خارج عن السيطرة

197 39 33
                                    

قام كل منهم باشعال مصباحه فيما صرخت آن بسرعة وهي تنظر بقلق :
_"لايت !"
نظر اليها وأومأ بالايجاب دون ان تنطق هي كلمة واحدة غير اسمه ، فراح يبعد البقية عن الشخص الذي سقط كما طلبت منه بنظرتها ، بينما هي جثت على ركبتيها تتفقد الساقط...

_"الساعة العاشرة و اثنتا عشرة دقيقة..."
قالت آن وهي تحدق بساعتها ...قلبت الشخص الملقي على الأرض، ثم استدارت لتنظر الى البقية الذين يجتمعون في الزاوية . كانت علامات وامارات الخوف والفزع بادية على وجوههم المرتعبة الشاحبة. رينا متجمدة مكانها ، جيني ملتصقة بيد لايت بينما هي تكاد تبكي، ايتاكورا متصلب وينظر غير مصدق لما يحدث ، يوزو يحدق بوجه مرتعب ، ولايت يراقب آن بوجه ساخط فيما يحاول ابعاد جيني عنه بهدوء.
وقفت آن من مكانها، نفضت يديها ثم اخرجت هاتفها وحاولت الاتصال باحدهم ، ولكن لم يكن هناك شبكة فاغلقت الهاتف بينما عضت شفتيها بسخط دون ان تنبس ببنت شفة. وضعت يدها على ذقنها ونظرت الى ناكاتا ملقيا على الارض و بعض من قطرات الدماء تحيط به. ورقة صغيرة سقطت من جيب الجثة ، فتحتها والقت نظرة، جملة غريبة تقول "حذرتك ، والان انتهى وقت التحذير النظري وجاء العملي" .بقيت تحدق وهي تفكر في صمت. لم تكن الصامتة الوحيدة ، فلا أحد تجرأ على النطق بحرف ، فقط صوت حذائها يشوه هذا الجو الهادئ المريع ، ساعد لايت ذاك الصوت بخطواته بعد ان ابعد جيني عن يده، وتقدم نحو آن ...
_لا تقترب!
صاحت دون ان تنظر اليه وهي تفكر ، فيما هو توقف مكانه ونظر اليها وهي تجثو على ركبتيها مجددا وتفتش جثة ناكاتا بوجه حازم ، وضعت يدها في جيبها فاخرجت منديلا قديما وامسكت به هاتف الجثة ، اخرجت قفازا صغيرا من حقيبة الاسعافات الاولية الخاصة برينا والتي كانت ملقية على الأرض، ثم ارتدته واخذت تتفقد المكالمات والرسائل الخاصة بناكاتا. ظهرت على وجهها امارات الدهشة لوهلة حين وقع بصرها على احدى الرسائل، ثم استعادت رباطة جأشها .

"ضحية مخدوعة مخادعة.،"
_أجل ، هذا واضح ...هذا افضل مثال عن من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ،و...ما الذي تفعله هنا ؟! الم اخبرك الا تقترب؟!
صرخت آن في وجه لايت الذي كان جالسا بجانبها بعد ان كادت تسقط.
_ما باليد حيلة ،لن ادعك تقومين بكل شيئ هذه المرة ايضا!
نظرت اليه بوجه منزعج ، ثم اردفت قائلة بعد ان وقفت و اخفت الهاتف في المنديل داخل جيبها:
_ومالذي تفقهه أنت في أمور التحقيق؟! على كلٍّ، ابتعد من هنا قليلا وحاول الاتصال بالشرطة مجددا.
_أهكذا تردين على من حاول المساعدة؟ لكنك حاولت فعل ذلك من قبل ، كما اني نسيت هاتفي قبل ان نأتي.
قالت بتذمر بينما اعادت وضع يدها على ذقنها لتفكر:
_تبا! لا فائدة من هذا...بأي حال عليّ ايجاد القاتل بسرعة، قبل ان تسوء الأوضاع أكثر..
التفت لايت بهدوء للبقية ثم دفع آن بيده و تعمد السعال مشيرا بعينه لهم، ففهمت رسالته ونظرت إليهم. عيون رينا وجيني اغرورقت بالدموع وهما ترتعدان ملتصقتان ببعض، و ايتاكورا ويوزو يحاولان اخفاء فزعهما.
همس لايت في أذن آن بانزعاج :
_أسرعي!
_إخرس وحسب...
تقدمت منهم ثم تنهدت لتستجمع شجاعتها وتقول:
_للأسف ،سنتابع الرحلة من دون ناكاتا، وعلينا ان نخرج سريعا.
حدق الجميع فيها بارتعاب ثم اردفت بلكنة حازمة:
_تمّ قتل ناكاتا للتو، بواسطة شيئ اخترق الجهة الخلفية من رقبته...
صرخت رينا وهي تنتحب بينما ارتمت على جيني:
_م..مستحيل! كيف لهذا ان يحصل ؟!

 02 : ميراث الحمقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن