الفصل الثالث عشر

28.4K 1.1K 267
                                    

اتساءل دومًا:
من المذنب انت ام قلبي؟
ادور حول نفسي بتيه
واتساءل مرة اخرى:
لمن الظلم.. لك ام لي؟
وفي نهاية المطاف اجد
ان القدر هو من رسم لنا
هذا العذاب المؤلم..
فأيا ترى قدري سيكون
دونك ام معك فيبتهج أسمي؟

--------------------
نزلت قدر من سيارتها التي ركنتها على شاطئ البحر وهي تتطلع حولها بتفحص ثم رفعت ذراعيها وعانقت جسدها وهي تشعر ببرد شديد لا تقدر على تحمله البتة..
تقدمت عدة خطوات من شاطئ البحر ووقفت على رماله تتأمل أمواج البحر الهادئة بعينين هائمتين بائستين..

تطاير شعرها الناعم تحت تأثير النسمات الباردة المنبعثة من البحر فأغمضت عينيها تتنشق رائحة البحر بعمق وكأنها ليست هي!.. وكأن تم تجريد روحها من جسدها لتطوف فوق البحر بنعومة دون ان تكون مكبّلة بمشاكل عاطفية تؤثر بها بشدة!

ولم يقاطع عليها هذه اللحظات الجميلة سوى يدان وضعتا سترة سوداء طويلة فوق كتفيها وجسد ضمها الى صدره بقوة فابتلعت قدر ريقها وهي تسمع الهمس الناعم من صوت تعرفه جيدًا:
- اشتقت لكِ حبيبتي.. اشتياق ليس له حدود!

تملصت قدر من حضن سامر دون ان تبدي نفورها او عدم قدرتها على تحمل حضن رجل آخر غير حضن الرجل الذي تعشق.. ثم استدارت ورفعت حدقتيها لسامر العابس وغمغمت مبتسمة بتوتر:
- شكرًا لك.

زفر سامر بضيق ثم امسك يدها وهتف بصوت مغتاظًا:
- هيا لندخل الى المطعم.. لقد حجزت لنا طاولة خاصة تناسب جمالك حبيبتي.

اومأت قدر له بابتسامة شاحبة وولجت برفقته.. وحينما توقفا بجانب المطعم حاولت ان تسحب يدها من يده لتتركه يتكلم مع النادل بارتياح الا انه لم يلبي رغبتها ابدًا بل ضغط على يدها باصرار وكأنه سيتمسك بها حتى النهاية!

بعد دقائق جلسا حول طاولة مزينة بطريقة رومانسية حقًا.. كانت الطاولة تغطيها الشموع والورود الحمراء والبيضاء وأشهى السلطات واللحوم.. ولكن كل ذلك بدى بعينيها باهتًا عاديًا دون اي معنى..

اخذت قدر نفسًا عميقًا دون صوت حالما أمسك سامر يدها ورفعها ليقبلها بمشاعر جيّاشة.. فابتسمت له بشحوب ليغلغل أصابعه بين ثنايا أصابعها ويسألها:
- تبدين شاحبة اليوم.. هل انتِ يخير؟

اومأت ثم قالت:
- اجل، انا بخير سامر.. لا تقلق عليّ.

- اذا لم أقلق عليك فعلى من أقلق؟ انا احبك قدر.. وحبي لك من يحركني ويجعلني اتصرف بهذه الطريقة.
هتف سامر بخشونة لتحمر وجنتاها توترًا وخجلًا وهي تحس بوجع رهيب في صدرها.. هي تظلمه.. تظلمه بشدة.. كيف يعشقها وهي تعشق غيره؟!
وباحساس مشبع بالذنب همست:
- سامر.. انا.. انا في الواقع احب.. احب...

- ششش! لا تقولي شيئًا لا ارغب بمعرفته! هذه الليلة لي وليست لك.. دعيني افرح هذه الليلة يا قدر.
قاطعها سامر فجأة فابتسمت له بتردد وقالت بمرح مصطنع:
- هل تعرف بدأت اشعر باليأس من الجامعة؟ مملة ومتعبة عبثًا!

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن