الفصل الاول

976 16 0
                                    

عودي الى هنا !.
كان صدى صوت جاك يتردد في سكون الوادي بينما كانت لينات هاريس تركض نحو الممر الجبلي ثم نظرت خلفها نحو الرجال والجياد ورأت أن جاك يسرع نحو بندقيته .
( لقد سرقت ذهبنا )
لم يهتم جاك لصراخ رفيقه وصوب بندقيته اتجاهها
(توقفي لينات والا اطلقت النار )
تابعت لينات تسلقها الصخور رغم ثقل الحقيبة الجلدية المعلقة على كتفها اصابت طلقة نارية حجرا على بعد متر واحد منها ، مما يؤكد تهديد جاك .
وأعتقدت للحظات انها ستنهار ,وكانت شمس المكسيك القوية تحرق عنقها وظهرها , وبيأس أخذت تبحث عن ركيزة تسند قدمها عليها . وتحاول بجهد ان تركز انتباهها على مايجب ان تفعله .
لكن ازيز الطلقة الثانية التي كانت قريبة  من وجهها ، وخطوات جاك المتسارعة خلفها اربكتها كثيرا .
وظلت تقاوم وهي تتقدم نحو الأعلى ولكن ازيز رصاصة اخرى صمت أذنيها ، وحاولت ان تتجاهل الخطر وهي تردد في نفسها أن جاك من أمهر الرماة يجب أن تصل الى الشارع الذي في الجهة المقابلة .
والا سيغضب منها لاري وايلد مخرج هذا الفيلم اللعين ، وهو يريد أن يكون هذا المشهد حقيقي
وهذه هي المحاولة السادسة اليوم وجاك يطلق من بندقيته طلقات حقيقية !.
وكان الشارع لايزال بعيدا وتعثرت رجل لينات ولشدة المها ندمت لقبولها دور الممثلة البديلة عن مارلين ثورن في هذا الفيلم ،ولقد استغرقت المشاهد الخارجية وقت اكثر مما كان يتوقع لها .
وكان نصف فريق العمل يفهمون أن ماريلين الأصلية وقعت ضحية للانتقام مونتزيما .
وداء الأسهال الديزنتري أرقد البطله في السرير لعدة اسابيع وكان أفة للسياح ويحمل أسم رئيس الازتيك الشعب الذي نزل قديما في المكسيك والذي قتله.                                    ال كونكيستادور
وفي نهاية الأسبوع الثاني قرر المخرج لاري أن تقوم لينات بدور مارلين في المشاهد الخارجية .
وافقت لين رغما عنها لأنها بحاجة للمال كي تدفع تكاليف علاج عمها شارلي ومصاريف مزرعة الجياد
في كاليفورنيا كما وان الممثلة الراقدة في السرير توسلت اليها والدموع في عينيها لتقبل هذا الدور .
ومساء أمس عندما دخلت لين الى الفندق وجدت مارلين تلعب البوكر وهي تضحك مع بعض الأهالي
وعندما أصبح الشارع قريبا منها كانت لاتزال طلقات جاك تلاحقها فتسلقت بسرعة صخرة منبسطة أمامها
كما يطلب منها السناريو ,ثم التفتت خلفها تتأمل الوادي تحتها والكاميرات الموجهة عليها .
يجب أن ترمي نفسها على شبكة تحتها بشكل تظهر القفزة حقيقية في الفيلم .
ثم سمعت صرخت جاك خلفها وكانت هذه هي الأشارة فصرخت ورمت نفسها في الهواء على ارتفاع 53 م في الثانية وأصيبت بالخوف الكبير
لقد كانت الشبكة على ارتفاع منخفض أكثر مما يجب وسقطت بسرعة كبيرة ،وعندما اصدمت بالشبكة اخذت اذنها ترن وتسمع صدى صراخها اليائس .....
وتحت ثقل جسمها انقطع احد حبال الشبكة وحاولت الفتاة بجهد كبير ان تتمسك بأطراف الشبكة لكن اصابعها انزلقت واخذت تتمرجح في الشبكة ثم سقطت في الفراغ........
استيقظت لين على تغريد الطيور ، وفتحت عيونها بثقل ورأت فوقها سقفا ابيضا . وعندما ارادت ان تدير رأسها احست بالم كبير وكأن تيارا كهربائيا يلمع فيه , ثم رأت امرأة تقترب منها ويلفها البياض .
_( يبدو انني اصبحت في السماء ).
_(اوه لاياسنيوريتا ).
اجابتها الأمرأة بصوت عذب , وابتسامه مشرقة:
_(لقد كانت حالتك سيئة  جدا خلال ايام طويلة ، ارتاحي بهدوء ريثما اخبر الطبيب انك استعدت وعيك ).
فهمت لين انها في المستشفى .
وان هذه الامرأة هي راهبة دينية ولكن كم مضى عليها في المستشفى .
وعندما حاولت ان ترفع يدها لترى ساعة يدها احست بألم كبير وبشيء ثقيل الوزن يثبت يدها في السريروكذلك ساقها اليمنى مثبتة ايضا .
ولم يكن بأمكانها مسح دموعها عندما اقترب منها الطبيب تبعته الراهبة
-( اه سنيوريتا !).
-(كم انا سعيد لأنك استعدتي وعيك !).
_( ماذا افعل هنا )
ولاحظت ان صوتها اصبح خشنا ومختلفا عن صوتها الأصلي .
_( للأسف انسة ثورن لقد تعرضتي لحادث خطير, ولقد شرح لي المخرج السنيور لاري وايلد ماحصل لك على كل حال لاضرورة للقلق ).
ولكن لماذا يناديها بلأنسة ثورن ؟.
_(انا لا استطيع تحريك يدي ولا ساقي...... ).
(حاولي ان لاتتحركي ، ولا تقلقي , لقد اصيبت يدك وساقك بكسور فقط . ولديك بعض الجروح البسيطة لكن لايوجد اي شي خطير اخر لقد بقيت عدة ايام فاقدة الوعي ، وكنا قلقين من ارتجاج في الدماغ ).
_( ولكن صوتي... صوتي غريب..).
اجابها الطبيب مبتسما :( ذلك بسبب وتر في حنجرتك . لكنك ستتمكنين من الكلام بشكل طبيعي مع خطيبك انه قلق جدا عليك ).
_( خطيبي ؟..).
سألته بدهشة .
( نعم! دون فيليب يتصل من نيويورك كل يوم . انه قلق جدا ، وكم سيكون سعيدا عندما سيعلم بأنك استعدتي وعيك ).
_( ولكن .. دكتور ، انا لست مخطوبة ).
التفت الطبيب الى الراهبة وكلمها بالأسبانية ثم عاد والتفت الى لين .
_( لاتقلقي , انسة ثورن انه ارتجاج بسيط ادى الى لفقدانك جزء من ذاكرتك ).
_( ولكني لست ثورن ، ولست مخطوبة ).
صرخت لين وهي تمسك كم قميص الطبيب بيدها الثانية .
_( حسنا ,حسنا ,ياابنتي اهدئي لقد نجوت من موت محتم وتحتاجين لبعض الوقت كي تعودين لطبيعتك ستعطيك الممرضة الان حبوبا مهدئة للألم وتساعدك على النوم وسأراك فيما بعد      نهاية الفصل الاول

حبك مجازفة كبرى.       رواية عبير.                                        حيث تعيش القصص. اكتشف الآن