الفصل الخامس (الجزء الاول)

28.8K 1.1K 407
                                    

عذِّب بما تريد..
مصيرك في قلبي شهيد..
إجرح وليكن قلبك كجمر الحديد..
حطّم ضلوعي ولا تترك ضلعًا زهيد..
نهاية عشقك قلبًا من جليد..
وبداية حبك جسدًا يعرف انه شهيد..
دع روحي تعاني ظلمَ العبيد..
ولن اغفر لك ولن احيد..
ستبقى الوجع الذي يفيد..
وما دمتُ اتنفس سأعتبر حبك تهديد..

-----------------------
لا تصدق.. محال! الن يدعها وشأنها ولو لبرهة؟ حدجته بنظرات ساخطة غاضبة بينما هو يسير نحوها بخطوات ثابتة واثقة وابتسامة مستفزة يهبها اياها ثغره..
هاجت شعلتها الشرسة وفاقت امكانيتها بالتحكم بنفسها حالما توقف قبالتها وهمس بصوت ناعم مستمتع:
- هيا.. سيارتي تنتظرك.

رفعت يدها لتصفعه.. لتبثق كل غضبها عليه.. لتنتقم منه بسبب المشاكل التي يسبّبها لها مع خطيبها.. ولكنه لم يسمح لها ويده تقبض على يدها ككماشة صلدة تهرس العظام.. لم تصرخ متوجعة ويدها تكاد تُكسر بسبب ضغطه بل واجهته بشموخ..

- عيبٌ ان تتواقحي على رئيسك.
غمغم حمزة بنبرة هادئة ولكنها غاضبة.. ومع ذلك لم تأبه جهاد بتهديده لتزمجر بشراسة:
- عيبٌ عليك ان تكون على قيد الحياة.. لن آتي معك.

- وصلتني الموافقة فلماذا تعترضين دون جدوى الان؟
سألها وهو يترك يدها لتهتف بعنفوان:
- ستتصل بي خالتي ريما ونذهب معًا.. لن اذهب معك ابدًا.

- خالتي في منزلي.. لا تقلقي.
غمغم قبل ان يقهقه باستهزاء حينما تعالى رنين هاتفها.. لعنت بخفوت قبل ان ترد:
- وعليكم السلام خالتي ريما.

- انا انتظرك حبيبتي.. سيأتي حمزة ليأخذك.
غمغمت ريما ليسحب حمزة الهاتف من يد جهاد بغتة ويضعه على اذنه، هاتفًا:
- انا معها خالتي.. اهتمي بأمي ريثما نصل الى المنزل.

تمتمت ريما بموافقتها ليعيد حمزة الهاتف لجهاد التي اكفهر وجهها واحتدمت حدقتيها وكأنها قطة برية ستشوه ملامحه لا شك..
اخذت منه هاتفها بعنف ثم قالت بتحدي:
- لن ارافقك.. سأتصل بسند ليقلني الى منزلك.

رشقها بنظرة ساخرة قبل ان تستولي اصابعه بخشونة على مرفقها ليجذبها ويضعها في سيارته بينما تقاومه هي بانفعال..
اوصد الباب عليها وهو يستدير ليتولى مقعد السائق ثم انطلق بسرعة جعلتها تصرخ في وجهه:
- ايها الحقير من تعتقد نفسك لتلمسني؟ اياك ولمسي بهذه الطريقة مرة اخرى.

- اخرسي قليلًا.
هتف بانزعاج ليجن جنونها وتهجم عليه بقبضتيها الناعمتين بينما يقود هو ببرود ولا مبالاة.. استشرى الحنق في اوصالها وهي تضربه دون ان يتأثر.. ماذا ستتوقع من غليظٍ مثله تشاجر مع اكثر من نصف الرجال البلد ولم يرحم احدًا من شرّه! هل سيتأثر بضرباتها الناعمة؟ بالتأكيد لا..

خمدت ضرباتها له بعد دقائق قليلة لينظر حمزة اليها ويعلّق بكلماته التي تستفزها:
- لو انك انحف قليلًا كان سيكون بك طاقة اكبر.. ولكن ما شاء الله الدهنيات كثيرة!

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن