الفصل الثامن

430 12 0
                                    


(نعم,ولكنه كان يكتفي بالضحك,ولم يشأ ان يخبرني اين يعمل.وقلقت قليلا ثم....بعد زيارة رجلين...قررت ان اجيء الى هنا وابق مع امي واخوتي,ابدا لم يسبق لي ان خفت بهذا الشكل.لقد دخل هذان الرجلان بالقوة وسألاني عن ريكارود.وعندما اخبرتهما بأنه ليس موجودا طلبا مني ان اقول لزوجي بانهما يريدان البضاعة والا فانهم يريدان مالهما )
_( وماذا فعلت ؟).
_( عندما اخبرتهما بأن ريكاردو في مكتبه ضحكا ثم كسرا كل شيء في الصالون الطاولات الكنبات وعندما عاد ريكاردواكتفى بالجلوس ولم ينطق باي كلمة ورفض ان يشرح لي شيئا وعندما اخبرته بانني سأذهب انا وابني للعيش عند اهلي خوفا على سلامتنا جعلني اقسم على ان لا اخبر شيئا لاخي اه لين ماذا يجب ان افعل )
اشفقت لين على وضع مرسيدس كثيرا
_( ولكنك لاتملكين اي خيار فانا افهم انك لاتريدين اثارة قلق والدتك ولكني انصحك ان تخبري الفارو فهو يعرف ماذا يجب عليه ان يفعل )
_اوه....لا ....لا استطيع)
_( ولكن يجب عليك ذلك لابد ان زوجك متورط في امر خطير وهو بحاجة الا المساعدة )
( ولكن الفارو لن يسامحني ابدا )
_( انا متأكدة انه رجل لايعرف الرحمة في الاعمال لكنه يفعل كل مابوسعه من اجل عائلته وسيفهم انك تحبين ريكاردو مهما فعل ).
_( ولكنه سيجبرني على التخلي عن ريكاردو وكما ترين انا احبه كثيرا واخاف ان اموت اذا فقدت زوجي ).
_( مارسيدس لاتبكي ) وجرت لين كرسيها المتحرك نحوها
_( انا لااستطيع ان اكلم الفارو بهذا الموضوع ولكن .... انت تستطيعين لين كلميه انت ارجوك وبذلك تنقذين ريكاردو وتنقذين زواجنا )
_( انا ؟ )
_( انك معتادة على المناقشة مع كبار المخرجين .. وتعرفين كيف تشرحين قصتي لالفارو )
_( ياالهي انا لست قادرة على ......)
_( ارجوك لين )
_( ولكن ... ولكنك لاتفهمين فانا والفارو .. لسنا متفقين وهو
لايحبني ابدا )
(انا متأكدة انه يحبك كثيرا وهذا ماقالته لي امي وهذا الصباح ايضا لقد اكدت لي ان .... وارجو ان تشرحي له كل الموقف )
( ولكن لا انت مخطئة )
وامام بكاء وتوسلات مارسيدس وافقت لين اخيرا
وبعد يومين وصل طبيب من مونتري ليفك الجفصين وكان سعيدا لان الكسور شفيت تماما ونصح لين بالحذر في سيرها وباعتماد عصا ترتكز عليها في الفترة الاولى
وكان الفارو مسافرا فطلبت لين من ميغل ان يسرج لها احد الخيول وبعد تردد اختار لها فرسا اسود ورافقها رامون خلال الايام الثلاثة في نزهتها وكان سعيدا جدا ولطيفا معها
وذات صباح ارادت ان تلبي دعوة سانشيا وعندما وصلت الى منزل ميغل وساشيا تفاجأت بجواد اسود اصيل مربوط امام المنزل ولكن دهشتها كانت كثيرة عندما رأت الفارو يستند الى المدفأه الحجرية في الصالون
_( صباح الخير لين ) قال لها ببروده ( ارى انك تستعملين قدميك
من جديد )
_( كنت .. كنت اعتقد انك مسافر ..) وكان قلبها قد بدأ يدق بسرعة
_( اعذريني سانشيا ارى انني جئت في وقت غير مناسب سأعود مرة اخرى )
_( نعم سأزورك مرة اخرى ) ثم خرجت مسرعة فكل مايهمها ان تهرب من مقابلة الفارو المتعجرف وحاولت ركوب فرسها ولكن يدا قوية تمسك بيدها
_( الى اين تنوين الذهاب ) سألها بهدوء
_( ليس الى مكان محدد ......) اجابته بهمس وبخوف
_(اذا سأرافقك ) ثم كالريشة وضعها على ظهر فرسها
_( حسنا على كل حال اريد ان اقول لك .....)
_( لا انا اريد ان اقول لك شيئا ) قاطعها الفارو ( فانا لا اجد دائما مثل هذا اليوم وقررت ان اعقد هدنة معك اليوم سنتنزه قليلا ونتمتع بالمناظر الجميلة ولن يكون بيننا نزاع خصام موافقة ؟) ثم ابتسم لها بشكل لم تصدق عينيها فابتسمت بدورها
_( وغدا سيكون بدون شك مختلفا وقد اعود واهددك بالقتال فاستفيدي من هذه الفرصة ياصغيرتي )
واطلقا العنان لجواديهما الى ان وصلا شلال نهر قريب فتركا الجوادين يسيران على مهل
_( انه منظر رائع حقا لم يسبق لي ان رأيت شلالا بمثل هذه الروعة ) قالت لين بدهشة واعجاب
_( كثيرا ماكنت اتردد على هذا المكان عندما كنت صغيرا هيا انزلي وتعالي لنشرب من هذا الماء المنعش )
ملء الفارو جعبة الماء وجلس بقرب لين على صخرة مالسة فأدركت لين انها لن تجد افضل من هذه الفرصة للكلام معه عن موضوع مارسيدس وريكاردو فجمعت كل شجاعتها وتنفست بعمق والتفتت نحوه
_( ايه .. الفارو ايمكنني ان اكلمك قليلا)
_( يبدو لي انك تفعلين )
( اقصد .... ولكني اريد ان اكلمك بجدية ..)
_( اذا اردت السؤال عن فيليب فهو لايزال في اسبانيا )
_( ياالهي الا يمكنك ان تنسى اخاك قليلا )
_( من الطبيعي انك تحبين الكلام عنه....)
_( سأرحل عن هذا المكان ولو اضطررت لقطع المسافة كلها سيرا على الاقدام ) قالت له بحدة لكنها تذكرت ان الغضب لن يفيدها في شرح قضية مارسيدس ( اريد ان اكلمك بموضوع لايخصني مباشرة )
واخذت تروي له مشكلة مارسيدس دون ان ترفع نظرها عن الشلال وبعد ان انتهت ساد صمت قصير بينهما فالتفتت نحوه ورأته يثبت نظره على الصخرة
_( ارجوك اتمنى ان لاتكون غاضبا ولكنني حاولت اقناعها ان تخبرك بنفسها ولكنها كانت متاكدة من انك لاتحب ريكاردو وانك ستضطرها للانفصال عنه انها تحبه بجنون )
ولكن هدوءه فاجأها كثيرا
_( من المؤسف ان تتخيل مارسيدس انني سأسعى لالحاق الاذى بها وبزوجها كم انت طيبة ياعزيزتي لين بمحاولتك مساعدة عائلتي ).
وزاد من دهشتها لهجة صوته الحنون الخالي من اي سخرية
_( نعم لقد سمعت اخبارا غريبة عن ريكاردو وسأحاول انقاذه من ورطته هذه ثم سأجد له عملا شريفا واجعله تحت مراقبتي وانا اشكرك لثقتك بي ولأنك نصحتها باللجوء الي ولكن كيف تأكدت انني سأكون متفهما؟ يبدو انك تعرفينني اكثر مما اعرف نفسي ان تصرفك هذا يبدو لي مستهجنا لست ادري فهذا ليس من صفاتك )
_( اه !هذا كثير ) اعترضت لين ونهضت غاضبة ( لقد قلت لمارسيدس بانني بكلامي معك سأتلقى المزيد من الاهانات فهل من المستهجن ان يكون لدي مشاعر انسانية مثل اي فتاة اخرى ؟)
واسرعت وخبأت وجهها بيدها لكي لايرى دموعها فاسرع ورفع يديها وكانت دهشته كبيرة
_( اهذه دموع امرأة ذات قلب حنون ؟).
_( ارجوك ..... لا .... الفارو )
نهاية الفصل الثامن

حبك مجازفة كبرى.       رواية عبير.                                        حيث تعيش القصص. اكتشف الآن