الفصل السادس وعشرون والأخير

31.2K 1K 178
                                    

قلت ان الفراق محتوم وان القرار مفعوله ساري..
وتعمدت الجهل وانا أرى الوقت معك يمضي..
لم اجادل ولم اقاوم وأطلقت سراح الشوق ليداري..
تركت الهمسات تعلو وهمست أن هذا لا يدمي..
كانت الروح ترفرف في هواء العشق المغري المُضني..
والعقل دون مفعول يسري ويتولى القلب ليبلي..
قطعت الوعود حتى امسى الليل يعاتبني على وهني..
وجبنت وكذبت حتى أضحت الشمس من بؤسها تشوي..
وفي كل ديمومة كنت اخرج بقلب يشجي ويكوي..

-----------------------
يقف خارج الحديقة ينفث دخان سيجارته بغضب وحنق بينما يكاد لا يرى أمامه مما فعلته الغبية امرأته ومما كان هو على وشك فعله.. وضع يده على صدره مكان الوشم الذي خلقته أسنانها المتوحشة بعد أن عضته بشراسة لا تمت لها بصلة.. ليس غاضبًا منها بقدر غضبه من نفسه.. سيطرته على نفسه اضحت شبه معدومة حينما يكون معها.. ربما هو يستحق ما فعلته بوجنته وبصدره ولكن كيف بحق الله سيرضى.. كيف تقوم زوجته بضربه؟! وليست اي زوجة وانما قدر!!

تفاصيل احداث الساعات الماضية تمر بعقله مرارًا وتكرارًا.. كيف كانت تستجيب لقبلاته ولمساته باستحياء وارتجاف لم يزيده الا لوعةً وشوقًا.. حتى انتهى بهما المطاف على الفراش الأرضي بينما العالم يدور بهما.. وكأن لا يعيش اي شخص على هذه الأرض غيرهما.. البداية كانت جنونًا والجنون استمر إلى أن صار ما لا يقدر على تحمله.. يداه اخذت تعبث بجسدها بطريقة عابثة مجنونة إلى أن أصبحت عارية بين ذراعيه دون أن يدري أو تدري.. كان يقوم بعملية صك ملكيته على جسدها بينما هي الأخرى غائبة عن العالم بما يفعله بها.. وحينما ابتعد لوهلة عنها ينظر الى تعابيرها بشغف اقرب الى الهوس وعت على نفسها وهمت أن تنهض ليثبتها مكانها مرة أخرى بينما تحاول دفعه وهي ترجوه أن لا ينسى أنه وعدها.. ولكنه كان مأخوذًا بجمال ثمرته التي حُرِّمت عليه طويلًا وها هي أخيرًا صارت حلاله..

لم يكن يدرك أن لمساته لم تعد تطاق وانه صار عنيفًا ليدعها تستجيب لها مجددًا.. كان يقف على خط رفيع بين الجنة والهاوية.. اما ان يمتلكها وإما أن يبتعد عنها ويحترق بنار بعدها.. وهو لا يريد غير قربها الناري منه..
مقاومتها كانت تزداد قوةً وعنفًا، وتوسلاتها ليحررها أصبحت مصحوبة ببكاء مرعوب إلى أن قامت أخيرًا بغرس أسنانها بصدره حتى نزف دماءًا بينما يطلق انينًا موجوعًا فيضطر ان يبتعد قليلًا لينظر الى صدره بذات الوقت التي رفعت قدر يدها لتصفعه بغضب وخوف!

للحظات فقط بقي ينظر إليها بنظرات مصدومة قبل أن تضطرم حدقتيه بلهيب الغضب البدائي الذي جعل جسدها العاري يرتجف بين ذراعيه.. لم تكن تفكر الا سوى كيف ستهرب منه.. من جنون غضبه.. وكادت أن تفر هاربة حقًا وهي تمد يدها لتتناول قميصها قبل أن تصرخ وهو يأخذ منها القميص ويمزقه أمام عينيها المرعوبتين ثم يميل عليها ويقبلها مرة أخرى إلى أن تذوّق دماء شفتيها بفمه ثم فعل المثل بعنقها ليحتد بكائها فيتركها وينهض مبتعدًا وهو يشتم بصوتٍ عالٍ..

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن