الفصل الثامن

33.9K 1.1K 820
                                    

دعيني اعلّمك كيف تلعبين بقلبي..
تقرّبيني اليك، تعبثين بي ثم تهجرينني لوحدي..
دعيني اعلّمك بأي كلمات تثأري لنفسك..
بداية بأشعار الغزل، تجاهل ثم الجرح باستمرار..
اثأري لنفسك ولن امنعك..
ثوري.. انتقمي.. واشمتي دون ان تأبهي..
سألاحقك لأحميك من نفسك..
لا تترددي وضعي بصمة سوطك على قلبي..
ضعي علامة من الف سؤال وسؤال في عقلي..
ارميني في اروقة المتاهات ولا تنجديني..
ولكن...
لا تنفيني من قلبك..
ابقيني تلك النبضة التي ينطقها قلبك..
نبضة ليست لسواي..
ودعيني اعلّمك كل ما ترغبين..

----------------------
شرارات الغضب كانت تبجسها عيناه بطريقة مخيفة حقًا وكأن انفجر خزان من الوقود في اعماقه ليحرقه حرقًا اذا لم يشوّه وجه علي الذي تجرأ وفعل ما فعله.. ولن يكون ريس ابن غيث الهيب اذا لم يثأر لنفسه..
بنظرات غاضبة تشي عن جهامة غضبه كان يبعد قدر عنه ثم يمسك علي من تلابيب قميصه بقوة ويضرب رأسه برأس علي بقوة عنيفة بينما يزمجر بضراوة:
- على من تتجرأ وترفع يدك يا حقير؟!

لم يتمكن علي من الرد عليه وصداع رهيب يداهم برأسه بسبب ضربات ريس العنيفة التي توالت على رأسه..
دفعه ريس على الأرض وسط صرخات قدر وليليان المرعوبتان فيتدخل رسلان ليبعده عن علي الذي لم يقدر على سد اللكمات التي بدأت تنهال عليه من قبل ريس..

- ابتعد.
صاح ريس بغضب وهو يدفع يد رسلان عنه فيحاول ان يبعده قسرًا مرة اخرى خوفًا على علي الذي تشوّه وجهه تقريبًا..
كانت هذه اول مرة ترى ريس بهذا الجنون والعنفوان.. لم تستطيع ان لا تتدخل وهي تبصر كيف يحاول رسلان بصعوبة ان يلجم عصبية ريس الفتّاكة فتدخلت قدر ووقفت امام ريس الذي يحاول ان يبعد رسلان عنه:
- كفى يا ريس.. اقسم بالله اذا لم تهدأ سأتصل بوالدك.

- اخرسي.
زجرها ريس بغضب لتتمتم ليليان ببكاء:
- انت اخرس.. همجي!
ثم تطلعت الى قدر وهتفت بتبرم:
- اتصلي بوالده قدر.. رجل عنيف.. وانا مثل الغبية ظننت انه هادئ ومتحضر.

"الحمدلله.. بالتأكيد اعتادت على نعومة رجال المانيا"
تمتمت قدر بعقلها وهي تردع ابتسامة تود ان تحتل ثغرها.. ولكنها لم تقدر ان لا تبتسم وهي تسمع رد ريس الوقح:
- انت فعلًا غبية.. هذا ما ينقصني! المانية غبية مدللة!

تجهمت ملامح ليليان وهي تصيح به:
- لست مثلك يا تافه!
ثم حدجت قدر بنظرات غاضبة وقالت:
- اعطيني رقم عمي غيث.. هذا الولد يجب ان تُعاد تربيته.

- ولد! كل هذا الجسد وتقول ولد!
هدر ريس بحنق وهو يبعد رسلان عنه الذي استغل الموقف ليرى سوء وضع علي.. لم يتواني ويصغي الى الجدال الممتع الذي يدور بل سرعان ما كان يرفع علي بصعوبة ليضعه في السيارة وكل خلية في جسده تتوعد بريس..

لم تحبذ قدر ان تبين لريس انها مهتمة به او بليليان بعد ان انتبهت لعلي ورسلان اللذان غادرا فحثت قدميها رغم تمنيهما بالبقاء واستدارت لتعود ادراجها الى داخل الجامعة.. وغادرت بينما يصلها صراخ ليليان الاقرب الى البكاء وردود ريس الهازئة المستفزة..

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن