في ظلام قاعة عرض الفيلم المرعب:
" اقفل الزفت ده! "
" لأ.. "
قالتها آدم همساً كما قالت نورا، لكن ليس بنفس نبرتها الغاضبة، مما جعلتها تغتاظ و ترفع أصابعها أمام وجهها تختبأ من المشهد المرعب. حتماً تلك الموسيقي الهادئة ستتحول لصراخ أبطال الفيلم ممتزجاً مع صوت صرختها و التي تحاول السيطرة إليها أمام آدم.. لكن لا.. لن تدوم السيطرة!
اختفت صوت موسيقي لعبة الطفل فقبّلت الأم الطفل بذراعيها و تركتها بسريره، و قبل أن تعود لغرفتها أمسكتها يد سوداء خشنة جعلت عينيها تجحظ... وقتها وضع آدم يده علي معصم نورا بنفس الطريقة ف صرخت، مما جعله يضحك قائلة:
" الحمدلله لسه عايشة "
تذكرت علي الفور مشهد من رواية تحبها، البطل يضع يلمس موضع نبض البطلة برسغها بنعومة ليطمأن عليها.. لكن ما فعله آدم الآن .. لماذا تفكر بهذا اصلاً! لماذا تقفز الروايات الرومانسية بعقلها بعد أي موقف تمر به بحياتها؟ .. آدم معه حقّ.. عليها أن تكون واقعية أكثر، ربّما سيتحدّث معها بهذا الأمر بعد الفيلم.. عليها فقط أن تظلّ حيّة حتي هذا الوقت!
ابتسم آدم بداخله.. يراها تميل نحوه، تحتمي منه من تلك الوحوش الخفية التي تجلس بجانبها علي المقاعد الفارغة، و الذي قصد أن يحضرها مع مقعديهما كل لا يشعرها بأنها مجبرة علي الجلوس بجانبه، و قد كان! بل طلبت منه تبديل المقعد، دون أن تجعل لسانها السليط يقذف الكلمات مثل "اقعد بعيد" أو "انت خاطفني و كمان عايز تقعد جمبي؟" .. فحمداً لله علي ذلك!
اختلس نظرة لهيئتها الضعيفة أمام هذا الفيلم، تشاهده بين المساحة الصغيرة بين أصابعها الموضوعة أمامها لتحجب الرؤية عنها! كم هي صغيرة و رقيقة.. لكنها خاوية! هي بالداخل لا شيء! من الجيد أن الفيلم يعطي تأثيره، فهي لا تعتبره كخاطف الآن بالمعني الأولي، لا تخشاه، و هذا سيجعل من عملية تكوين شخصيتها أمراً أسهل.
تنهّدت و تخيّلها تتحدث معه بالفرنسية دون أن تتعثّر كلماتها، بالطبع سيكون صوتها دافئاً، فلن يجعلها تتعلم بتلك اللغة الرقيقة إلا الكلام العذب الجميل، ليليق بشخصية بطلة رواية خيالية.. بل رواية اسطورية حالمة..
" هتموتي يا غبيّة هتموتي! "
قالتها نورا بينما تأن ألماً من شعورها بالرعب، تختبأ من المشهد بأصابعها و في نفس الوقت تري من خلالها الفيلم!
تم ظهور كائن غريب و اغلق الباب.. و ظهرت الدماء تحت فتحة الباب، تنهّدت نورا بينما ارتجفت قليلاً.. أخرج آدم جهاز التحكم من بنطاله، وجّهه للأعلي و للخلف ضاغطاً علي زرٍ ما لتتوقف شاشة العرض و تعود بيضاء كما كانت، و زرّ آخر ليجلب الأضواء، فأغمضت نورا عينيها بإرهاق و تركت علبة الحلوي الجيلاتينية من يدها و التي لم تتناول منها أي شيء.. نظرت لآدم و الذي كان يبادلها النظرات كذلك، ظنّت أنه ينظر لشيء ما خلفها فأدارت رقبتها سريعاً بذعر مما جعله يشعر بالسوء.. هل كانت فكرة الفيلم ناجحة؟! .. فكّر لثوانٍ.. نعم! كانت كذلك! فهي لم تعد تخافه! لم تعد تخاف آدم!

أنت تقرأ
دِبلة الخُطوفة ! - هدي بكير (مكتملة)
Ficção Geralنورا فتاة عشرينية فياضة المشاعر، تفكر بقلبها و تعشق بجنون، فعشقت "خالد أنور" من أول أغنية، و هو مغني شاب تحلم به جميع الفتيات من جيلها، لكن ما حدث أن خالد تقدّم لخطبتها بعد أن رشحها له أحد المعارف كعروس مستبقلية له! فوافقت و كاد الحلم أن يتحقق.. حتي...