بعد اسبوعين ، وكما وعدها الطبيب بدأت تعتاد على هذه الأثقال في يدها وساقها ولم يعد الطبيب قلقأ الا على عدم تذكرها هويتها الحقيقية وتوقفت لين عن التأكيد له على انها ليست ماريلين ثورن وبانها ليست خطيبة دون فيليب ورأت انه لن يكون بامكانها اقناعه وتركته يعالجها ، وتركت نفسها تتأمل باعجاب كل يوم باقات الزهور الحمراء التي تصلها من خطيبها المزعوم .
وعندما نظرت في المراة وجدت احدى عينيها محاطة ببقع صفراء وبنفسجية ، وفي جانب خدها شقأ من المؤكد انه سيترك اثرأ في وجهها وتذكرت كم مرة واجهت الموت في مجازفاتها في السيرك مع عمها شارلي .
لكن هذه المرة كان الخطر كبيرا جدا . وتساءلت لماذا لم يزرها احد من اعضاء الفريق في الفيلم
مع انها لاتشعر برغبة لرؤية احد.... ثم لفت انتباهها حركة في الغرفة
(من .....؟ ).
سألت بخوف وبصوتها الجديد الذي لاتعرفه
اقترب الرجل الغريب الذي كان يتأملها بنظرات مهددة وشعرت الفتاة بالغضب يتطاير من عينيه
وتساءلت ماذا يفعل هذا الرجل الغريب في غرفتها ؟
_(كما ارى ولسوء الحظ ان الطبيب على حق وانك استعدت وعيك ).
وكان يتكلم بلغة انكليزية تدل على اصله اللا تيني الامريكي .
_( من أنت ؟ ).
سألته وهي ترتجف تحت وطأة نظراته الغاضبة
التفت الرجل نحو باقات الزهور باحتقار
_( يبدو ان فيليب لايضيع وقته ).
_( من انت ؟ ).
_(ا نا شقيق فيليب الأكبر انسة ثورن واعتبر رئيس عائلتي ويجب ان امنع اخي من افساد حياته بالزواج من فتاة مثلك )
تأففت لين بأنزعاج تحت نظراته التي تنصب على جسدها المغطى بشرشف خفيف واحمر وجهها من الاحتقار والسخرية الذي يظهر في عينيه السوداء
_( انك مخطىء ، وانت .. انت لاتفهم شيئا .. هناك خطأ كبير ).
_( بل انا افهم جيدا صديقيني هناك خطأ ولكنك انت التي ارتكبتيه انسة ثورن .... وانا اعرف ان اخي مجنون بك حتى الان . فانت امرأة مغرية حقا وخاصة في فيلمك الاخير الاباحي .. وارجوك لاتحاولي الدفاع عن نفسك تحت ستارحب الفن وشرفه ).
_( كيف تجرؤ على الكلام معي بهذا الأسلوب ؟ فانا لا اعرفك ).
وكانت ترتجف من شدة انفعالها :( وانصحك بأن تختفي الان من امامي وفورا ).
ثم عادت ورمت رأسها على الوسادة ولم يهمها ان يعتبرها هذا الرجل ماريلين فمهما كان عمل ماريلين فان هذا لايبرر كلام هذا الرجل المتعجرف
_( سأختفي ولكن افهمي هذا جيدا سأبذل كل مابوسعي كي امنعك من الزواج من فيليب ).
_( ولكن اخيرا لماذا ترفض ان تفهم بانني لا انوي ابدا الزواج من اخيك الأحمق ).
ولكن الرجل خرج من الغرفة دون ان يجيبها وتركها ترتجف وتبكي
من شدة غضبها .
وفي اليوم التالي ، كانت لين لاتزال متوترة من زيارة شقيق فيليب الذي اهانها بشكل كبير واحرجها .
عندما تذكرت كيف ينظر الى جسدها تحت الشراشف .
ويجب عليها ان تقنع ادارة المستشفى بانها ليست ماريلين ثورن فهي لاتريد ان تتكرر زيارة اعضاء عائلة فيليب لها خاصة اذا كانوا كلهم من نفس عينة هذا الرجل . ولكن ماذا ستفعل ؟
وقد علمت انها نقلت الى مستشفى بدون اية اغراض شخصية وبدون حقيبة يدها وهكذا لاتملك الان اية اوراق ثبوتية .
ولا تستطيع ان تلجأ الى السفارة الامريكيه ياالهي ماذا ستفعل ؟وبينما هي في غمرة يأسها فتح باب غرفتها ودخلت الانسة مارينا ثورن وهي تضع على رأسها شعرا مستعارا اسود
_( ياالهي....).
_( صه لا تصرخي ، لين ) ووضعت اصبعها على فمها
_( لا اريد ان يعلم احد بأنني هنا ).
_( ولماذا تضعين شعرا مستعارا ؟).
_(انه مخيف اليس كذلك فالشعر الاسود لايناسبني ابدا ولكن يجب ان العب هذه اللعبة ).
واخرجت من حقيبة يدها الكبيرة قصاصات من الجرائد
_( انت وانا اصبحنا مشهورتين ياعزيزتي ).
اخذت لين تقرأ بدهشة كبيرة الاعلان الكبير في النيوز اشهر صحيفةيومية في المكسيك .
نجت الممثلة الشهيرة من قفزة الموت .
وكان الاعلان مؤرخ منذ خمسة عشرة يوما ويشرح المقال ان النجمة ماريلين ثورن رفضت ان تستبدل دورها في المشاهد الخطيرة في فلمها الجديد وهي تقاوم الان الموت . ثم قرأت لين المقال في مجلة النيويورك تايمز وكان مقالا طويلا يمدح شجاعة ماريلين التي رفضت استبدال دورها . وتقول المجلة انها استعادت وعيها لكنهم لايستطيعون اعطاء تفاصيل اخرى عن حالتها لأن المستشفى الخاص في مكسيكو تمنع دخول الصحفيين .
_( ولكن ... هذا .. ).
_( انها حملة اعلانية رائعة), قالت ماريلين وهي تضحك من ذهول
لين ( ومديري الفني سيجن من الفرح ،لقد تلقى حتى الان عدة اتصالات من اشهر المجلات العالمية وكلهم يطلبون مقابلة معي ، كما تلقى عروض ادوار جديدة هذا حقا رائع ، لين ).
_( ولكن لماذا تقول الصحف انك انتي ؟ وماقصة المستشفى الخاص في مكسيكو ؟ كنت اعتقد انني في مستشفى في سان جون دل ريو بقرب المنطقة التي كنا نصور فيها المشاهد الخارجية ).
_( طبعا ايتها المغفلة لقد نقلوك فورا الى هنا واعتقدوا انك انا اتفهمين ؟ وعندئذ فقط خطر ببال لاري هذه الفكرة الجهنمية واعتبر ان هذه الدعاية الذهبية ستزيد
من قيمة الفيلم الشرائية ، فاتفق مع مديري الفني وجعل كل فريق العمل يقسم على ان لايبوح بهذا السر ، واعاد لاري كل الفريق الى الولايات المتحدة. وظل في مكسيكو ليتفق مع المستشفى التي تعتقد انني هنا ).
_( ولكن انا ؟ ماذا فعلوا بي ؟ انني سجينة هنا ولا ارى احدا .......).
_( اسمعي لين ، لا ضرورة للقلق لقد اهتم لاري بكل شيء ، وسيدفع كل نفقات المستشفى ، وستحصلين على مبلغ اضافي بقيمة خمسين الف دولار كي لاتفشي هذا السر انه ليس بالمبلغ التافه اليس كذلك ؟ ).
نهاية الفصل الثاني