الفصل الثاني عشر

450 14 0
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظت لين على يد كارلوس الصغير الذي يهزها فالتفتت بسرعة الى الجانب الاخر للسرير وتنفست الصعداء ، لايوجد اي اثر لالفارو في غرفتها ولكنها وجدت وردة حمراء على وسادتها
_( لين يجب ان ترتدي ملابسك بسرعة فخالي فيليب يريدك ان تذهبي معنا للسوق لشراء هدية بمناسبة عيد ميلاد والدتي في الاسبوع القادم ).
_( ولكنك لست بحاجة لي ) اجابته بكسل وهي تغطي نفسها بالشرشف جيدا وقد عادت اليها ذكريات ليلة امس
ثم فكرت بانها يجب ان تستعد للرحيل فالفارو رغم هذه الليلة التي قضاها معها لم يقل بانه يحبها ولا يجب عليها ان تبني احلاما كاذبة وقد يتمكن فيليب من مساعدتها على الرحيل.
وبعد ساعة كانت لين وفيليب وكارلوس يتأملون واجهة احد المحلات وكانت لين تفكر بما ستقوله لفيليب وفجأه قطع تفكيرها صراخ كارلوس فالتفتت بسرعة ورأت كارلوس يقاوم رجلين يجرانه نحو سيارة سوداء كبيرة
فركضت نحوه وهي تصرخ وتطلب المساعده وامسكت بذراع احد الرجلين محاولة ابعاده عن الصغير وكان الرجلان اقوى منها فضرباها وحملاها مع الصغير ووضعاهما في السيارة وجلس معها احدهما وانطلق الاخر بالسيارة مسرعا وكان اخر مارأته قبل ان تفقد وعيها اثر ضربة على رأسها هو وجه فيليب الشاحب وهو يخرج من المحل.
وعندما استعادت وعيها كان يلفها الظلام بسبب شيء مربوط على عينيها وتذكرت بسرعة عملية الخطف هذه، وحاولت ان تزيل العصبة عن عينيها لكنها تلقت ضربة رجل على بطنها
_( لاتتحركي انصحك بالهدوء والا ضربتك مرة اخرى ).
تساءلت لين ماذا حل بالصغير ولم تدر كم مضى من الوقت ، وبعد قليل توقفت السيارة وانزلت لين منها ، فرفعت العصبة عن عينيها ورأت احد الرجلين يحمل كارلوس ويخرجه من السيارة وكان الصغير شاحب الوجه مغمض العينين ودخلوا جميعا الى كراج كبير
_( ياالهي ماذا فعلتما به هل قتلتماه ايها المجرمان ) صرخت ودموعها تسيل على وجهها
_( انه بخير لقد اعطيته كمية خفيفة من الكلوروفورم )
رفع الذي يسمى ليو سماعة الهاتف وتكلم بأيجاز ثم اقفل السماعة واخذ ليو وجو يثرثران قليلا لابد انهما ينتظران وصول احد اخر .
لم يبق للين ان شعرت بمثل هذا الخوف وتساءلت ماذا سيكون مصيرها ومصير كارلوس وتصبب منها عرق بارد
وفجأة اقتربت سيارة  واسرع ليو وفتح باب الكراج ونزل رجل ثالث من سيارة فخمة وكان يرتدي ملابس انيقة
تختلف عن ملابس ليو وجو لابد انه رئيسهما
_( ماذا تفعل هذه الفتاة هنا ؟) سألها بغضب
_( لقد لحقت بنا وامسكت بالصغير فرأينا انه من الافضل ان
نصطحبها معنا ....)
_( خذها الى الخلف وتخلص منها )
_( انك تكون غبيا حقا بقتلي ) اجابته وهي ترتجف من الخوف
_( انت لست من عائلة كوستيللو! ولكن من تكونين )
_( انا مربية كارلوس وانتم بحاجة لي كي اهتم به .. لأنه مريض جدا وعندما سيستعيد وعيه بعد هذا الذي تناوله .... وانت تعرف ..... لن يستطيع هؤلاء الرجال تحمل تنظيف السياره من الاستفراغ وال .....)
_( هذه الفتاة على حق سيدي ) اجاب ليو وقد اكفهر وجهه
ضحك رئيسهما وقال
_( حسنا لابأس سنؤجل امر التخلص منك لبعض الوقت هيا خذوهما الى المكان المحدد وسأنضم اليكما غدا )
نقلت لين الى سيارة كبيرة اخرى رمادية اللون وربطت يداها خلف ظهرها بشكل لا تستطيع معه القيام بأية حركة وبعد قليل نسيت لين المها عندما بدأ كارلوس يستعيد وعيه واخذ يبكي لأنه وجد نفسه في الظلام في هذه السيارة المغلقة
_( لاتبكي كارلوس انا هنا معك ) فاقترب الصغير والتصق بها وهو يرتجف من الخوف
_( سيأتي خالك الفارو وينقذنا بسرعة ) وطلبت منه ان يقول انها مربيته وبعد قليل نام الطفل على ركبتيها وادركت لين انها تحب هذا الصغير كثيرا وبأنها مستعد لفعل اي شيء من اجل سلامته وتذكرت فجأة فيلما سينمائيا بوليسيا اشتركت فيه بدور الممثلة البديلة ، وكان احد التمرين في ال اف بي اي الذي كان مشرفا على توضيح لها مهمتها قد اخبرها في احدى الاستراحات بانه يجب على المخطوف أن لايضيع اية فرصة امامه وخاصة في المرحلة الاولى من عملية الخطف .
لأن الخاطفون يعلمون بانهم اذا فشلوا  سيكون مصيرهم السجن ونصحها اذا حصل معها اي حادث من هذا النوع ان تفكر وتستغل اي فرصة ممكنة .
كترك بعض الاثار او الصراخ او تهديد الخاطفين وفكرت ماذا يجب ان ان تفعل ؟ لابد ان هناك وسيلة ما لتخلص نفسها والصغير من قبضة هؤلاء المجرمين .
وبعد قليل توقفت الشاحنة وفتح ليو باب السيارة الخلفي ليطمئن على الصغير وقبل ان يقفله من جديد صرخت لين
_( اه لو سمحت ايمكننا دخول الحمام ؟ الصغير بحاجة ...)
_( لست ادري .....).
_( والى اين يمكننا الهرب يريد الصغير ان يدخل الى الحمام والا ستضطر لتنظيف  سيارتك.......)
_( حسنا, حسنا ولكن اياك والخداع !).
ثم حل يدي لين وانزلها من الشاحنة وسار معهما الى محطة قريبة وتركهما يدخلان الحمام وانتظرهما في الخارج بعد
ان تأكد من عدم وجود اي نافذة .
_( بسرعة كارلوس افرغ جيوبك ) قالت له لين بصوت منخفض
فأطاعها واخرج من جيوبه بعض الحصى وحبات من البونبون وقلما صغيرا
_( حسنا كارلوس اريد ان تكتب على الباب باللغه الاسبانيه وبخط كبير وواضح )
_( ماذا سأكتب ؟).
_( حسنا اكتب ملاحظة ارجو الانتباه مكافأة كبيرة ستدفع لكل شخص يتصل بهذا الرقم واكتب رقم هاتف المنزل في مونتري واضف بأن خالك الفارو سيدفع المال الكثير لقاء اية معلومات عن طفل صغير تعرض للخطف واكتب ان هذه عملية
خطف جدية ).
دق ليو على الباب فسحبت لين دافع المياه
_( سنخرج بعد قليل لم ينته الصغير بعد )
وبعد قليل فتح الباب فأخذ قلب لين يدق بسرعة لكن ليو لم ينتبه لما هو موجود خلف الباب واقتادها من جديد الى الشاحنة لكنه لم يوثق يدي لين لكي تستطيع العناية بالصغير.

نهاية الفصل الثاني عشر

حبك مجازفة كبرى.       رواية عبير.                                        حيث تعيش القصص. اكتشف الآن