الفصل السادس

431 10 0
                                    

اقترب الفارو من زوجة ابيه والتفت نحو لين :
_( بالفعل نحن سعيدون بوجودك بيننا ونتمنى لك زيارة قصيرة للاسف قبل زواجك من فيليب ) قال بابتسامة مكر وسخرية
ورفع الجميع كوؤسهم وشربوا نخب صحة لين
_( انا سعيدة جدا لانني هنا بين عائلة حبيبي فيليب واريد ان اعبر عن عميق امتناني وشكري للطف واهتمام الفارو بي ).
ثم رفعت كأسها نحوه بابتسامة ساحرة وسرت عندما رأته يشد على اسنانه وقد لمعت عيونه بشعاع الغضب .
ابتسم الجميع فرحين ماعدا دولورس التي نظرت الى لين نظرة لاتنم ابدا عن الصداقة .
_( ان صوتك يدهشني ) قالت لها دولورس ( يبدو لي انه تغير عما كان عليه في اخر فيلم لك .. ذلك الفيلم الذي ظهرت فيه عارية ولكن يجب القول انك تتعرين في كل افلامك تقربيا,اليس كذلك؟).
احست لين باحمرار وجهها ,واقلقها هذا السؤال المفاجئ,مالذي قالته واثارحقد دولورس هذه؟ واخذت تبحث عن جواب مناسب,لكن الفارو تدخل بسرعة,وانقذها:
_(لقداصيبت حنجرة الانسة ثورن اثناءالحادث) قال بجفاف (ولقد اخبرني فيليب بانها ستتخلي عن مهنتها هذه عندما سيتزوجان,ومن ناحية اخري اعتقد ان الممثلةلا تملك الخيار ,وهي تضطر للقيام بما يطلبه منها مخرج الفيلم).
وكانت دهشة لين كبيرة لانة يدافع عن اشياء سبق واعلن احتقارة لها.
_(ان اخي على حق) قال رامون الذي يجلس بقرب لين (مهما كان ماضيك؟انك الان فرد من هذه العائلة؟ ودولورس مخطئة لانها سمحت لنفسها بابداء هذه الملاحظة).
_(شكرا لك رامون)
_(للحقيقة انا لم اشاهد اي فيلم لك.واذا كان ما تقوله دولورس صحيحا,فيجب ان اذهب فورا الى السنيما). اضاف رامون با ابتسامة مشرقة.
_(ولكنك لاتزال صغيراللذهاب الي السينما).اجابتة ممازحة.
_(اوه,لا!انا اصبحت في العشرين,انارجل الان!).
لاحظت لين نظرات الاعجاب في عيون رامون,فقررت ان تكون حذرة معه ,كي لايعتبر مزاحها معه تشجيعا يورطها في مشاكل,وكذلك كي لا.تجرح كبرياءه اذا صدتة بعنف.
وشعرت لين وبدون ان تقصد انها تواجه عداوة هذه السيدة الشابة دولورس.
وقبل ان تنام فكرت بانة لا يجب ابدا انا تترك نفسها وحيدة مع الفارو.فمن المؤكد انه يكرهها ولن يتخلى عن قراره بابعاد ماريلين عن اخيه فيليب ولين مضطرة الان وفاءا لصديقتها على متابعة هذا الدور .
_( تيالين، تيالين !) صرخ الصبي كارلوس ابن مارسيدس وهو يقف امام كرسيها الطويل قرب المسبح
_( انظري انا استطيع ان افعل ذلك انظري ) وكان الصغير يحمل ثلاثة طابات تنس ويجعلها تقفز في الهواء وبعد عدة محاولات نجح مرة واحدة ثم وقعت الطابات الثلاث على الارض.
_( برافو برافو ) قالت له ضاحكة وهي تصفق بيديها وشجعته ووعدت بأنه سيصبح اشهر رام طابات عندما يكبر
_( انك محظوظة لانك عملت في السيرك مع عمك ) انقبض قلب لين وندمت لأنها اخبرت الصغير عن السيرك
لكنه كان ولدا جميلا ولطيفا ومليئا بالنشاط والحيوية ولا بد انه يمل كثيرا في لسيندا بعيدا عن اصدقائه الصغار في مكسيكو .
ومنذ ثلاثة اسابيع وهو يصر على رامون وميغل كي يصطحباه معهما الى منزل العائلة حيث يقضي كل وقته بالقرب من لين واصبحا صديقين وكانت لين تلعب معه بالمونوبولي واخبرته القليل عن حياة السيرك ندمت عندما وجدت انه تحمس كثيرا لهذا الموضوع وقبلت ان تروي له المزيد بعد ان وعدها بانه لن يخبر احدا عن هذا الموضوع
_( اسمع كارلوس انت تعلم ان السيرك هو سر بيننا والكبار لايفهمون هذه الاشياء ومنذ عامين لم يعد لدى عمي اي سيرك )
_( نعم اذكر ذلك ولن اخبر احدا على شرط ان تعلميني كيف العب بخمس طابات ).
_( لأسف هذا امر صعب علي وانا اجلس هكذا ولكن سنحاول ).
وامسكت الطابات وبدأت تلعب بها بصعوبة اولا بسبب ثقل الجفصين في احدى يديها ولكنها اخيرا استعادت سرعة حركاتها واخذت ترمي الطابات الى اعلى والأعلى مع تشجيع الصغير وفرحه ولشدة تركيزها على اللعب لم تنتبه لالفارو عندما اقترب منهما وفجأة انتفضت ووقعت الطابات على الأرض وكانت لين تتجنب دائما الألتقاء به ولكن كيف نسيت حذرها اليوم ؟ وهي تعلم ان الفارو ياتي يوميا للسباحة قبل عودته الي المكتبة في مونتري بطائرته الهليكوبتر.
فالقت نظرة سريعة الى ساعة يدها التي اعارتها اياها مارسيدس,ثم التفتت الى الهاتف الذي امامها لكي تأمر بطلب
كرسيها المتحرك.وهذه كانت فكرة رامون عندما لاحظ قسوة الفارو معها.
_(اين تعلمت رمي الطابات هكذا؟) سألهابدهشة كبيرة.
ضحكت لين رغما عنها,لانهانجحت في ادهاش هذا الرجل الذي يدعي العلم بكل شئ,وغلب عليها الضحك,وقالت له:
_(لوانك...لوانك فقط تستطيع رؤية وجهك الان!).
_(انا سعيدلانك تجدينني مضحكا )اجابها بجفاف ثم التفت الى كارلوس الذي يجمع الطابات (لقد تأخرت,كارلوس ووالدتك
تنتظرك هيا اسرع).
_(فاقترب الصغير, وطبع قبلة على خد لين, واسرع نحو المنزل.
_(هل انتهيت من الضحك؟).
_(نعم, وسأطلب الكرسي المتحرك) ومدت يدها نحو الطاولة.
لكن الفارو كان اسرع منها,وامسك الهاتف:
_(لا ضرورة لذلك, سأعيدك بنفسي بعد ان اسبح قليلا...وبعدالكلام الذي اريد ان اقوله لك).
_(ولكن يجب ان ابدل ملابسي قبل العشاء لان ماريا ستخرج هذه الليلة,وانا لا استطيع ان ابدل ملابسي وحدي...)..
ومدت يدها نحو الهاتف.
_(اعده الى مكانه هنا).
_(فيما بعد,اذا اردت انا ذلك )ثم اتجه الى غرفة في الجهة الاخرى من الحوض.
_(انك لست مضحكا ابدا,اتعلم ذلك! ) صرخت لين غاضبة واضافت (من بين كل الرجال المتعجرفين الذين التقيت بهم, انك انت الملك عليهم كلهم ).
وكانت لين تعرف انها لن تستطيع القيام بأي شيء يمكنها من الوصول الى غرفتها,كما وانها خلال هذه الاسابيع الثلاثة احست بالدفء العائلي الذي لم تعرفه من قبل.

نهاية الفصل السادس

حبك مجازفة كبرى.       رواية عبير.                                        حيث تعيش القصص. اكتشف الآن