تأملت لين هذه السيدة الانيقة واحمر وجهها عندما توقفت نظرات دولوروس على روب حمام الفارو الذي ترتديه لين .
_( ماذا تفعلين هنا؟ ) سألتها لين
_( جئت لرؤيتك , ياعزيزتي )
_( لماذا ؟)
_( ياله من سؤال ) ثم ضحكت دولورس واضافت :
_( كنت دائما اريد رؤيتك, ولكن بهذه الحالة, بالذات لم ات بنفسي .... ولقد قلت لالفارو ان هذا سيزعجك حتما ولكنه كان يعتقد انك ستتفهمين الوضع جيدا )
_( حسنا كفاك ثرثرة ) قالت لها لين وقد انقبض قلبها ( لماذا جئت لرؤيتي دولورس ؟)
_( اه , ياالهي كنت اعرف ان هذا لن يكون سهلا لقد احضرت لك بعض الملابس التي ارسلتها لك العائلة مع امتنانهم العميق لك ، بالاضافة الى تذكرة سفر تمكنك من العودة الى الولايات المتحدة ومن الافضل ان تستقلي طائرة بعد ظهر اليوم )
_( هذا كل شيء ؟ )
_( حسنا ,لا , ليس تماما لقد اعطاني الفارو رسالة لكي انقلها لك ويجب ان اقول بانك مختلفة عن كل النساء اللواتي وقعن في حبه وانا تفاجأت كثيرا من تصرفه هذا ..... فهو عادة لايطلب مني ولا من عائلته التدخل في مغامراته العاطفية انه
وغد حقا ) ثم ناولتها الرسالة
_( اذا كنت تعتقدين ان الفارو يريد التخلص مني ..... فهذا وهم كبير ) صرخت لين بيأس ( هذا مستحيل )
_( مستحيل ؟ ولكني اؤكد لك العكس اقرأي هذه الرسالة ثم اتصلي به بعد ذلك انه الان في طائرته بين مونتري ومكسيكو ولديه هاتف في طوافته وانا متأكدة انه سيخبرك ذلك بطريقة افظع من طريقتي وانا لن امنعك ).
اسرعت لين الى الحمام واقفلت الباب وراءها وفتحت الرسالة بيد مرتجفة وقرأت هذه الكلمات السوداء التي لم تبدأ حتى بالتحية
_( كانت علاقتنا جميلة ياعزيزتي ولكن لكل شيء نهاية فأمامك حياتك وامامي حياتي ، وانا ممتن لك على طيبتك مع عائلتي وانا اطلب منك ان لانلتقي الا اذا كان هناك ضرورة ملحة وكل محاولة لجعلي اغير رأي ستكون غير مجدية الفارو )
رغم حزنها الكبير جمعت لين شجاعتها وعادت الى الغرفة لماذا تصرف الفارو بهذا الشكل ؟ انها لاتفهم شيئا
_( لو سمحت ناوليني الملابس التي احضرتها لي )
_( بكل سرور وبامكانك ان ترحلي بطائرة بعد الظهر ...) ثم خرجت دولورس وتركتها وحدها .
رمت لين نفسها على السرير وخبأت وجهها في وسادة الفارو وهي تتحسس رائحته واجهشت بالبكاء المرير
انسة لين ؟ هل انت جاهزة ؟ )
كانت لين تغرق في افكارها ولم تكن قد لاحظت انها اصبحت وحيدة على درج الكنيسة وبان كل الناس تفرقوا فتنهدت بحزن
والتفتت نحو الشاب روستي وكيل اعمال عمها شارلي
_( نعم بامكاني العودة الان الى المنزل) وتبعته الى شاحنة المزرعة ولكنها لم تكن تدري الى متى سيبقى هذا المنزل منزلها
وبعد سداد مصاريف الاطباء والممرضة التي لازمته لمدة 6 اشهر ومصاريف الجنازة لن يبقى لها شيئا مهما لتدفع اجور العمال في المزرعة وهي لن تستطيع التخلي عن هؤلاء العمال اذا ارادت متابعة تربية الخيول العربية الاصيلة التي كرس عمها لها كل حياته .
كما وانها بحاجة لهذه الجياد في ممارسة مهنتها في الالعاب البهلوانية في السيرك ,لانها لاترغب بالعودة الى عالم السينما كي لاتقع مرة ثانية بين يدي لاري وايلد.
ولقد نصحها روستي محامي عمها باستقبال شار جديد للمزرع
_( ولقد اكد لي وكيل هذا السيد بانه عندما يشتري المزرعة سيديرها كما كان يديرها عمك وبانه سيحتفظ بكل العاملين فيها صدقيني هذا عرض ممتاز وقد لاتجدين افضل منه ) ثم تنهد المحامي روستي واضاف:
(لقد حزنت كثيرا لوفاة عمك لانه ساعدني كثيرا في متابعة علومي ......)
_(انا اعلم ذلك روستي وانا لاافضل منزلا اخر عن هذا المنزل سأفعل كل مابوسعي )
_( اريد ان اؤكد لك انني وكل العاملين في المزرعة لسنا بحاجة لبقية الحساب .. فبأمكاننا ان نتصرف ريثما تنجحين في تخطي هذه الظروف )
سالت دموع لين بحرارة على وجهها
_( اه روستي, شكرا لك سأحاول ان افعل كل مابوسعي من اجلكم .. فقد يكون بامكاننا ان نجد وسيلة...)
_( بالتأكيد ) اجابها بتفاؤل( هاقد وصلنا )
_( شكرا لك روستي )
_(اتريدين شيئا اخر ؟)
_( لا ,روستي ,شكرا لك ) وانحنت وقبلت خده بمحبة
تنهدت لين بعمق وهي تدخل المنزل الكبير الذي اصبح فارغا بعد وفاة عمها وكان لايزال امامها ساعة من الوقت قبل وصول الشاري الجديد فأسرعت واخذت دوشا سريعا .
لقد مر الشهر الاخير وكأنه جحيم حقيقي ,وكانت صحة عمها تزداد كل يوم سوءا وكانت تقاوم حزنها وتحاول ان تنسى جرح قلبها الذي تسبب به الفارو لكنها اكتشفت ان هذا مستحيل لايمكنها ابدا ان تنسى الايام الرائعة التي عاشتها معه وتكون واهمة اذااعتقدت انها ستنسى بداية علاقتها بهذا الرجل الحيوي القوي .. الذي امتلك قلبها وكل كيانها امتلك حبها وعذريتها وجسدها ودون ان يقول لها كلمة احبك كيف خطر ببالها ان علاقته بها ستكون شيئا اخر اكثر عمقا من مجرد مغامرة عابرة ؟
قطع حبل افكارها رنين جرس الباب فلفت جسدها بمنشفة كبيرة واسرعت نحو الباب هذا ليس الشاري الجديد بالتأكيد لأن موعده لم يحن بعد اذن هو روستي وقد نسي شيئا ما
عادت الدقات على الباب مرة اخرى
_( حسنا روستي انا قادمة ماذا نسيت هذه المرة ؟ ) ثم رفعت قبعة الدوش عن رأسها وفتحت الباب
_( ياالهي ...... الفارو).
_( مساء الخير عزيزتي لين ) قال لها بجفاف
_( ماذا تفعل هنا؟) سألته بدهشة واحست بأن قدميها لم تعودا قادرتين على حملها .
وتأملت وجهه الجميل وقامته الطويلة وهي لاتزال تحت تأثير الصدمة انه اجمل رجل رأته في حياتها ...
_( ماذا تفعل هنا ؟ ماذا تريد ؟)
_( ياله من استقبال لطيف جدا ) قال لها بسخرية
_( انك لاتزالين رائعة لين حتى بهذا الذي تضعينه على جسدك الا انه ليس بجمال الذي كنت ترتدينه اخر
مرة رأيتك فيها ).
نهاية الفصل السادس عشر