الفصل السادس عشر

28.5K 1.2K 232
                                    

اسأل نفسي في كل لحظة:
متى ستعود فقد أرهقني الشوق؟
تغلغل عظامي وهرس قواي..
وكأنني يتيم من بعدك اذا سأل..
اسأل نفسي بصوت واهن يائس:
الن تحن عليّ وتسأل؟
فقد تخدرت حواسي ببعدك
وكأنني مسافر في وطن غريب
دون حبيب او قريب..
اسأل نفسي بعد كل دمعة:
لماذا السؤال فاللقاء مهجور
ولن يتم الا بعد ارتمائي
على فراش الموت أصارع
العشق والشوق وكأنني
فاقد الروح ببعدك..
فبالله عليك اخبرني:
متى ستشفق وتعود
للنوم على وسادة صدري؟

---------------------
لا يصدق ما فعلته خالته اطلاقًا.. لتبعده كليًا عن جهاد تخبره بكل برود انها طلبت يد قمر الجايد له للزواج كي يستقر.. واذا لم توافق الفتاة ستجد له غيرها فقد آن الآوان ليتزوج..
لعن حمزة بصوتٍ عالٍ وهو ينظر الى خالته الجالسة بصمود أمامه.. ثم هتف بغضب:
- كيف تفعلين دون ان تخبريني مسبقًا؟ من قال لك انني اريد الزواج بهذه الصغيرة؟ اخبرتك مرارًا ان لا تتدخلي بحياتي فلماذا تستسمرين بالتدخل بي بحق الله؟

أجابت ريما بجدية:
- انا خالتك.. وبما ان والدتك مريضة ولا تستطيع ان ان تنتشلك من دوامة الجنون الغارق بها فسأفعل انا.

- لن أتزوج واخبري غيث الجايد انني لن اتزوج ابنته.
قال حمزة بإحتدام لتغمغم ريما بإستهزاء:
- بالتأكيد لا تريد فإنت ترغب بتدمير حياة هذان الزوجين فقط.. لا تأبه بشيء آخر.. سوى بإعجابك بإمرأة متزوجة تعرفها مسبقًا.. انا لست بغافلة عنك يا حمزة.

إبتسم حمزة بسخرية:
- وماذا تعرفين ايضًا يا خالتي؟ وكيف تعتقدين انني قد أسمح لك بالتدخل بحياتي الشخصية؟ حينما أريد الزواج من امرأة فأنا لن اتزوج من المرأة التي تختارينها انتِ بل من المرأة التي اريدها انا.

هتفت ريما بتحذير:
- حمزة انا أهددك بالابتعاد عن جهاد وخاصةً بهذه الفترة.. وبعد ان نعرف رد قمر وعائلتها سأقرر ما الذي سأفعله بشأن طيشك.

تجهم حمزة وهدر بصوت حاد:
- خالتي لا يحقك لك التدخل بشؤوني.. ماذا افعل او لا أفعل انا لوحدي من يقرر هذا الشيء.. لأنها حياتي انا فقط.. تخصني لوحدي.

- لا تجبرني لأتحدث مع والدك واخبره حول ماذا تحوم.. عيب لك وانت في هذا العمر.
قالت ريما بجدية فقهقه حمزة بغضب وذهول قبل ان يزمجر بعصبية:
- وهل تعتقدين انني سأخاف من رجلٍ لا اعتبره ابي؟ لا احد يهمني.. لا احد كليًا.. عدا أمي و...

قاطعته ريما بحدة:
- وعدا جهاد ووالدتها.. اليس كذلك؟

- صحيح.
اجاب حمزة ببرود فقالت ريما بتوجس:
- لا تقل انك تحبها؟! ايّاك والقول انك تحب امرأة متزوجة وعائلتها لا تطيقك.

- هذه ليست عائلتها وانا أعرف كل شيء عن عائلتها الحقيقية.. اعرف ما لا تعرفيه انتِ وما لن اخبرك به ايضًا ابدًا.
ابتسم حمزة بسخرية وتابع:
- وعائلتها التي لا تطيقني تكون نفس عائلة قمر.. الفتاة التي تصغرني بعشر سنوات على الاقل.. لذا يا خالتي ابتعدي عن طريقي فأنا لا افكر بألحاق الاذى بجهاد.

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن