02 : ميراث الحمقى

بداية المغامرة

_آن! أين أنت ، ماذا حدث؟!  حفرة؟ ايعقل انها سقطت؟ يبدو اني سأضطر للنزول أيضا...انا قادمة!
   وكانت هذه مجرد بداية عابثة  لما سيحدث من ...
    قفزت رينا ووجدت نفسها في مكان ما...مكان واسع ومظلم كذلك...رفعت رأسها للأعلى فرأت المكان الذي قفزت منه...اهي في حفرة ام ماذا؟ بقيت تنادي على آن ، ثم مسحت المنطقة بمصباحها...المكان ملي بالغبار هنا...استطاعت بصعوبة ان ترى اثار اقدام آن التي تركتها على غبار الارضية ، اضافة لآثار أخرى..تتبعت الآثار ، الى ان سمعت صوت آن ...اتجهت الى مصدر الصوت فارتطمت بجدار من غير قصد. يبدو انها غرفة سرية .
اشارت بالمصباح للحائط ، فرأت الباب ومن ثم دخلت :
_آن؟ أأنت هنا؟ ها أنت ذا! لقد اخفتني بإختفائك!
كانت آن تتكلم مع اربغة أشخاص ، اربعة وفتاة، وكانوا يحملون مصابيحا مثلها ...نظرت اليها آن وهي تبتسم ثم قالت:
_آهه، رينا! اخيرا أتيت. كنت أنتظرك
_ما الذي تفعلينه هنا؟
_اتذكرين آثار الأقدام عند الجسر ، والباب المكسور؟
هزت رينا رأسها برعب ثم اردفت قائلة:
_وكيف لي أن أنسى!
_هؤلاء الخمسة هم الأشخاص الذين اتوا قبلنا...
نظرت رينا اليهم بتمعن ، فتاة  اجنبية شقراء قصيرة الشعر وتربطه على شكل ذيل حصان، ترتدي سروالا قصيرا مع قميص احمر بدوون اكمام ، تنظر نظرة جريئة بالرغم من هدوئها. بالنسبة للأولاد فهم صبي صامت خجول الملامح كان يحدق في رينا بتمعن وخجل ، والاثنان الآخران  توأمان ...احدهما بارد الملامح يضع يده اليمنى في جيبه واليسرى يحمل بها مصباحه يرتدي سروالا اسود وقميصا ابيض ، وهو عكس ما يرتديه شقيقه التوأم المبتسم المرح. وصبي آخر مبتسم ابتسامة انثوية.
اشارت آن الى الخمسة  -بالترتيب حسبالوصف- ثم قالت...
_هذه الشقراء صديقتي التي اخبرتك عنها ، جيني، اتذكرين قصة البحيرة  الللعينة ؟ هذه هي ... الذي بجانبها هو ايتاكورا وهو توأم الفتى البارد، وهذا  الصامت الخجول هو ناكاتا .، الذي بجانبه هو يوزو ..وبالنسبة للبارد الذي يقف على يساري ، فهو لايت...
يرحب الجميع برينا ، وبعدها يتكلم لايت مخاطبا آن  بصوت بارد متحد..
_ماذا؟ اترينني باردا ايتها الوقحة؟
_مع من تتكلم يا هذا؟ انا لم اكذب حين قلت انك بارد..
_تشه! مزعجة!
_متبجح!
يحتدم النقاش بينهما فيتدخل ايتاكورا.
_مهلا مهلا مهلا ! لن تبدآ شجاركما مجددا! هذه المرة الثالثة التي تفعلان فيها هذا منذ حضورنا! ثم هل نسيتما ان ما حدث في البحيرة كان بسبب الشجار ؟
يتذكر كل من آن و لايت ماحدث ، فيشيحان بنظرهما عن بعضهما بغضب ، بينما تضحك رينا وجيني...
يؤنب لايت تيتاكورا بغضب يحاول اخفائه بصوت بارد:
_اخرس يا ايتاكورا ! اياك ان تذكر امر البحيرة المزعجة مجددا!
_ح..حسنا يا أخي ! كما تريد.
تسأل رينا آن عن سبب غضبها فترد جيني بسخرية:
_يستحسن الا تعرفي يا عزيزتي! كلما حدث أن آن و لا...
تقاطعها آن مهددة بوجه مرعب:
_كلمة أخرى يا جيني ، وستدفعين الثمن غاليا..
_ح .حسنا كما تريدين.
_تبا لا فائدة منك . انت وايتاكورا بنفس مقدار الثرثرة والكلام الفارغ.
نضحك كلنا بسخرية ثم يقول لايت:
_اذن؟ ماذا تنتظرون ؟! الكنز لن يأتي الينا ....أسرعوا وإلا سأترككم وحدكم مع هذه المتحرية السخيفة.
يومئ الجميع ثم يتجهون خلف لايت الذي غادر الغرفة ببطئ، بينما تهامست رينا و آن..
_آن، الى أين؟
_نسيت إخبارك، والد جيني ترك لها ارثاوبما انها والبقية اصدقاء  طفولة كأ نا ولايت وايتاكورا او جدد كيوزو وناكاتا  ، فقد قررت احضارهم معها للبحث عنه.
تسأل رينا بخجل مترددة:
_آ..آن، ماذا عن ، ذاك المدعو ايتاكورا؟
يظهر ايتاكورا من الخلف فيجيبها:
_انا ايتاكورا هاراتشي ...
_ه..هاراتشي؟!
_اجل اهناك خطب ما؟
_ك..كلا يا ايتاكورا، اعني سيد هاراتشي(برسمية) كلما في الامر اني ...
_نادني ايتاكورا وحسب...
_الا يعقل ان تكون انت هو...
ولم يدعها لايت تكمل حديثها معه حتى قال مخاطبا والبقية:
_انتِ ! احضري هؤلاء وتعالي...سنذهب ونتركك انت و تلك الفتاة و شقيقي الأخرق.
_تشه! من يحسب نفسه ليلقي الأوامر هكذا! دعونا نذهب قبل ان افعل شيئا اندم عليه.
يخرج الجميع من الغرفة ويتجهون الى الحفرة حيث سقطوا فيها (كما سقطت آن ورينا). تسأل آن جيني:
_جيني؟ الا يوجد مفتاح لاضاءة المكان هنا؟
_ااه ، نسيت امره ، يوجد واحد ولكنه في الأعلى. نحن عالقون هنا ولن نستطيع الوصول.
يتنهد الجميع فيقررون تشكيل سلم تصعد عليه  جيني ومن ثم يشغل الانارة.
يلعبون ورقة حجرة مقص لتحديد ترتيبهم بالرغم من عدم موافقة آن واعتبارها فكرة ساذجة.
بعد ان نجحت الخطة نزلت جيني  ، ثم احتاروا في كيفية البحث عن الكنز ، الى أن  نطق لايت قائلا بحماس يحاول اخفاءه بابتسامة متحدية:
_ما رأيكم أن ننقسم لفرق؟ عندها سيكون مدار البحث موسعا و سننتهي أسرع.
تقاطعها جيني:
_فكرة سديدة ، وانا موافقة .
تتكلم آن معارضة:،
_ولكن  ، ماذا لو حدث شيئ ما اثناء افتراقنا ؟
لن يحدث شيئ...ثم اننا سنوزع الاعمال والبحث ، فجيني تمتلك خريطة للمنزل.
_حسنا....ان كان ذلك مساعدا فلا بأس.
يتدخل ايتاكورا ضاحكا:
_يبدو انكما اتفقتما اخيرا!
ينظر كل من آن ولايت الى ايتاكورا بغضب ثم يصرخان في نفس الوقت:
_ لكن لن اذهب معه/ها!
تتدخل جيني  ورينا وتحاول تفريق آن ولايت ، فيقترح يوزو قائلا بصوته الرقيق الذي لم يسمع منذ حضور رينا:
_حسنا، اظن ان لدي فكرة.
يلتفت الجميع اليه بينما يحدق فيه لايت و كأنه يسمعه يتحدث لاول مرة...يسأله الفتى ذو الابتسامة الانثوية -ناكاتا-:
_ما الذي تريده يا صديقي؟ فأنت لست كثير الكلام  حسبما اعرفك، لذا ستقول شيئا مهما، صحيح؟
يجيب الفتى الخجول يوزو بهدوء:
_اظن انه يجب ان نفترق لقسمين : فريق تقوده آن ، والآخر يقوده لايت. .
يومئ الكل موافقا بينما تسأل آن عن سبب اختيارهما ليكونا قائدين ، فتجيب جيني:
_اجل ! احسنت قولا يا يوزو! آن متحرية و لايت ذكي وبإمكانه امساك زمام الأمور كآن ، وهما سيجيدان التصرف في حال حدث شيئ ما...لذا اظن انهما الأفضل اليس كذلك؟
يومئ كل من آن ولايت موافقين ، بينما يضيف ايتاكورا :
_هذا بالإضافة الى منع الحد من جدالاتهما وتحدياتهما الغريبة.
يضحك الجميع ثم يبدأون في التقسيم... في فريق آن: جيني و يوزو.  وفي فريق لايت:ايتاكورا و ناكاتا ورينا التي اصرت بلا سبب على الذهاب مع لايت.
انتهى التقسيم وحان موعد الافتراق ، اخرجت جيني خريطة للمكان ، ثم اخذوا يقسمون اماكن البحث، اعطت جيني الخريطة لآن ، فانزعج لايت قائلا:
_ولم هي من ستٱخذ الخريطة؟ نحن نحتاجها كذلك!
تقول آن ببرود شديد:
اتشعر بالغيرة ام ماذا؟
_اخرسي أنتِ! لم اكن أتحدث معك!
تتدخل جيني لتحاول التفريق بينهما ولكنها لم تستطع فيبتعد الجميع الى الخلف بينما آن ولايت يحدقان في بعضهما والشرر يتطاير من عيناهما .
يصرخ لايت:
_لو علمت ان هذه المتبجحة ستأتي لما خطوت خطوة الى هنا!
_وكأني كنت سآتي!
صمت قاتل يشوب المكان ، انهما فقط يحدقان ببعضهما بنظرة شخص مستعد للقتل ، بينما البقية يتسمرون في اماكنهم. تهمس جيني في أذن ايتاكورا ثم تغمز بعد ان تقول بهدوء:
_ما الذي تفعلانه الآن؟
لا يجيبانها فتتابع كلامها:
_لا بأس، لا بأس أتساءل هل سيقبل الصحفيون ان ننشر قصة البحيرة في الصورة الأولى، بالرغم من أنها قصة قديمة ...
تهمس رينا بانزعاج في اذن ايتاكورا وهي تسأله عما حدث فيها ولكنه يجيب بعدم علمه عما يتحدثون عنه.
وهنا تتغير ملامح آن و لايت فينظران الى بعضهما بابتسامة خبيثة ماكرة ثم يلتفتان  الى جيني بنظرة مخيفة...يقول لايت ببرود وهو مبتسم :
_جيني؟ اي ورد تحبين الأبيض أم الأصفر؟
تنذعر جيني من نظرته المرعبة فتقول برعب:
_لم ...تسأل؟
تجيب آن بخبث:
_لنضعه لك على قبرك عندما نغادر!
   تخاف جيني فتتجمع الدموع المرتجفة عينيها، لتلطلق آن ضحكة خفيفة ساخرة :
_انظروا الى الصغيرة جيني تبكي من مزحة!...اتساءل هل سيقبل الصحفيون نشر هذه القصة!
   تغضب جيني لوهلة ثم تبتسم مجددا بانزعاج...بينما تنظر الى لايت الذي استدار للجهة الأخرى وبقي يعبث بساعته ...قبل ان يردف قائلا:
_رينا، ايتاكورا، ناكاتا ، اتبعوني ! سنبدأ البحث ونخرج سريعا قبل ان افعل شيئا اندم عليه!
تسأله جيني عن موضوع الخريطة فيرفع ورقة صغيرة ثم يقول:
_بينما كنت تنوحين، نزعت الورقة من جيبك دون ان تشعري وقمت برسمها على ورقة أخرى ، خذيها!
_حسنا...خذ هذا اللا..
_تقصدين اللاسلكي؟ اخذته ايضا ، والآخر في حقيبة المتحرية، لا تتأخروا والا فإننا سنتعدى منطقتكم.
يخرج لايت وبرفقته رينا، ايتاكورو ناكاتا ، بينما سخرج البقية خلف آن، يتابعون المشي معا الى ان يصلوا الى مفترق فيأخذ كل فريق طريقه .
تقول آن:
_ها قد بدأت اللعبة!...

                                              ************* **********************         
(اعتذر عن التأخير ، كانت لدي ظروف منعتني من الكتابة لفترة(المدرسة) وبالمناسبة ما رأيكم بالفصل؟)