الفصل التاسع عشر

30.2K 1.3K 330
                                    

يا ليتكِ ترسمين على نوافذي
أحرف من غزل الفجر..
وتعبثين برياحي بقبلات
ثغرك على خدّي الخشن..
يا ليتك تدركين ان همسك
هو الشجن.. وعطرك هو الشهد..
وتبقين تعزفين بناي أناملك
على جسدي ألحان امواج البحر..
يا ليتكِ فقط تحبينني كما أحبك
وانا ادري ان لا حب كحبي..
فكل ما يخصك سرمدي
لا يعرف الا الأزل والأبد..

---------------------
- لا!
كان هذا رد قدر على كلام ريس.. بقوة وإصرار.. اعترافه أثّر بها ولكنها ليست غبية لتكون دون كرامة وترضخ سريعًا لأعترافه لها بحبه.. اذا كان يحبها حقًا فيجب عليه ان يثبت عشقه لها.. يجب ان يقاوم ويحارب.. وحينها فقط ستكون معه راضية وسعيدة..
تأوهت قدر بألم حينما ضغط ريس على ذراعيها بقسوة وكأنه يريد سحقهما بعد ان ضغط على زر ايقاف المصعد بحركة سريعة..
دنى ريس بوجهه من وجهها وهمس بخشونة، لاهثًا:
- لا؟! لا يا قدر؟!

رفعت قدر رأسها بشموخ وهتفت:
- لا وألف لا! سأكرر لك جوابي ألف مرة اذا أردتَ يا ريس.
ثم حاولت تحرير يديها من قبضته فزاد ريس من ضغطه أكثر ليثبتها فأطلقت صرخة وجع:
- إتركني.. إتركني...

عقد ريس حاجبيه بغضب شرس يوازي الغضب النابض في حدقتيها وتساءل بجنون:
- لماذا لا؟ هل تحبين رجلًا غيري؟

كادت تسريحة شعرها ان تتدمر وهو يلصقها بجدار المصعد بهذه الطريقة فقالت بمحاولة عقيمة ان تهدأ وتهدئ الثور الهائج الذي يكبّلها بجسده:
- ريس إبتعد عني.. فشكلي سيتدمر هكذا ولا بد ان الجميع يتساءل عنا الآن.. لذلك انا أرجوك لا تدمر زفاف سند وسوف نتكلم...

قاطعها ريس صارخًا:
- وبماذا كل هذا يهمني؟ الآن فقط أجيبي وسأحررك.. لماذا ترفضينني؟

ردت قدر بعنف:
- لأنك لا تستحقني.. ولا تستحق ان أحبك.. من يعلم ربما تكون فقط تريد ان تحقق غايتك بإستسلامي مجددًا لك.. عاشقة حزينة منبوذة! تسير وراءك وتسخر منها! بإختصار يا ريس الجايد انا لا اثق بك ولا بحبك.. ولترتاح من كل هذه الجنون انا لم أعد احبك.. آجل اعترف انني كنت احبك ولكن الآن لا. لا. لا!.

لدهشتها وجدت ريس يطلق سراحها ويبتعد عنها مبتسمًا بسخرية وإستهزاء واضح ارعدا نوافذ قلبها المكلوم فضمت قدر ذراعيها الى صدرها قبل ان تسمعه يقول بهدوء ساخر يحمل في ثناياه الكثير والكثير:
- لا تحبينني! هل تريدين ان أصدقك؟
تحولت ملامحه الى الجدية التامة وهو يتابع:
- انتِ فقط تحبينني قدر.. وسأثبت لكِ ذلك وأعدك ان زواجنا سيتم قريبًا.. فتالله أكسر عظام كل من يدنو منك ويحاول ان يحتل مكانتي الخاصة في قلبك...
وبخفة إقترب منها وربت بأصبعه على خدّها بينما ينظر اليها بعينين قويتين جامدتين:
- على الرغم من انني متأكد وواثق انك لن تحبي رجلًا غيري ابدًا ولكن لا ضرر من التحذير وبعض التهديدات.
إبتسم ريس بوقاحة وهو يغمز لها قبل ان يهمس ويعيد تشغيل المصعد وسط جمودها التام:
- أعدك ان نلتقي قريبًا في مكان آخر، يختلف كليًا عن هذه الأجواء التي لا تناسبنا وأعدك انني حينها سأعاقبك بأكثر الطرق التواءًا وعجرفةً على ما تفوهتِ به.. وداعًا قدري!

غزلًا يوقده الرجالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن