البني الداكن متناثرة فوق جبينه مخبأة عينيه، و كان منهمكاً يفك الحبل المربوط بإحكام من حول قدميها، فتسارعت نبضات قلبها بخوف وهي تزيح يده بعيداً بقوة تتداعي، فكت قدميها بنفسها بسرعة و نظرت حولها بغرابة، فالمكان لم يكن بهذا السوء، بل لم يكن سيئاً علي الإطلاق! بدي هادئاً بأثاثٍ بسيط مبهج، و راقي ايضاً، لكنها تجاهلت كل التفاصيل الجميلة و ركّزت ببصرها لباب الشقة الخشبي كلون الأرض الخشبية الداكنة، و عاودت النظر للشاب دون أن تتطلع لملامحه خيفة من أن يكون مفزعاً بقطع طولي يشوه إحدي عينيه، فيثير بها فزعاً أكبر من فزع كونها مخطوفة..
أنت تقرأ
دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)
Ficción Generalنورا فتاة عشرينية فياضة المشاعر، تفكر بقلبها و تعشق بجنون، فعشقت "خالد أنور" من أول أغنية، و هو مغني شاب تحلم به جميع الفتيات من جيلها، لكن ما حدث أن خالد تقدّم لخطبتها بعد أن رشحها له أحد المعارف كعروس مستبقلية له! فوافقت و كاد الحلم أن يتحقق.. حتي...