ضحية اولى

226 33 44
                                    

كانت من الواضح ان تلك الفقرة هي شفرة ما، وسرعان ما استنتجت آن بعد دقائق انها لربما عند فكها، ستعطي طريقة للخروج، وكان نص الشفرة كالآتي:
WuhdvxuhLvPruhSuhflrxvWkdqJrog ,LwKdvEhfrphUduhDqgRog

WkhVxqZlooVklqh ,ZkhqVfruslrqvDjuhhZlwkWkhOljkw.

            -Caesar-
حدقت آن مذهولة في الشفرة..كانت تشعر انها بدأت تفقد السيطرة على زمام الامور ، هم عالقون هنا منذ مدة والساعة الان تشير للواحدة الا عشر دقائق تقريبا، لا يعرفون كيف يخرجون ، لايعلمون مكان الكنز...حتى ان المخرج الوحيد والذي كان المكان الذين اتوا منه قد اغلق فجأة بطريقة ما، والأسوء من كل ذلك ، هو هذا الهاجس المخيف الذي يراودها...هاجس غريب لا تعلم مصدره، انها تحاول التغطية على حيرتها بابتسامتها الباردة الواثقة ، ولكن لا جدوى من ذلك، فهي ليست الوحيدة ...بل كل من في المكان كذلك. رينا وجيني تتهامسان عن طريقة للخروج، لايت يحاول ايجاد معنى للشفرة بصعوبة، يوزو وناكاتا يتهامسان عن الكنز وما يمكن ان يكون، ايتاكورا يقوم بازعاج لايت الذي يطلب منه ان يخرس كل دقيقة...الاوضاع مضطربة!
صمت قاتل يشوب الاجواء للحظة ، تقطعه آن بكلماتها وهي تفكر بصوت عالٍ من دون قصد:
_لماذا اشعر اني رأيت هذه الشفرة من قبل؟

يلتفت الجميع حولها فيسألونها عن المكان...ولكنها تجيب بدهشة:
_م..ماذا؟ اظنني كنت افكر بصوت عال...
تلاحظ خيبتهم وارتباكهم فتبتسم ابتسامة واثقة قبل ان تستطرد قائلة:
_لكني سأجد، اقصد سنجد المخرج والكنز معا في وقت قصير ، لن يتغلب علينا لغز تافه كهذا ، نحن اقوى من ذلك...اذن، هل ستساعدونني، ام ستتركون جملتين صغيرتين كهذه تتغلب عليكم و تجعلكم مضطربين هكذا؟
يتبادل الرفاق النظرات فيما بينهم ثم يبتسمون ابتسامة متحدية متحمسة و يصرخون في وقت واحد:
_سننجح بالتأكيد!
تبتسم آن ابتسامة مطمئنة، فيبدأ كل منهم في الحديث بحماسة ، بينما تقترب جيني من لايت الذي يعقد يديه بنرجسية ويبتسم ابتسامة خفية . تدفعه جيني بازعاج بمرفقها ثم تسأله بسخرية:
_ما خطبك؟ لم تبتسم هذه الابتسامة الخرقاء الخفية؟ لم أرك تبتسم من قبل سوى عندما كنت تقوم بالفوز في الالعاب والمسابقات التي كنا نفشل فيها عندما كنا صغارا...فلم تبتسم الآن؟
يشيح لايت بنظره للجهة الاخرى بعد ان تعود نظراته الباردة الى وجهه ، بينما تتابع جيني حديثها بنبرة سعيدة :
_انها حقا مذهلة، استطاعت اعادة الحماس اليهم بعد "حالة الاكتئاب " التي كانوا فيها قبل لحظات ، بالرغم من انها نفسها قلقة ومحتارة.
_ارى ذلك جيدا.
يحدق كلاهما في آن التي تطلب قلما وورقة من البقية بينما يبحثون في حماس متجمعين حولها ...
_مهلا ، لا تخبرني انك...
_اخرسي وابتعدي عني ! ثم اني لست كما تظنين ، شردت لبضع ثوان وحسب...
_اجل اجل ، اعلم ذلك ايها الشجرة عديم الاحساس!
_ساعتبر هذا مديحا...

يصمت كلاهما ، بينما ينظران الى البقية يعملون ، فتسحب جيني يد لايت بعد ان اردفت قائلة وهي تمشي وتبتسم متجهة نحوهم:
_ماذا تنتظر؟ لن تقف هنا كالابله وتنتظر ان يقوموا بكل شيئ! ساعدهم قليلا.
ينظر اليها باستغراب فتشد يده وتسحبه اكثر الى ان يصلا الى حيث يتجمعون. ينتزع الورقة من يد آن دون استئذان فتنظر اليه  ببرود فيما هو يبتسم بسخرية  ثم تخرج ورقة اخرى من جيبها لتصعق نظراته بها ...فتبتسم بخبث وتقول :
_ماذا؟ استنتجت انك ستفعل شيئا كهذا فجهزت سلاحي قبلك. اعدت كتابتها هنا ، كما اعطيت لكل واحد نسخة منها. بالطبع لم اكن انوي تقديم واحدة لك لاني اعرف انك ستخطفها كالعادة، لذا جهزت واحدة اخرى لي.
يرمقها بانزعاج فيما يقع بصره على كلمة في اسفل الورقة ، وما كاد ينطق بحرف حتى قاطعته آن:
_انا ايضا لاحظتها...مجرد قراءتها يذكرني بشيئ سمعته من قبل ، ولكن لا اذكر ماذا بالضبط.
_ماذا عن...
_تقصد الحروف المكتوبة بطريقة كبيرة ؟ استنتجت انها تدل على بداية كلمة جديدة ، اذ لا وجود للفراغات بين هذه الحروف هنا، بينما الفواصل تعني جملة اخرى.
_يبدو انك  توقعت كل ما سأقوله بالفعل.
_هذا يسمى استنتاجا لا توقعا ، على كل حال علينا ايجاد طريقة لحل هذه الشفرة بأسـ...
قاطعتها رينا وهي تشير الى تلك الكلمة في آخر الورقة«caesar»:
_آن انظري...الا تعني هذه الكلمة المرسل؟
_يضع آن يدها على ذقنها فيما تجيب:
_ولكن والد جيني اسمه جيرالد وليس قيصر كما هو مكتوب(caesar تنطق قيصر)
_حقا؟ ظننت اني استطيع المساعدة.
_لا بأس ...تبا! اين سمعت هذا الاسم من قبل؟!
يتدخل ايتاكورا ليتمعن اكثر في ورقته ثم يصيح محدثا لايت:
_يا اخي!
يقاطعه الاخر بحدة :
_امتلك إسمّا ، كف عن مناداتي بأخي.
_حسنا ...لايت . الم نرى شيئا مشابها لهذا من قبل؟
يعيد لايت النظر في الورقة بينما يضع يده اليمنى في جيبه ، فهو اعسر بعد كل شيئ...
_بطريقة ما اشعر وكأنها ليست المرة الاولى التي اقرأ فيها شيئا كهذا...
_أرأيت؟ لكن متى حدث ذلك..جيني ، هل من فكرة؟
لم تجب جيني على ندائه فقد كانت شاردة وتحدق في الورقة بينما تعتصرها، انتبهت عليه فاجابت :
_ع...عذرا، يبدو اني شردت قليلا...لا اعلم لماذا ولكن بمجرد التحديق بالورقة يخطر على بالي "القطار"
يحدق الجميع فيها بينما يسأل ناكاتا عن دخل القطار، ولكنها ترد بأنها لا تعلم...

 02 : ميراث الحمقىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن